الحاجة إلى الوعي بهدى الله!
عبدالفتاح حيدرة
إن سلاحنا الوحيد للتغلب على كل المآسي التي تقتلنا وتهيننا وتقهرنا وتستعبدنا هو أن يزرع ويغرس فينا وفي كل أفرادنا وأسرنا ومجتمعنا وشعبنا وأمتنا، وفي تديننا وهويتنا وضمائرنا ومعرفتنا ووجداننا وسياستنا ودولتنا وأنشطتنا وتصرفاتنا وممارساتنا، إن الوعي هو وعي الهداية بالله، وان القيم هي قيم كتاب الله، وان المشروع هو مشروع سنن الله في التغيير، أن يكون لدينا وعي هداية مجتمعية وشعبية كلية وجامعة، لأن محاولة الإيحاء بأن الخلاص سوف يأتي من وعي وقيم ومشروع الشخص الواحد وقدرة الفرد الواحد وبراعة الفرد الواحد وألمعية الفرد الواحد ومهارة الفرد الواحد وذكاء الفرد الواحد، هو إيحاء سياسي صرف ، لأن وعي هدى الله وقيم كتاب الله ومشروع سنن الله، لا تأتي للناس بالإيحاءات فقط، بل يتم إرسالها للمجتمعات عن طريق ممارسة وشواهد ومعرفة وثقافة (علم للهدى) واحد ينشر للناس الوعي بهدى الله، ويعلم الناس ممارسة قيم كتاب الله، وتحشيد الناس للدفاع عن مشروع سنن الله في التغيير ..
إن الشعب اليمني على وجه الخصوص والأمة العربية والإسلامية بحاجة إلى بداية جديدة شبيهة ببداية نبي الله ( نوح) عليه السلام، لابد أن يغرق السلطان العميل وحجابه، والفساد والتضليل وأصحابه والظلم والظلام وإرهابه، والقهر والإذلال وأحبابه، لابد أن يتم اجتثاث كل ما شوه حياتنا ولوثها، وكل ما أنتهك حريتنا وآدميتنا، وكل ما استقوى علينا وقهرنا وأهاننا واستغبانا وجهلنا، وأفقرنا وجوعنا ونهب ثرواتنا، نحتاج كل ذلك حتى ندخل مرحلة جديدة بحق وللحق ومع الحق، لذلك لابد لنا من هذا الغرق ، لا ان نستسلم لتجديد الأسماء مع بقاء القديم في القلب من كل شيء، إننا بدون هذه البداية الجديدة لن نصل إلى شيء سوى إعادة تدوير التبعية والارتهان والإذلال والتضليل والجهل والفساد وكل ماهو شر وباطل قبيح وبشع وظالم وسيئ وملعون يلغي آدميتنا ويهين ديننا ويكسر نفسياتنا ويقهر كرامتنا ويؤذي وعينا ويذل قيمنا ويهزم مشروعنا..
إذا أراد المجتمع أو الأمة أن يهزموا الباطل تلك الهزيمة الساحقة والماحقة والكلية والجامعة، وان ينصروا الحق ذلك الانتصار الساحق والماحق والكلي والجامع، وإذا أرادوا أن يكونوا شركاء أساسيين في الانتصار الكبير والفوز العظيم في الدنيا والآخرة ، لابد أن يتحمل قادة ومثقفو وشخصيات ونخبة المجتمع والأمة مسؤولية نشر الوعي بهدى الله، وان يقوموا بواجبهم لتعليم قيم كتاب الله، وان يؤدوا دورهم في الدفاع عن مشروع سنن الله، ليكونوا أمام مجتمعهم وأمتهم نموذجا لتلك الهداية بالله، ويكونوا أمام مجتمعهم وأمتهم نموذجا لقيم كتاب الله، وان يكونوا نموذجا أمام مجتمعهم وأمتهم يدافعون وينتصرون وينفذو مشروع سنن الله في التغيير، حتى يستمد منهم المجتمع كله والأمة كلها سلسلة معرفة وثقافة (وعيهم وقيمهم ومشروعهم) بصدق وإخلاص وتقوى وإيمان..
أما أن يبقى قادة ونخبة المجتمع والأمة ومثقفوهم وإعلاميوهم، متواكلين وأسواراً وجدران خرساء وأصنام وتماثيل مترفة تبحث عن السلطة والثروة، وممانعين لنشر هدى الله، وجهلاء بقيم كتاب الله، ومرجفين أثناء الدفاع عن مشروع سنن الله، ويخفون ويتسترون ويضللون ويتآمرون على ما يقدمه للناس وللمجتمع وللأمة وللبشرية (علم الهدى) من وعي وقيم ومشروع، وكل هم هذه النخبة وأولئك القادة والإعلاميين والمثقفين والمسؤولين هو تبرير فشلهم وطمعهم وإرجافهم وجهلهم هو الدفع بالمجتمع والأمة إلى أن تتبارك ببركتهم وتستظل بظلهم ولا تتصور البقاء من دونهم وأن الإصغاء إليهم احتماء، سوف يدفع ثمن ذلك هذا المجتمع وهذا الشعب وهذه الأمة من كرامتهم وسيادتهم وحريتهم وقوتهم وهيبتهم وعزتهم ومستقبلهم ونهضتهم وموت طموحهم وذل وهزيمة أبنائهم وأبناء أبناء أبناء أبنائهم العشرون بعد المئة .. !!