مصابيحُ المسيرةِ القرآنية نورٌ وهداية
مطهر يحيى شرف الدين
نادرون جدا أولئك الذين اهتدوا فزادهم الله هدى وبصيرةً وعلماً ، أولئك من ترسخ في أذهانهم وقلوبهم الثبات والإيمان واليقين بالمشروع والمبدأ الذي انطلق من أجله المخلصون في أقوالهم وأفعالهم اس
تلهاما من سيرة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وما اشتملت عليه من ثقافة قرآنية وسلوك وموقف وتوجه مناهض لدول الاستكبار العالمي ورافض لأي وصاية أجنبية على الشعوب العربية والإسلامية.
أولئك هم المؤمنون الصادقون من حول الشهيد القائد نهلوا من هدي الله إيماناَ وقناعة تامة واعتقادا جازما بأن الهدى والثقافة القرآنية هي منهاج الحياة ودستورها والخط الواضح والبين للنجاة من الوقوع في التيه والضلال واللحاق بركب الأولياء الصالحين قولا وفعلا نحو صالح الأعمال والفوز برضى الله ورسوله ، أولئك التواقين إلى رؤية الناس جميعا وقد امتلأت قلوبهم وعياً وإدراكاً وحباً للمنهج الحق والثقافة القرآنية ، أولئك من يرون الرشد والبصيرة نصب أعينهم نتيجة توليهم لله ورسوله وتوكلهم على الله وثقتهم بالله واعتمادهم عليه ، هم من يحملون المسؤولية ومن يدركها تحركاً وهماَ وشعوراً.
أولئك هم مصابيح النور والهداية من درسوا وتخرجوا من تلك المدرسة الإستثنائية الفريدة على يد السيد الشهيد القائد ، حين تسمعهم أو تراهم تجد نفسك في أمن وسكينة وتجد في قلبك ثقة وطمأنينة ، والإنشراح يملأ الصدر والفؤاد ، فراقهم والبعد عنهم كمثل الابتعاد عن الروضة والدوحة الندية والماء العذب وبالذات حين ترتوي وتنهل من معينهم الذي لا ينضب ، تراهم عنوانا للحمية والغيرة والنزعة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومثالاً حياً للمدرسة الحسينية التي ضحت وبذلت من أجل إحياء النفوس وتحريك المشاعر نحو المنهج القرآني والطريق الصحيح في هذه الحياة الذي يوصلنا إلى مرضاة الله وعفوه ومغفرته.
نعم ذاك هو الانتصار لله ولرسوله وللدين وللمستضعفين وللقيم وللأخلاق وللشهامة والرجولة وإعلان موقف البراءة من أعداء الله ورسوله ومعاداتهم ، ذاك هو القيام والتحرك الجاد والمسؤول تجاه الوطن والأرض والعرض والذي صارت المنعة والقوة والعزة والكرامة من ثمرات ذلك التحرك ، والسيادة والأنفة والشموخ وعدم الخضوع لغير الله نتاجاً وأثرا لاتخاذ النهج القرآني دستوراً ومنهاجاَ للحياة.
إنهم بحق مدرسة في المثل والقيم وهم الحاجة الملحة والضرورة للبشرية جمعاء في هذا الزمن والمعرفة الحقيقية والفهم العميق والاستيعاب الدقيق لطبيعة هذا الواقع الذي نعيشه بتفاصيله وأبعاده وسلبياته.
إنهم رجال المرحلة وأسباب الهداية والدواء الناجع للقلوب المريضة المرجفة ، أدركوا وعلموا أن نتائج تمسكهم بكتاب الله واتباع أوليائه الصالحين هو نيل رضى الله ورسوله غايتهم وهدفهم استنهاض الأمة وإيقاظ الضمير وإحياء النفوس ، أولئك هم الحبل الواصل والمتين إلى الهداية والفلاح بنعيم الدنيا والآخرة.
أولئك من اقتبسوا النور وعاشوا روحانية الصحبة مع سيد شهداء هذا العصر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ، من كان لهم شرف الاستماع والجلوس في حضرة الشهيد القائد ، حديثهم ورسم أقلامهم ودواتهم ذات القيمة التي لا تقدر بثمن شهادة حية وحاضرة وبصمة ثمينة وشرف عظيم لتلك المشاهد والمواقف العظيمة مسجلة الدرر والكلمات النابعة من ذلك المنبر الحسيني الحيدري الحر الذي أعلن من جبال مران صرخة هزت عروش الطغاة وزلزلت الجبابرة صرخة كانت الشرارة الأولى للانطلاق في ميدان المواجهة ضد المستكبرين والمنبع الفياض والفكر الوقاد والثورة الحسينية والنهضة الثقافية والفكرية والتحرر من الوصاية والتبعية للأجنبي المحتل.
أولئك بحق رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، عهدٌ قطعوه على أنفسهم بإتمام الرسالة المحمدية والهدي النبوي والثقافة القرآنية وتبليغها لمن أراد أن يتخذ هدى الله طريقا ومنهجاً وثباتاً ومقاومة ونصرةً لله وللمستضعفين ، ذلك هو الإخلاص في أداء الأمانة والصدق والتفاني في المهام والأنشطة الدينية والثقافية والإيمانية وبما فيها من روحانية وقدسية وزكاء للنفس وحسن الحديث والرقي في التعامل مع الآخرين.
يواصلون بناء المسيرة ويحافظون على مداميكها ومضامينها بقيادة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.. فسلام الله على الحسين وعلى أصحاب الحسين ومن اهتدى بهديهم وسيرتهم وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين .