محمد النظاري
ليس من السهل على أي حكم في العالم يجد نفسه فجأة بدون دوري أو كأس أو أي مسابقة رسمية، ولا يجد متنفسا له غير دوري الحواري أو أي بطولة يقيمها هذا النادي أو ذاك.
الحكم اليمني يعمل بجهود ذاتية، وتجده يواصل تدريباته في هذه الظروف الصعبة التي لم تتوقف فيها المباريات -التي هي مصدر رزقه- بل توقفت معها الرواتب، وهو ما زاد من معاناته.
كثير من الحكام ليسوا موظفين وكانت أجور التحكيم تعينهم على أمورهم الحياتية، خاصة وأن لديهم أسر كانت عوائد التحكيم -وإن تأخرت – تساعدهم كثيراً.. ومع انقطاع المسابقات الرياضية تضرروا بصورة كبيرة.
سعدت وأنا أشاهد الدورة التحكيمية التي أقامتها اللجنة العليا للحكام بوجود الثلاثي النشط الكابتن أحمد قائد ومختصر صالح ومحمد نعمان.. وإقامة مثل هذه الدورات خلال هذه الأيام خطوة ممتازة، فهي من ناحية ترسل رسالة للآخرين بأن الحكام مازالوا على قيد الحياة وينبغي الالتفات إليهم وإعطائهم ولو جزء يسير من الرعاية.
عوائق كثير تحد من تطوير التحكيم في بلادنا وعلى رأسها فني والمتمثل في غياب نهائيا والثاني بدني والمتمثل في إهمال غالبية الحكام لتدريباتهم نظرا لانعدام أي حافز يجعلهم يواصلون تدريباتهم.. فأكثر من ثلاث سنوات وهم خارج إطار الدوري.
نفتخر بحكامنا -خاصة الدوليين – الذين ينحتون في الصخر من أجل الحفاظ على ما تبقى من لياقتهم، ويتألقون في مشاركاتهم الخارجية بالرغم من ظروفهم الصعبة داخلياً.. ومن هؤلاء الحكم الدولي هيثم الوليدي، الذي أيضاً يواصل دراسته العليا بكلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء.. وهنا نشيد كذلك بما تقوم به قيادة الكلية ممثلة بالأستاذ الدكتور فتحي السقاف وبقية نوابه وجميع الكادر التدريسي، فالاهتمام بالكوادر التحكيمية والتدريبية والإدارية والطب الرياضي والنفسي والإعلام الرياضي من الأساسيات التي تنظوي برامج الكلية عليها.
المشروع الطموح الذي ينوي الدكتور السقاف ورفاقه في الكلية، والمتمثل في التخصص الدقيق وافتتاح شعب وأقسام تنسجم مع متطلبات سوق العمل، هي أفكار ممتازة وعلى جامعة صنعاء مساندتها، كذلك ينبغي على وزارة الشباب والرياضة دعم هذه الخطة الطموحة، كون المستفيد الأول هي الرياضة اليمنية.
ليلة مباركة وندعو الله أن تكون ليلة من ليالي القدر وأن يفرج بها عن اليمن واليمنيين ما هو فيه وسائر بلاد الإسلام أجمعين..
Prev Post