الثورة / محمد الفائق
تتكشف الحقائق يوما بعد يوم وينزاح الستار عن المؤامرة الكبرى لدول الهيمنة والاستكبار وعلى رأسها أمريكا في غزو اليمن ونهب ثرواتها واستغلال مواردها واستعباد شعبها، ويتجلى ذلك في الخطر الأكبر ومشاركة أمريكا في دخول جنودها إلى ارض اليمن ومشاركتها خط المعركة في جبهات الساحل الغربي وفقا لتصريحات مسؤولين أمريكيين مؤخرا بشأن الاستعداد لتقديم الدعم العسكري والسياسي والإعلامي لشركائها الإماراتيين والسعوديين.
تحذيرات سابقة
ولطالما كانت اليمن وموقعها الاستراتيجي الهام محل أطماع أمريكا وغيرها من دول الاستكبار وسبق وان حذر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي قبل أكثر من 15 سنة من خطر دخول أمريكا اليمن وما سيترتب على ذلك من دمار وخزي وانتهاك للمحرمات وللأعراض ونهب للثروات على أيدي الأمريكيين اذا لم يتنبه الشعب اليمني ويتحمل مسؤوليته في الاستعداد لمواجهة هذه المؤامرة بكل الوسائل الممكنة.
ذلك ما يؤكد عليه أيضا السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أكثر من خطاب له بأن ” أمريكا شريكة أساسية وفعلية في العدوان وبشكل مباشر ، بل وإنها من تدير غرفة عمليات قوات تحالف العدوان” التي ارتكبت المئات من المجازر البشعة بحق أبناء الشعب اليمني منذ مارس 2015م، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وخلفت عشرات آلاف من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء.
وها نحن اليوم أمام ذلك الخطر والمسؤولية تقع على عاتق الجميع في الدفاع عن ارض اليمن وتطهيرها من رجس الغزاة، بعد ان تكشفت حقيقة الدور الذي تلعبه أمريكا في اليمن، و التصعيد في مستوى مشاركتها في العدوان على اليمن، بإرسال قوات من الجيش الأمريكي إلى جبهة الساحل الغربي.
محرقة للأمريكان
ووفقا لمراقبين فإن دخول الجنود الأمريكيين خط المعركة في اليمن يعد حلما لدى المجاهدين اليمنيين لطالما انتظروه بفارغ الصبر، بعد ان مرغوا أدواتهم من الغزاة الإماراتيين والسعوديين والسودانيين في التراب ونكلوا بهم في مختلف الجبهات، كما تم تدمير أسطورة الأسلحة الأمريكية من دبابات ابرامز ومدرعات وغيرها من الأسلحة التي قدمتها أمريكا لأدواتها في اليمن وتم إحراقها وتدميرها، مؤكدين أن دخول قوات أمريكية إلى ارض اليمن لن يغير شيئاً في معارك جبهة الساحل الغربي، معتبرين أن هذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها الأمريكيون في هذه الجبهة فقد سبق ودخل هذه الجبهة بأشرس مقاتليه تحت غطاء شركات بلاك ووتر وداين كورب”.
وأشاروا إلى ما تعرضت له البلاك ووتر وداين كورب من سحق وتنكيل في جبهات سابقة على ارض اليمن وعادوا جثثاً هامدة، مؤكدين أنه لا يوجد أشرس من المقاتل اليمني حتى المرتزقة أشرس وأكثر ثباتاً وجلداً من الأمريكي والسعودي والإماراتي وغيرهم”.
وحسب المراقبين فإن الجيش واللجان الشعبية واجهوا التقنية والسلاح الأمريكي وأحرقوها، وسيواجهون الجنود الأمريكيين وسيمرغون أنوفهم تحت التراب، باعتبار أن اليمن مقبرة الغزاة على مر التاريخ.
مواجهة الاصلاء
يعزز ما سبق ذكره تأكيد مساعد ناطق الجيش اليمني العميد عزيز راشد أن الجيش اليمني ينتقل من مواجهة الأدوات المحلية والإقليمية ..إلى خوض معركة الفصل مع الاصلاء ، وذلك وفق المخطط المرسوم من الإدارة الأمريكية في استهداف اليمن عبر الأدوات المختلفة الذي اكدة إعلان العدوان من واشنطن واستخدام كافة أشكال الحروب العسكرية والاقتصادية والسياسية القذرة من حصار وتجويع وقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية وكل مقومات الدولة إلى جانب الحرب النفسية والناعمة والعزل الدولي وتطويق اليمن.
و يؤكد العميد راشد أن استصراخ الإمارات أسيادها في واشنطن بالتدخل من الجيش الأمريكي مباشرة هو ما كنا نريده و نتمناه لكي يتضح للجميع بأن العدوان أمريكي مهما تسترت خلف الأدوات.
موضحا أن كل تلك القدرات فشلت أمام المقاتل اليمني المؤمن بعدالة قضيته ومشروعية عقيدته القتالية التي قوامها مقارعة الغزو والاحتلال الأمريكي وأدواته التي زج بها الأمريكي في الساحل الغربي بكل ثقلها العسكري لمحاولة احتلال الحديدة فوقعت في فخ عسكري محكم التخطيط ولا مناص لها إلا الاستسلام أو القضاء عليها من خلال العمليات العسكرية المختلفة.
