بالمختصر المفيد.. العيد وأزمة المرتبات
عبدالفتاح علي البنوس
ورمضان يحزم حقائبه استعدادا للرحيل والمغادرة، والعيد يطرق الأبواب مبشراً بقدوم شهر شوال وحلول عيد الفطر المبارك، تبرز الكثير من التحديات والمتطلبات التي تواجه أرباب الأسر لاستقبال العيد، بعد أن تجاوزوا تحديات ومتطلبات شهر رمضان، ويجد المواطن الذي يعول أسرة كبيرة نفسه في مأزق مواجهة متطلبات العيد، وخصوصا بعد أن صار للأولاد أشبه بالتحصين من مقولة العيد عيد العافية، وتجد أصغر فرد في أطفالك تردد على مسامعه هذه العبارة يرد عليك والعافية تشتي ملابس وجعالة وعسب العيد، ومما لا شك فيه بأن توجيهات الرئيس مهدي المشاط للحكومة بصرف نصف راتب قبل العيد سيسهم إلى حد ما في التخفيف النسبي من معاناة الموظفين وسيساعدهم في توفير ما يمكن توفيره من متطلبات العيد وهي خطوة تحسب للرئيس وللحكومة ولمن دعا إليها قبل أن يغادرنا شهيدا الرئيس صالح الصماد طيب الله ثراه .
نصف راتب بادرة إيجابية نتمنى أن تعمل الحكومة جاهدة على ترتيب أوضاعها لضمان صرفه شهريا لموظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسلطتها من باب تخفيف المعاناة التي يكابدها الموظفون منذ قيام شرعية وحكومة فنادق الرياض بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وأجدها فرصة عبر الغراء الثورة للإشادة بموقف المجلس السياسي الأعلى بشأن التعاطي مع جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيت والذي عبر عنه الرئيس مهدي المشاط والذي أكد على ضرورة قيام الأمم المتحدة باتخاذ خطوات ملموسة لتهيئة الأجواء للحوار والتفاوض ومنها سرعة صرف المرتبات المتأخرة الخاصة بكافة موظفي الدولة باعتبارها من الحقوق المستحقة للموظفين ولا يجوز إقحامها في الصراعات والمناكفات والسجالات السياسية .
والمتأمل أن يعمل المبعوث الأممي على تبني هذا الموضوع بدرجة أساسية لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن كي تتخذ معالجات سريعة وعاجلة تضمن صرف مرتبات الموظفين دون استثناء وعدم ربطها بالأحداث التي يشهدها الوطن جراء العدوان والحصار السلولي الغاشم، فالمرتبات هذه تمثل مصدر الدخل الوحيد للسواد الأعظم من الموظفين، ولا يحق لأي طرف احتكارها أو تقييد ومنع صرفها مهما كانت المبررات، وأعتقد بأن هذه المهمة هي التحدي الأول الذي يواجه المبعوث الأممي وخصوصا أننا سمعنا منه إيحاءات إيجابية في هذا الجانب ونتطلع ترجمتها على أرض الواقع والضغط على الدنبوع وشلته الفندقية لصرف المرتبات، وخصوصا أننا سمعنا تصريحات لهم اعتبرت مطالبة المجلس السياسي الأعلى بصرف المرتبات بمثابة الرفض المبكر للقبول بخطة المبعوث الأممي للسلام والحوار، في دلالة واضحة على تعمد هؤلاء الأوغاد التضييق على الشعب في معيشته وحياته، ومضاعفة معاناته الناجمة عن العدوان والحصار، وهنا لا مجال أمام المجلس السياسي والقوى الوطنية للتراجع عن هذا المطلب وبقية المطالب المشروعة والمنطقية التي يجب تنفيذها قبل الدخول في أي حوارات أو مفاوضات .
بالمختصر المفيد العيد على الأبواب وعلينا فيما تبقى من رمضان أن نتعهد الفقراء والمحتاجين والنازحين وأبناء الشهداء وأسر المرابطين في الجبهات والأسر القابعة داخل منازلها بالعون والدعم والإنفاق لتخفيف معاناتهم ورسم الفرحة على وجوه أطفالهم، وسيخلف الله على الجميع بالخير والرزق الوفير بإذن الله .
صوما مقبولا، وذنبا مغفورا، وعملا متقبلا، وإفطارا شهيا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .