من وعي وقيم ومشروع محاضرات السيد عبدالملك الحوثي الرمضانية.. المحاضرة الحادية والعشرون .. ( 21 )
عبدالفتاح حيدرة
يستمر العطاء الروحي لمحاضرات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الرمضانية، ومحاضرته اليوم هي المحاضرة الحادية والعشرون، محاضرة خاتمة وتجميعية لصفات المؤمن التي تعتبر ضمان دخوله للجنة، وكأنها خاتمة معرفة ووعي لنيل العتق من النار في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، محاضرة تلخيصية لصفات المؤمنين بالله وبكتاب الله وبرسول الله، المؤمنين بتقوى الله، والصادقين، والقائمين بالقسط، يؤدون صلاتهم ويؤتون زكاتهم، والذين لا يحبون اللغو، والحافظين لفروجهم، المؤمنين بالعزة والكرامة والشرف والسيادة والحرية ونصرة الحق، ومحاربة الباطل..
استكملت المحاضرة التوعية الروحية والنفسية والاجتماعية لمخاطر التفريط بالشرف، والاستهانة بالحياء، وكيفية إنشاء مجتمع تقي وورع ، يملك من قيم الفضيلة ما يؤهله لأن يكون حبيبا وقريبا من الله، وكيف أن تحصين المؤمن لفرجه، يمنحه إحدى الصفات الأساسية الملازمة للإيمان، وهذا التحصين يعد من الضوابط الشرعية التي تساعد الإنسان على العفة وصون شرفه وعرضه، لان المفاسد الأخلاقية لها أضرارها النفسية والصحية والاجتماعية، والمجتمعات التي لا تمتلك الحياء والعفة والطهارة والكرامة، مجتمعات ميتة وخانعة وذليلة، والمجتمعات التي تفقد الشرف والكرامة يمكن امتهانها ودوسها، وتصبح مجتمعات مفككة وغير متماسكة وغير قوية، تنشأ فيها حالات الحقد والكراهية والبغضاء، وهذه كلها من الأهداف الاستعمارية حتى يسهل للمستعمر غزو واحتلال تلك المجتمعات بدون أي مقاومة ولا أي إحساس أو شعور بالكرامة..
كما تطرقت المحاضرة مختتمة صفات الإنسان المؤمن، الذي يرعى أداء أمانته كالائتمان على الودائع، أو كل ما يؤتمن عليه بأي شكل من الأشكال، عليه أن يرعى تلك الأمانة، وأن لا يتعمد التفريط فيها، والأمانة تشمل المسؤولية، كأن تكون مؤتمناً في منصب أو موقع ، على مال، على مهمة، على دور، كل ما أعطاك الله هو أمانة، جوارحك، شعورك، حسك، النظر، السمع، اللسان، الذكاء، الفهم كل هذا أمانات عند الإنسان، ويجب استخدامها ضمن ضوابط أداء الأمانة ..
إن المسؤوليات بكل أشكالها أمانة، على المؤمن ألاّ يخونها ، الظلم للناس خيانة، ممارسة الظلم خيانة ومساس بالأمانة، جوانب الأمانة في المسؤولية العامة نحتاج أن نؤديها في كل شيء، بالإضافة إلى رعاية العهد، ورعاية العهد هو تأكيد للالتزام، والتفريط في العهد خطير جدا، يمس مباشرة نفسية وأحكام الناس على بعضهم، والوفاء بالعهد هو أن تجعل الله كفيلا عليك بكل شيء..
وكما بدأت المحاضرات حول صفات المؤمن بالخشوع وأداء الصلاة انتهت أيضا بصفة المؤمن المحافظ على أداء الصلاة، إذ أن التفريط في المحافظة على الصلاة يعد تفريطا بأوامر الله ، والمؤمن حقا يعي قيمة الصلاة وأثرها في نفسه وحياته، ومن يعي ذلك سوف يحرص على عدم التفريط في الصلاة، لان عدم الاستمرار في الصلاة يدل على انعدام الإيمان، من ابرز فوائد الصلاة أن العناية في أدائها بأوقاتها المعينة، يساعد على تنظيم الحياة اليومية للإنسان، لذلك المؤمنون يحافظون على صلاتهم..
إن خلاصة التمسك والالتزام بصفات المؤمن، التي ذكرها الله في كتابه الكريم، هي عبارة عن تذكرة مشفرة لدخول الجنة، هي عبارة عن استثمار لمستقبل الإنسان وتأمين مستقبله، وهو المستقبل العظيم أن يرث الإنسان الفردوس، وهل هناك أعظم أو أكبر أو أجل أو أغنى من هذا الاستثمار؟!