أعظم سلاح في خطاب القائد
أمين الجنيد
تحاول معظم قنوات الإعلام جاهدة ان تلتقط من خطاب السيد في كل مناسبة أو حدث عبارات توحي بتهديد أو بشطحات أو رسائل سياسية، وكذلك يبذل الكثير من المتابعين جُل اهتمامهم في البحث عما يشابه تهديداً أو نبرات حماس سطحية دون جدوى.
فمن يعرف اخلاق ومنهجية المؤمنين سيدرك ان خطابهم هو الامتداد الفعلي لخطاب ومنهجية الأنبياء التي جسدها الله في كتابه الكريم . فهم القدوة ومنبع الحكمة . ولا يمكن لبشر ان يواجهه ويتصرف بأرقى وأعظم وأبلغ واحرص مما قدمه أنبياء الله لأممهم وأقوامهم وشعوبهم سواء في الحوار والسلام أو في المواجهة والنزال .
لقد بين لنا القرآن الكريم المنهجية ذات الفاعلية والأثر العظيم في مواجهه الأمم على لسان أنبيائه في كل مواقفهم .
نعم لقد كان خطاب الأنبياء يرتكز على أساسيات ثابتة أهمها تذكير الأمم بخالقهم وتعريفهم به ، ثم تقديم النصح والتبين وطرح الحقائق ، ثم الإنذار والتذكير باستلهام العبر من الماضي مع التوعية والتزكية للنفوس بمصداقية ، والتحريض للأمم بما ينسجم مع مسؤولياتهم وفقا لتوجيهات الله وتعليماته . معتمدين ومتوكلين على الله تاركين العاقبة لله حتى يستوفون قيام الحجج عليهم .
ومن خلال متابعتنا وقراءتنا للكثير من خطابات السيد القائد نرى مدى التزامه ومدى تجسيده لمدرسة الأنبياء والاقتداء بخطاباتهم التي سطرها الله في كتابه العزيز خلال مواجهتهم للأحداث .
وبالتالي نرى أعظم سلاح يتمسك به السيد في كل خطاب ومناسبة هو التوكل والاعتماد على الله والصبر وتوجيه الأمة للقيام بمسؤوليتها أمام الله مطمئنا الجميع بأن النصر من عند الله.
وبالتالي نضع هذه الآيات كمصاديق لما اشرنا إليه من مدرسة الأنبياء كما قال تعالى (وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ).
(قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
وفق الله الجميع للاستبصار والوعي بهدى الله والسير وفق نهج أنبيائه وأوليائه.