تحقيق / وائل الشيباني
ليس جديداً على أهل الإيمان أن تظهر صفاتهم التي وصفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الشدائد بالقول: إن أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين افئدة , وهذا ما بدا جليا منذ اليوم الأول من انطلاق العدوان الغاشم علي بلادنا الحبيبة من خلال اللحمة والتماسك والرغبة الصادقة بمد يد العون للآخرين فهذه الصفات كما لا يخفى على أحد تزداد يوما بعد يوم خاصة بين الأوساط الشبابية .
يأتي الشهر الفضيل كعادته في الآونة الأخيرة بالتزامن مع العطل الرسمية في المدارس والجامعات ومن هنا تنطلق الفئة الشبابية من شباب وفتيات في تحركاتها صوب القيام بالأعمال التطوعية في شتى المجالات الممكنة وبأي وسيلة كانت وهذا ما يعكس روح المسؤولية التي يتحلى بها شبابنا اليمني تجاه ابناء جلدته في مثل هكذا ظروف تستدعي ان يتماسك الجميع ويوحدوا الصفوف لمواجهة كل العقبات التي زرعها لنا الاعداء .
التطوع في الأوقات الراهنة طرأت عليه تغيرات عدة وتنوعت معاييره ومجالاته ونظرة الناس إليه فقد بات الكثير يؤمنون به اكثر من ذي قبل ويسعون بدون تردد للقيام به خاصة في هذه الأيام الفضيلة التي تختلف الاعمال التطوعية فيها ويشارك بها الشباب والفتيات معاً ومن ابرز تلك الاعمال التي يقومون بها توزيع السلات الغذائية والتمور للأسر الفقيرة والقيام بالمسوحات في الأحياء السكنية والأزقة من قبل الفتيات لتقييم الحالات ومحاولة سد احتياجات الاسر الاشد فقرا من غذاء ودواء وكساء للعيد إن أمكن .
عندما تملك الرغبة الحقيقية في عمل شيء ما فإن كل التحديات يمكن تجاوزها, وهذا ما لمسناه عند رؤيتنا لتلك الجهود البطولية التي يقدمها الكثير من الشباب بحملهم السلات الغذائية وأكياس المساعدات على أكتافهم الى منازل الأسر المستهدفة متحملين مشقة ذلك وأشعة الشمس الحارقة في الكثير من الأوقات, ومثل هذه الصور تعد مثالاً يقتدى به ومنهاجاً واضح المعالم لبقية أقرانهم من الشباب .
ليست هذه الأعمال هي الوحيدة التي يقوم بها شباب اليمن فهناك أعمال وتضحيات أخرى يقدمها هؤلاء الشباب خاصة تلك الفئة التي تنتشر في الجولات والشوارع العامة طيلة الشهر الفضيل بأوقات الإفطار من اجل توزيع الماء والتمور للمارة مجانا ساعين من وراء ذلك إلى نيل الثواب وزرع روح الاخوة بين أبناء البلد الواحد .
التنازلات التي تقدمها الفئة المتطوعة من اجل مساعدة غيرهم خطوة إيجابية وتربية ذاتية عالية المستوى ورسالة ظاهرها التحدي والإصرار يرسلها هؤلاء الشباب لكل من يحاول أن يزعزع امن اليمن ويعبث بأوراقه وفي طياتها أرقى معاني التسامح وحب الخير للآخرين يقدمها هؤلاء الشباب لكل من تمكنت الضغينة من قلبه لأي سبب كان, علها تعيده إلى رشده وتعيد كل اليمنيين لما كانوا عليه إخوة متحابين لا متقاتلين .