نجيب علي العصار
عُقدت بصنعاء أمس ندوة حوارية بعنوان : ” دور الإعلام في كشف الانتهاكات الإنسانية في اليمن” ، نظمتها مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان بالتعاون مع اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في اليمن.
وناقشت الندوة بمشاركة 20 مشاركاً ومشاركة من الإعلاميين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني عدداً من أوراق العمل حول “دور الإعلام في كشف الانتهاكات الإنسانية في اليمن” من حيث حماية المدنيين وجلب العدالة للضحايا وعدم الإفلات من العقاب وإنهاء العقاب الجماعي ورفع الحصار المفروض على الشعب اليمني .
واستعرضت الأولى التي قدمها أحمد داود من اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية ، دور الإعلام في كشف الانتهاكات الإنسانية إلى أهمية الندوة لتسليط الضوء على دور الإعلام الوطني المناهض والمقاوم للعدوان خلال الثلاث السنوات الماضية.
واعتبر داود أن الإعلام الوطني رديف أساسي للجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان وكشف جرائمهم الهمجية بحق المدنيين والتظليل التي يمارسونه لتزييف الحقائق.
وأشار داود إلى أن الإعلام الحربي كان له دور بارز من قلب الحدث خلال الثلاث السنوات الماضية في نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض ، من خلال الانتصارات العظيمة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.
فيما تناولت الورقة الثانية التي قدمها نور الدين العزعزي ، من مركز الحقوق المدنية ، “التعاطي الاقليمي الدولي مع النزعات المسلحة في اليمن”.
أما ورقة العمل الثالثة فكانت قراءة عن الحرب على اليمن ، قدمها من بيروت عبر “البروجكتر” السفير الدكتور هيثم ابو سعيد مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان، وتطرق فيها إلى الصمت المُريب تجاه الأحداث الحاصلة في اليمن وقصف أماكن الأفراح التي قد تكون الوحيدة المتبقية لرسم البسمة على شفاه المدنيين الذين يعيشون البؤس والخوف في بيوتهم الغير آمنة من القصف الغير مسؤول للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
وأضاف : “إن اللجان الدولية تقوم بعملها الطبيعي لجهة رصد تلك الانتهاكات ووضعها في الإطار القانوني والضغط على تلك الدول بما يتوافق والقانون الدولي من أجل إلزامهم بالمواثيق والعهود التي وقّعوا عليها، إلاّ أن هذا الأمر لا يأخذ مفاعيله الطبيعية في بعض الاحيان والحالات نتيجة تدخّلات لقوى إقليمية ودولية تعمل على تقليب الحقائق والضغط بعامل الصفقات المالية والاقتصادية مع تلك الدول لعدم بحث جدي في الأروقة الأممية”.
وختم السفير ابو سعيد بالقول أن من يحاول أن يضع اليأس في طريق عمل اللجان الدولية لحثّهم على القبول بالأمر الواقع هم واهنون وواهمون، حيث العزم موجود وقد تلجأ تلك اللجان الدولية إلى وضع مسؤوليها لمحاسبة قاسية أمام الرأي العام الدولي .
كما استعرضت الورقة الرابعة التي قدمها عبدالله علاو ، رئيس مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان، “انتهاكات التحالف للقانون الإنساني في اليمن”.
وأوضح علاو أن الغارات التي يشنها التحالف بقيادة السعودية وبدعم لوجيستي واستخباراتي أمريكي وبريطاني والذي يرافقها حصار بري وجوي وبحري حوّل اليمن إلى مقبرة جماعية وبات على شفير كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين الذين باتوا لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم اليومية من المتطلبات الأساسية كالغذاء والماء والدواء.
ولفت إلى أن التحالف عمد دون تمييز إلى الاستهداف المباشر للمدنيين في المساكن والتجمعات السكنية والأسواق وصالات العزاء والأعراس، كما استهدف الأعيان المدنية كمخازن الغذاء ، ناقلات النفط والغذاء ، الآبار ، المستشفيات ، المدارس والجامعات ، الطرق والجسور ، الموانئ والمطارات المدنية ، المنشآت الطبية ، الأعيان ذات الإشارة المميزة ، الأعيان الثقافية والمواقع الأثرية.
وذكر رئيس مؤسسة الشرق الأوسط ، أن نحو أربعة آلاف غارة وجهت ضد أهداف مدنية وأوقعت 15 ألفاً و 388 قتيلاً منهم ألفان و248 امرأة وألفان 773 طفلاً ، وتسببت في إصابة 30 ألفاً و213 مدنياً ، بالإضافة إلى نزوح ثلاثة ملايين مواطن .. معتبرا تلك الغارات جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.