بالمختصر المفيد.. مطالب مواطن يمني من المبعوث الأممي
عبدالفتاح علي البنوس
كمواطن يمني يعشق هذه الأرض الطيبة ويعتز ويفتخر بالانتماء إليها، ويتحسر ويتألم لما تتعرض له من حرب عالمية غير مسبوقة تشن عليها منذ ما يزيد على ثلاث سنوات متجاوزة كافة الأعراف والقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية، وأعد الأيام للوصول إلى اليوم الذي تتوقف فيه هذه الحرب الظالمة ويصحو الضمير العالمي من حالة السبات المقبوضة الثمن التي تعتريه، لا أجد أي مانع في الدخول في مفاوضات وحوارات تقود لإيقاف الحرب ورفع الحصار، وسأذهب مع دعم جهود المبعوث الأممي البريطاني مارتن غريفيت الذي تشارك بلاده في هذه الحرب وتمول الأطراف المعتدية بالأسلحة والقنابل المحرمة دوليا، ولن أكون متشائما ولا متحاملا وسنحمله على السلامة رغم كل الشواهد التي تحكي لنا بخلاف ذلك تماما .
على العموم، أنا كمواطن يمني لي مطالب أتمنى على المبعوث الأممي القيام بتنفيذها إذا ما أراد أن يخلق لدى الشعب اليمني حالة من القناعة بأن ما يقوم به يهدف فعلا لإيقاف الحرب والتوصل لتسوية سياسية لإنهاء الأزمة اليمنية، المطلب الأول: هو التحلي بالحيادية في مهمته وأن لا ينحاز لطرف وأن تكون الإحاطات التي يقدمها لمجلس الأمن واقعية ومنصفة، المطلب الثاني: العمل على تهيئة الأرضية المناسبة للحوار والمفاوضات برفع الحظر المفروض على مطار صنعاء وإنهاء معاناة العالقين خارج الوطن وتمكين الحالات المرضية التي تحتاج للعلاج في الخارج من السفر ورفع كافة أشكال القيود المفروضة على حركة التجارة والمساعدات الإغاثية والإنسانية التي تصل إلى بلادنا عبر ميناء الحديدة، المطلب الثالث: العمل الجاد والسريع على إعادة البنك المركزي اليمني إلى العاصمة صنعاء والشروع في وضع آلية مناسبة لصرف كافة مرتبات الموظفين المتأخرة وفق جدول زمني وضمان توريد كافة الإيرادات والعائدات للبنك المركزي اليمني والعمل على التنسيق مع المانحين لدعم العملة اليمنية وذلك كخطوة أولى لانعاش الاقتصاد اليمني المنهار، المطلب الرابع: العمل على إيقاف العدوان والقتال في مختلف الجبهات وانسحاب كافة القوات الغازية من مختلف الجزر والمدن والمناطق اليمنية، المطلب الخامس: إلزام السعودية والإمارات بإعادة إعمار اليمن وتعويض الضحايا وجبر الضرر الذي طالهم، المطلب السادس: العمل على تحديد فترة انتقالية تشرف عليها الأمم المتحدة يتم خلالها الإعداد والتحضير لانتخابات رئاسية يحتكم لنتائجها الجميع وفق الدستور اليمني والقوانين النافذة، المطلب السابع: فتح باب التحقيق في الانتهاكات والمذابح الجماعية التي ارتكبها العدوان السعودي الإماراتي والأمريكي كونها جرائم حرب ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم، المطلب الثامن التعامل مع الشعب اليمني باعتباره مصدر الشرعية والابتعاد عن سياسة الانحياز التي تتعامل بها الأمم المتحدة والتي ما تزال ترى في الدنبوع شرعية وفي حكومة الفنادق وطنية والتعامل مع الجميع كأطراف يمنية إذا لم تقتنع بشرعية الداخل التي تمثل الأرض والشعب والوطن .
بالمختصر المفيد، هذه مطالب مواطن يمني يضعها على طاولة المبعوث الأممي الذي قام بزيارة عاصمة العدوان وبلادنا، وهي ليست بالتعجيزية، بل هي في حدود الاستطاعة إذا ما توفرت النية الصادقة والحرص على إنهاء الأزمة اليمنية ووضع نهاية للحرب الظالمة التي يتعرض لها شعبنا، لا نطلب المستحيل ولا ننشد الصعب بقدر ما نطلب المتاح والممكن والسهل على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبدون ذلك سنظل (محلك سر) وسيفشل المبعوث الأممي في إنجاز أي شيء يسهم في تمهيد وتهيئة الأرضية والأجواء المناسبة للحوار والتفاوض اليمني مع السعودية والإمارات مباشرة بدون الحاجة للأذناب والمرتزقة، وسيظل كمن يحرث في البحر أو يلهث خلف السراب .
صوماً مقبولا، وذنباً مغفوراً، وعملا متقبلا، وإفطاراً شهياً .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .