من وعي وقيم ومشروع محاضرة السيد عبدالملك الحوثي التاسعة عشرة من أيام رمضان .. ( 19 )
عبدالفتاح حيدرة
بفضل من الله ومنه، تمكنت من الاستماع لمحاضرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التاسعة عشرة من محاضراته الرمضانية القيمة والهادفة، لإصلاح وضع المجتمع اليمني على وجه الخصوص والأمة عامة وعلاقتهما بالله وبالدين وبالقرآن وبالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلاقتهما أيضا بنهج ووعي وقيم ومشروع الإمام علي عليه السلام، وكيفية اكتساب صفات المجتمع المؤمن والتقي والصادق والمخلص والعزيز والكريم والعظيم والقوي والمهاب، والمتعاون والشجاع واللطيف والواعي وصاحب الكرامة والشرف ..
وللتوضيح كنت قد تخلفت عن تغطية هذه المحاضرات ثلاثة أيام، لظروف قاهرة، وخارجة عن إرادتي، وتمكنت اليوم بفضل أحد رجال الله والوطن (جزاه الله عني وعنكم خيراً وكتب له الأجر) من العودة لاستماع المحاضرة التاسعة عشر، وهي امتداد للمحاضرات السابقة والتي فيها من الوعي والقيم والمشروع، الذي يبني مجتمعاً خالياً من العقد والارتهان والتبعية، مجتمعاً يملك الوعي بهدى الله الذي ينصره وينتصر له ، مجتمعاً لديه من القيم الاصيلة ما يمكنه من السمو والرفعة والمجد، مجتمعاً يملك المشروع الذي يمنحه العزة والكرامة والسيادة والاستقلال..
إن خلاصة هذه المحاضرة، هي الاستعداد الشعبي والشخصي لبناء قيم المجتمع النقي والمؤمن والتقي والشريف، المجتمع الخالي من عقد النقص وعقد الفساد والإفساد والتضليل والتبعية والارتهان والخوف، مجتمع يملك من قيم التعاون فيما بين أفراده، ما يمكنه من عدم الحاجة لأحد أو التوسل لأحد، مجتمع لديه مشروع لبناء دولته واقتصادها وجيشها الذي يحمي حقوق المجتمع وكرامته وعزته وسيادته، المجتمع المتمسك بصفات المؤمنين الصالحين، المجتمع التقي والمتمسك بالله وبكتاب الله، المجتمع الذي يؤدي أوامر الله وينتهي عن نواهيه، الذي يؤدي صلاته وزكاته ويعرض عن اللغو ويغض طرفه.
المحاضرة تحدثت عن تلك الصفات الإيمانية، ومنها صفة أداء الصلاة، والصلاة جعلها الله عطية للإنسان، ليعيش فيها حالة الإستشعار والعبودية والقرب والاتصال بالله، وهي تساعد الإنسان على الاستقرار النفسي، ووحدهم الذين لا يؤدون الصلاة نجدهم لا يمتلكون الاستقرار النفسي يعيشون في حالة من التخبط والاضطراب ويفقدون الطمأنينة، لا الصلاة المؤثرة تمتلك عناصر ثلاثة هي الذهنية والنفسية والفعلية، لتكون صلاة خشوع وجدان وانتباه لما يقول ويفعل المؤمن، وكذلك ان أفعال الصلاة تعتبر عن حالة الخضوع المطلق لله.
وتطرقت المحاضرة إلى صفة المؤمن الذي يبتعد ويعرض عن اللغو، وهي صفة يجب أن نركز عليها هذه الأيام وخاصة مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي، ما قاله السيد هنا وفي هذه الجزئية تحديدا يعد منهجا جديدا في طريقة تهذيب النفس وترفعها عما يسحبها نحو الهاوية والابتذال والكذب والتضليل والابتزاز، كما في مسألة الكتابة للناس، لأن المؤمنين متميزون وليسوا عبثيين، والأخلاق هي ركيزتهم للتعامل مع الناس، وليبتعد الإنسان عن اللغو يجب أن يكون متجنبا للكلام السيئ وما يلحقه من كتابات سيئة، الابتعاد عن الكذب والغبية والنميمة والباطل، وعلى الإنسان ان يكون مسؤولاً، ومقيدا نفسه و ما يقوله بمكارم الأخلاق ، ولا تكن عبثيا ومستهترا، ثم في تفاعله مع الآخرين، عليه ان يعرض عن السيئ “والذين هم عن اللغو معرضون”.
كذلك من صفات المؤمن هو أداء الزكاة، فالزكاة تزكية للنفس، والزكاة إخراجها فريضة على كل مسلم ومسلمة، فإن دفع الزكاة يساعد المجتمع بعضه بعضا على عدم الانجرار خلف تضليل الشيطان وأدواته، فالبعض دفعهم فقرهم ليكونوا ضحية ويرتكبوا الجريمة والرذيلة، والزكاة هي لإبعاد هؤلاء عن ارتكاب الجريمة وممارسة الرذيلة، وإتباع الباطل، والذل الاهانة.
كذلك من صفات المؤمنين أن عليهم الاهتمام بالسلامة الأخلاقية، “لفروجهم حافظون” في زمن انتشرت فيه المفاسد، بواسطة الانترنت ومواقع التواصل التي سهلت حالة الفساد الأخلاقي والتفسخ، وهناك عوامل كثيرة نهى الله عنها، والله جعل للنفس الأخلاقية حرمتها.
وهناك ضوابط شرعية تحصن الناس، فالله خلق في الإنسان الغريزة الجنسية، ولكن يجب تغذية هذه الغريزة على الأثر الايجابي بالحلال، لأن النفس تتدنس ويفقد الإنسان كرامته وقيمته إذا غذاها بالأثر السلبي والحرام ، والنفس البشرية إذا تدنست ولا معنى لديها للشرف والعرض والكرامة والعزة، تصبح مطيعة للشيطان وأدوات الشيطان، وما أكثر عمل الشيطان وأدواته هذه الأيام لإغواء وإفساد النفس البشرية، هناك عمل منظم لإدارة شبكات دعارة، ونشر الفساد الأخلاقي لفتح باب للجاسوسية لصالح أمريكا وإسرائيل..