بالمختصر المفيد.. عندما نضحك حسرةً عليهم
عبدالفتاح علي البنوس
كثيرة هي المواقف التي تجبرنا على الضحك حتى ونحن في ظروف يستعصي على الإنسان الضحك في ظلها ، ولكن بعض المواقف تخترق هذه النظرية وتدفعنا للضحك وتجاوز المنغصات والآلام والمتاعب وإفرازاتها التي تفرض عليك أن تظل عابس الوجه كئيب المنظر ، ونحن اليوم سنقف أمام ظاهرة غريبة أفرزها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي مرتبطة بالشخوص الذين يمثلون شلة الارتزاق والعمالة والخيانة بقيادة المسخ الدنبوع عبدربه منصور هادي، حيث يضحكك هؤلاء عندما يتحدثون عن فضائل يمارسون نقيضها من الرذائل ، ويسوقون لأشياء مثالية يعملون بخلافها، ويتحدثون عن مواضيع وقضايا لا أثر لها في حياتهم ومواقفهم وتصرفاتهم اليومية ،حالهم يشبه إلى حد كبير العاهرة التي تحاضر عن الشرف والعفة والطهارة ، والعالم السكير الذي يخطب عن مفاسد الخمور وتحريم الإسلام لها
حيث يبدو منظر الدنبوع هادي مضحكا وهو يتحدث عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه وهو من جلب الغزاة وشرعن للعدوان على بلاده ، و من المضحك جدا عندما يحدثك سلطان البركاني عن النزاهة ، وعلي محسن عن الوطنية ، والزنداني عن التقوى، وعلي البخيتي عن الرجولة ، ونورا الجروي عن الشرف ، ومحسن خصروف عن الشرعية، وحميد الأحمر عن الصندقة ، وحمود المخلافي عن الصمود ، ومعمر الإرياني عن الطهارة ،ومحمد عبدالمجيد قباطي عن السياسة ، وطارق عفاش عن الإقدام والشجاعة، وعبدالملك المخلافي عن القومية، وياسين سعيد نعمان عن الرأسمالية ، وحمود الهتار عن العدالة وعسكر زعيل عن المصداقية، وياسر اليماني عن الكرامة، وعبدالعزيز جباري عن الثوابت الوطنية، ورشاد العليمي عن الوفاء، وعبدالله صعتر عن حرمة النفس المسلمة ، وجميل عز الدين عن المصداقية، وأحمد بن دغر عن الرجعية ، وعادل الشجاع عن الثبات والمواجهة، وسلطان العرادة عن الدولة المدنية ، وهاشم الأحمر عن النظام والقانون، وعلي حسن الأحمدي عن الخيانة، ومنصور الحنق عن العمالة ، وهيثم قاسم طاهر عن الارتزاق ، ومحمد اليدومي عن الاستقامة. وعبدالوهاب الآنسي عن الأمانة ، ومحمد الشايف عن السقوط والملامة ، ومحمد بن موسى العامري عن الفجور، وهاني بن بريك وهو يتحدث عن الوحدة، ومحمد الحزمي وهو يتحدث عن العروبة ، وياسين التميمي وهو ينظر للمثالية ، وفهد القرني وهو يتحدث عن الهوية اليمنية، ومحمد الأضرعي وهو يتحدث عن الانتماء الوطني ، ومحمد الحاوري وهو يتحدث عن العزة ، وخالد الآنسي وهو يتحدث عن السمو، وفضل القوسي وهو يتحدث عن الرفعة، ونجيب غلاب وهو يتحدث عن الثوابت الوطنية ، وسعيد ثابت وهو يتفلسف حول المواقف القطرية ، وراجح بادي وهو يتحدث عن الإنتصارات الوهمية، وعزالدين الأصبحي وهو يتحدث عن مركز الملك سلمان ومساعداته الإنسانية، ويحيى شبيبه وهو يتحدث عن التدخل الإيراني في اليمن ، وحسين عرب وهو يتحدث عن استتباب الحالة الأمنية في عدن، وكامل الخوداني وهو يدعي مناصرته لسوريا ودعمه لإسرائيل، ومحمد السعدي وهو يتحدث عن التقشف، وجمال جباري وهو يتحدث عن المحسوبية ، ومحمد علي المقدشي وهو يتحدث عن التقدمات الميدانية ، وعبدالله إسماعيل وهو يتحدث عن الغد المشرق ، وعلي الجرادي وهو يتحدث عن الجرائم الحوثية على حد زعمه ، وصادق سرحان وهو يتحدث عن حرصه على أمن واستقرار ومصلحة تعز، ومحمد علي الشدادي وهو يتحدث عن ضرورة نقل البرلمان إلى عدن، وخالد بحاح وهو يتفنن في تعداد الفضائل الإماراتية والحسن أبكر وهو يتحدث عن الحفاظ على المال العام، و خالد الرويشان وهو يتحدث عن جريمة الصالة الكبرى وهو يصطف في جبهة من ارتكبوا الجريمة ذاتها .
ويضحكك مجيب الرحمن غنيم وهو يتغزل بقصيده في ملوك وأمراء العدوان ويتمدح في جرائمهم ويظن في ذلك إبداعا، وتزداد شراهتك للضحك الممزوج بالحسرة وأنت تشاهد الآلاف من المرتزقة من المحافظات التي يطالها قصف طائرات العدوان وهم يقاتلون في صف العدوان وفي جبهاته المختلفة ويرفعون شعار شكرا سلمان.
بالمختصر المفيد ، شل الله العقول من الرؤوس وأذهب الحياء من الوجوه، وأمات الإيمان من القلوب فتحولت المفاهيم وتبدلت الأحوال فصار المرتزق العميل الخائن وطنيا، وأضحى الوطني الشريف الذي يقاتل دفاعا عن أرضه وعرضه وسيادته انقلابيا متمردا ، وصار الفار الخائن شرعية، وأضحت الشرعية الشعبية الحقيقية لا شرعية في نظر الكثير، وصرنا نسمع من يهرف بما لا يعرف ومن يدعي الشيء وهو يعمل بنقيضه، فعلا إنها مدعاة للحسرة وللضحك أيضا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .