رائدات في الاكتفاء الذاتي
مطهر يحيى شرف الدين
جميل جدا أن تكون هناك مبادرات ومشاريع مجتمعية إنتاجية تهدف إلى تحقيق اكتفاء ذاتي يشمل جميع أنواع المنتجات الاستهلاكية التي لا غنى عنها للمجتمع اليمني وبما يلبي متطلباته واحتياجاته اليومية.
مطلع هذا الأسبوع شهدنا افتتاح المعرض الدائم للأسر المنتجة الذي احتوى على العديد من المنتجات المصنعة بواسطة الأسر المنتجة والتي شاركت في إعداده وتنفيذه أياد نسائية يمنية تحت “شعار يد تحمي ويد تبني” أقيم المعرض وقد بذلت جهود حثيثة في سبيل إعداده وظهوره أمام المجتمع ليكون متنفسا وطريق أمام الناشطات والمهتمات لإفراغ ما لديهن من أفكار وإبداعات في هذا الجانب لتكون المشاركة حاضرة وملموسة في المعرض الذي استمر الإعداد له عدة أشهر من المتابعة والتنسيق والترتيب كان للدكتورة هدى العماد رئيسة منظمة رائدات العدالة الدور الكبير في ذلك وكان لمؤسسة بنيان شرف رعاية المعرض وإقامته.
محتويات المعرض وما اشتمل عليه من منتجات محلية غذائية واستهلاكية برهن على أن المرأة اليمنية تتمتع بكفاءة عالية وخبرة وطاقة يجب الاستفادة من عطائها وأنها ذات عقلية ناضجة بحاجة إلى المزيد من التشجيع والدعم من قبل الجهات الرسمية ذات العلاقة بتنمية المجتمع والأسر المنتجة ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصناعة والتجارة.
ولذلك ينبغي أن تكون هناك شراكة حقيقية وتكامل بين منظمات المجتمع الفاعلة والناشطة والجهات الرسمية في هذا المجال وعلى رجال المال والأعمال الالتفات إلى مثل هذه المشاريع وتقديم الدعم الكافي تشجيعا وتحفيزا للعاملين والمهتمين وذلك من أجل تحقيق الأهداف والأبعاد الإيجابية وصولا إلى الاكتفاء الذاتي لوطننا وشعبنا الذي يعتبر مطلباً وحقاً لكل الشعوب الساعية إلى تحقيق سبل وأسباب العيش بكرامة دون الارتهان والاتكال على الدول الخارجية وبما يحقق توفير الأمن الغذائي للمجتمع والذي بلا شك سيعمل على نهضة اقتصادية بمقتضاها نستطيع الاستغناء عن الواردات من الخارج وبالذات ونحن في مرحلة عدوان وحصار خانق على اليمن أرضا وشعبا وما لذلك من تبعات وآثار سلبية يتعذر معها استيراد السلع والمنتجات بسهولة من الدول الأخرى ، وبالتالي فإن العمل الجاد في هذا المجال وبتكاتف وتكامل الجهود مع القطاعات الاقتصادية سيحقق بلا شك نجاحاً كبيراً في الاستقلالية على مستوى اتخاذ القرارات وتحديد المواقف الوطنية تجاه الكثير من القضايا المتعلقة بتعزيز الاستقلال الاقتصادي والتخلص من التبعية الاقتصادية للدول الأجنبية.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو ضرورة أن تقوم الحكومة باستغلال المساحات الكبيرة في بلادنا واستغلال الأراضي الصالحة لزراعة الحبوب المتنوعة باعتبارها مواداً أولية يعتمد عليها في صناعة وتطوير المنتجات الغذائية ولما لذلك الإسهام الرئيسي في تحقيق البناء التنموي لبلدنا والعامل الأول لتحقيق اكتفاء ذاتي حقيقي ، ورحم الله الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ورضوان الله عليه حين أشار في إحدى محاضراته إلى الاكتفاء الذاتي، مؤكدا فيها على ضرورة بناء الشعب اقتصاديا وأن ذلك يكون شرفا للأمة في انطلاقها لمواجهة الأعداء لأنها بذلك ستكون مكتفية بنفسها في قوتها وحاجاتها الضرورية، ومؤكدا على الدولة بأن تزرع الأراضي الواسعة وتهتم بالجانب الزراعي ليتوفر القوت الضروري فنحن لا نريد أي مشاريع أخرى بقدر ما نلح في أن تعمل الدولة على توفير القوت داخل بلدهم .
ويقول الشهيد القائد في هذه المحاضرة القيمة : تلك القروض الكبيرة التي نتحملها لماذا لا توجه أو يوجه القسط الأكبر منها في الاهتمام بالزراعة هل نتحمل القروض ثم لا نجد قوتنا مؤمنا أمامنا هل هذه تنمية نتحمل الملايين بعد الملايين من الدولارات ونتحمل فوائدها الربوية ولا نجد مقابل ذلك أمنا يتعلق بالغذاء .