خسارة باهظة
وقال العميد راشد ” إن المعركة الحقيقية بالنسبة للجيش اليمني هي مع الأمريكي مباشرة إن تجرأ على المواجهة في الساحل الغربي في حال لبى نداء الاستغاثة للإمارات ، وعندها ستكون الخسارة باهظة الثمن على الأمريكي عسكريا وسياسيا عندما يسقطون قتلى وأسرى لدى الجيش اليمني”.
منوها بأن لدى الجيش الأمريكي تجارب مريرة وسابقة في فيتنام والعراق وإيران، ولن يكون المقاتل اليمني أقل بأساً من سابقيه مع التأكيد أننا أولو بأس شديد ونطلب الشهادة ونعشقها كما يطلب الأمريكي ومرتزقته الحياة وما النصر إلا من عندالله.
وأضاف “إن الأدوات المحلية رغم شراسة قتالها المبني على أيدلوجية من القاعدة والسلفية الجهادية وغيرهم من المرتزقة ولذلك لا قيمة لهم عندما يُقتلون في مواجهة الجيش واللجان رغم آلاف القتلى منهم إلا أنهم بلا حساب اجتماعي أو عسكري أو سياسي لأن ثمنه بالدفع المسبق كما هو حال الجيش السوداني”.
انتصارات تحظى بإشادة الرئيس
وحقق الجيش واللجان الشعبية انتصارات عظيمة في مختلف الجبهات وآخرها جبهات الساحل الغربي وتكبدت قوى الغزو والشر والعمالة المدعومة أمريكيا خسائر كبيرة في العدة والعتاد، تلك الانتصارات كانت محل إشادة من الشعب والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط الذي بعث ببرقية تهنئة مشيدا فيها بالبطولات التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والشرف في مواجهة عدوان عالمي تكالبت فيه كل قوى الشر والإجرام على اليمن، مؤكدا ان التحرك العملي الجاد والاستجابة المسؤولة لأبناء الشعب وأبطال الجيش واللجان الشعبية كانت نتيجتها هذه الانتصارات الكبيرة.
الرئيس المشاط ثمن أيضا الالتفاف الشعبي إلى جانب الجيش واللجان الشعبية والدعم المجتمعي الكبير الذي أظهروه في مواجهة الغزاة ومرتزقتهم مقدمين كل التضحيات في سبيل تحرير مناطقهم من براثن الغزو والاحتلال، منوها بأهمية استمرار حالة التعبئة والجهوزية ورفد الجبهات بالمال والرجال وتلقين قوى العدوان ضربات قوية في مختلف الجبهات حتى تحرير كل شبر من الأرض اليمنية.
ودعا الرئيس المشاط إلى ان يكون عيد الشعب اليمني هذا العام في الجبهات ، مؤكداً بأن على جميع الأحرار والشرفاء رفد جبهات الساحل الغربي والمرابطة والثبات في ظل التصعيد الخطير من قبل قوى الغزو والاحتلال.
تأكيد المشاركة الأمريكية
وكانت قناة “الحرة” الأمريكية عرضت تقريراً تناولت فيه وجود قوة خاصة تابعة لأمريكا في اليمن، دعماً للتحالف السعودي العسكري الذي تقوده ضد اليمن.
وقامت القناة الأمريكية بإجراء حوار خاص مع أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، رفض الكشف عن اسمه، حيث قال إن ” لدى أمريكا قوة خاصة داخل اليمن تقدم دعماً للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمنيين”.
كما كشفت القناة أن حضور القوات الأمريكية في اليمن جاء “بطلب تقدّمت به الرياض وأبو ظبي لمساعدة عسكرية أمريكية، لتتمكنا من السيطرة على ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه قوات الجيش اليمني “.
ووفقاً للقناة، فإن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، “تلقى هذا الطلب الخاص لتقديم دعم عسكري يتمثل أساساً في تخصيص طائرات استطلاع أمريكية من دون طيار مخصصة للإسناد الجوي إضافة إلى عدد معين من القوات الخاصة الأمريكية”.
وقال المسؤول الأمريكي للقناة إن “القوة تشارك في عملية استعادة الحديدة من الحوثيين، التي أطلقتها قوات السعودية بدعم من التحالف الذي تقوده الرياض”.
يذكر أن موقع الوقت قد تناول في مقال سابق وجود قوات أمريكية – إسرائيلية في مدينة عدن الجنوبية بعد استغاثة إماراتية لحسم المعركة في اليمن.
استعداد للمواجهة
وأصبح اليوم الشعب اليمني جيشا ولجانا وقبائل على درجة عالية من الوعي بالتضليل الإعلامي الأمريكي البريطاني ويدركون أن معركتهم المرتقبة مع القوات الأمريكية مباشرةً آن أوانها ويشكل احتفالاً شعبياً يمنياً كبيراً، خصوصا أنهم على اضطلاع بمسؤولياتهم الدينية والوطنية في مواجهة الغزاة والاستنفار ورفد الجبهات بالمقاتلين وتتجلى تلك الصورة وضوحا في ما تشهده محافظة الحديدة من توافد كبير للآلاف من القبائل اليمنية والمقاتلين من مختلف المحافظات تلبية لدعوة قائد أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي للدفاع عن الحديدة والجهوزية العالية والاستعداد لمواجهة مصيرية وحاسمة مع القوات الأمريكية، وأن اليوم لا عذر لأحد في مواجهة هذه المخاطر التي تحدق بوطننا.