مشاهدات اليوم الأول في الحديدة
عبدالجبار الحاج
منذ اللحظة التي قررت أن أشارك وفدا من صحيفة الثورة وتشرفت أن تلقيت دعوة أن أكون واحدا منهم في صحبة الزميل عبد الرحمن الاهنومي إلى الحديدة فإن الفكرة التي تشكلت عندي هي يجب أن تكون هناك رسالة عبر هذه التغطية بأنه يجب أن تكون معركة الساحل من المندب إلى المخا إلى الحديدة والى نجران وعسير كجبهة واحدة لاتنفصل عن بعض وإلا فان الفصل بين الجغرافية والأهمية الإستراتيجية الواحدة خسارة يمنية للمعركة .. مع التأكيد على ضمان أن التضحيات مالم تمتد إلى جيزان وعسير كجبهة واحدة فإننا لن نحصد أي نصر إذا بقي ناقصا ومقتصر على جزء وتناسي جزء آخر محتل قديما هو أكثر أهمية .. أكثر من ذلك أن تكون وتتحول كل الجبهات نحو وجهة حرب تحرير وطنية .. وسأتناول الآن مشاهدات اليوم الأول في الحديدة لهذا الأسبوع
……….
في اليوم الأول زرنا مطار الحديدة للتأكد من أخبار بعض القنوات ووسائل الإعلام عن سقوط المطار ولنقف على المشهد وهل هي حقيقة ام مزاعم وكانت الحملة قد بلغ تأثيرها حتى على العامة في أسواق الحديدة الذين أخذوا يتناقلون الخبر بالقول قد وصلوا المطار حتى كدنا نصدق أن المطار قد وقع في قبضة قوات “الشرعية” ودحر قوات الجيش واللجان .
وفي جولتنا الأولى نحو المطار وجدنا في محيط المطار وحرمه مساحات شاسعة وقريبة جدا من ساحة المطار ومدرجاته حتى لا نكاد نرى ساحة المطار ومدرجاته من مسافة قريبة ..
بصورة لا فتة لانتباهنا ازدحام بناء عشوائي على مساحات محجوزة وأسوار ومبان مختلفة الاحجام والمستويات وغير مكتملة بعضها وفي صورة تعكس سرعة وعشوائية في وضع أيادي النهب والبناء وكان يرافقنا في الجولة احد أبناء الحديدة فسألناه عن البناء والتحويشات الاسمنتية التي تحاصر المطار فأجاب : هذه المساحات بالأصل هي حرم المطار وقد استولى عليها أيام عز علي محسن أصحاب الرأسمال النهبوي ومنهم على سبيل المثال تاجر من آل نشطان وقد نهب حرم المطار مع آخرين وباع ما باع وبقي ما بقي من أراضي المطار على أسوار واسعة الطول والعرض كما رأينا على تلك الشاكلة محجوزة ..
ثم مررنا من جوار ساحة العروض للناكد من أن قوات الشرعية هناك ووجدنا مسلحين موزعين على أماكن متفرقة فردا فردا وجلسنا معهم فإذا بهم يتبعون الجيش واللجان الانقلابية وموزعون على أماكن وأشخاص توحي بأنهم يتوزعون بأماكن وبذكاء يتحسب لأي غارات من الطيران حتى لا يقعوا أمامه كصيد سهل ..
وانطلقنا بعد ذلك من ساحة العروض ومحيط مطار الحديدة الذي كان يعد من أفضل وأوسع المطارات في اليمن ومنها إلى بيت الفقيه ونحن مارون كان احد المصورين يلتقط صورا على الطريق وفي المراكز والأسواق الصغيرة على الطريق وفي الطريق الرئيسي إلى بيت الفقيه كنا نفاجأ بين مسافة وأخرى بأطقم تتبعنا ونتوقف على اعتراض أشارات هادئة وواثقة وبعد ان نستجيب ونقف ويطرح علينا السؤال باستغراب من انتم ومن سمح لكم بالتصوير .. فنقف على طرف الخط ويقوم صديقي بعرض بطائق وأوراق وما يؤكد انه يقوم بمهمة إعلامية بتنسيق وتصريح من الجهة التي يتبعونها ..
في الحسينية توقفنا وسألنا عن المناطق القريبة أو تلك التي شهدت كما قيل معارك أو أن هناك تواجدا لقوات ما تسمى الشرعية ثم سألنا عن الطريق إلى الجاح فأشير لنا باتجاه ومنفذ من الطرق الفرعية من الحسينية إلى أنها طريق تؤدى إلى الجاح وهي معبدة وسرنا عليها ولما قطعنا فيها حوالي خمسة عشر كيلو مترا على منتصف الطريق فجأة توقفنا على مدرعة محترقة وطقم هو الآخر محترق ..
كانت الساعة عندها تقترب من السادسة قبل المغرب ونحن نحتاج إلى أكثر من ساعة وربع للعودة للحديدة لتناول فطور رمضان ودفعنا الفضول والنكد الإعلامي الصحفي بالتقاط صور لتلك المدرعة التي يبدو عليها مع طقم آخر محترق بجوارها أنها كانت ومن عليها تسلك وتمضى طريقها بغباء مما أوقعها بسهولة فريسة سهلة لكمين خاتلها واصطادها بسهولة .. وعرفنا أن المدرعة المحترقة واحدة من 15 مدرعة تسللت على ساحل الدريهمي وأبيدت ….
في منتصف طريق العودة من الحسينية إلى مدينة الحديدة حان وقت الأذان لكن أصحابي اعتادوا على تأخير الإفطار لمدة نصف ساعة تقريبا تطبيقا ل وأتموا الصيام إلى الليل فكان أن احترمت عادتهم وانتظرت حتى نفطر جميعا ..وفي المقابل كانوا يلتزمون عقد الصوم عند أذان الفجر وأما أنا فكنت أتأخر بالشرب والتدخين بعد الأذان بدقائق فلما لحظوا ذلك واعترضوا قلت لهم ….على قاعدة الآية حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود .. فبلعوا تسويتي معهم على مضض وهي تسوية أجازها لي صديقي ابن حميد الدين
وهكذا كانت رحلة اليوم الأول منذ الظهر وحتى عودتنا عند السابعة والنصف إلى إحدى المطاعم بشارع صنعاء لتناول وجبة العشاء ..
وغدا سأنقل لكم مشاهدات اليوم التالي ..