النظام السعودي يواصل البلطجة في المنطقة ويقتل الرئيس اليمني المنتخب برلمانياً والمؤيد شعبياً وثورياً
ابراهيم عبدالله هديان
السعودية تواصل مسلسل استنزاف الأمة العربية والاسلامية وخاصة أولئك الصامدين في وجه الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية والقيام بدور بطل أفلام الهوليود الأمريكية في قتل وتدمير من يعادي النظام الأمريكي والكيان الصهيوني وفي تطورات المنطقة والعدوان السعودي الخليجي الأمريكي على اليمن وشعبها العربي الاسلامي المقاوم، وفي حادثة هي الأولى من نوعها على منطقتنا العربية تقوم طائرات تابعة لنظام عربي باستهداف رئيس دولة أخرى مستقلة وذات سيادة وهذا ما حدث لدولة الجمهورية اليمنية وقتل رئيسها المنتخب من البرلمان الوطني الشعبي.
دعونا نوضح بعض النقاط الهامة قبل الخوض فيما جرى مؤخراً باليمن :
_ النظام السعودي الذي يدعي تثبيت الأمن والشرعية في الاقطار العربية يعتدي منذ أكثر من ثلاث سنوات على اليمن وثورته الشعبية التي قامت في الواحد والعشرين من سبتمبر العام 2014 بدون وجه حق ودون أي تكليف عربي أو حتى من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ،
_ أعلن تحالف العدوان في 26 مارس 2015 بقيادة السعودية والإمارات (وبجانبهما 15 دولة أخرى ) على أهمية إعادة ما يسمى الشرعية إلى صنعاء والمتمثلة في عبدربه هادي والذي تولى رئاسة الجمهورية اليمنية لسنتين وفق المبادرة الخليجية وذلك من تاريخ 21 فبراير 2012 وتنتهي في 21 فبراير 2014 وبسبب مؤتمر الحوار الوطني تم التمديد له سنة أخرى تنتهي في 21 فبراير 2015 باتفاق كل المكونات والأحزاب السياسية اليمنية وبمباركة المجتمع الدولي وعلى رأسه المبعوث الأممي في حينها جمال بنعمر ،،
من هنا بدأت الأحداث بالتطور وعقب انتهاء الفترة الشرعية لحكم هادي وبعدها بشهر وتحديداً في مارس 2015 أطلقت السعودية والإمارات والدول المتحالفة معها شرارة العدوان على الشعب اليمني الذي كان قاب قوسين أو أدنى في الوصول إلى حلول سياسية نهائية للسلام المستقر في اليمن ، وأعلنت من واشنطن العدوان المفاجئ الذي ليس له أسباب سوى الادعاء الاعلامي المزيف في تحديد الهدف الرئيسي بعودة الهارب عبدربه هادي ( المنتهية ولايته) إلى صنعاء وبسبب العدوان وشغور كرسي السلطة الرئاسية قرر أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم حزب المؤتمر الشعبي العام و تيار أنصار الله أن يملأوا هذا الفراغ عبر اقتراع مجلس النواب الجهة الشعبية والرسمية الممثلة للشعب اليمني في اختيار الرئيس حسب الدستور ( في حال عدم توافر الظروف المناسبة لإجراء اقتراع مباشر ) وهذا ما تم في منتصف العام 2016 حيث تم انتخاب الاخ / صالح علي الصماد رئيساً للجمهورية اليمنية بأكثرية تجاوزت نصف أعضاء البرلمان ( بعد إلغاء الوفيات من الأعضاء ممن تعذر القيام بانتخابات بديلة لهم بسبب الحرب ) ،،
هنا تكن القصة والصراع الدستوري والشرعي وأيضاً الشعبي، من أحق برئاسة الجمهورية اليمنية !!! هل رئيس منتهية ولايته وساكن بفنادق الرياض الدولة المعتدية على الشعب اليمني ؟؟؟!!! أم رئيس منتخب برلمانياً ومستمد شرعيته دستورياً وشعبياً يزاول عمله من العاصمة اليمنية صنعاء ومن داخل القصر الجمهوري؟ لذا حاول النظام السعودي ومعه الإماراتي وبسبب أطماعهما داخل اليمن السعي محاولة للنيل من الشرعية الدستورية والقانونية والشعبية والقضاء على كل مؤسسات الدولة اليمنية من خلال تأسيس جيش معادي للوطن وبناء ميليشيات مناهضة للنظام ، وتوفير الدعم اللوجستي والإعلامي عبر المنظمات الدولية من أجل تدمير اليمن بكافة مؤسساته والاتكال على الفوضى الخلاقة التي تمزق النظام والدولة اليمنية ،،
بالعودة الى آخر الأحداث نجد أن السعودية تواصل البلطجة والفهلوهة المدعومة بالسلاح والمال والاعلام والورقة الدينية تجاه الدول العربية ابتداء بالعراق ولبنان مروراً بسوريا وليبيا وصولاً إلى اليمن بالاعتداء على رئيس منتخب برلمانياً مؤيد بالدستور والقانون وله حيثيات شعبية وثورية في خرق واضح لكل الدساتير واللوائح والمفاهيم الدولية وخاصة مجلس الأمن وحركة دول عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط لتمارس دور السكير تجاه سكان الحي المسالمين في غياب الشرطة والأمن !!!
كارثة عالمية مخالفة لكل الأنظمة الدولية أن تعتدي دولة على جارتها بل وتقصف بطيرانها الحربي ( الرئيس ) وتقتله أمام مرأى ومسمع العالم الصامت المرتمي في حضن أموال ودولارات النفط الخليجي ولم يحرك ساكناً أو يشجب أو يدين هذا الفعل الهمجي الخارج عن القانون الدولي !!! نعم نحن نعيش عالم الغاب والعربدة الإقليمية وقانون رعاة الأغنام المليء بالرشاوى وغياب الضمير وضياع الإحساس والمسؤولية الإنسانية عند ما يتم استهداف رئيس دولة في وطنه وبين أبناء شعبه دون أن نجد أو نسمع صوتاً صادقاً يندد بهذه الجريمة النكراء !!!
في اليمن : النفوس متوقدة والأرواح مبذولة للأخذ بثأر رئيسها صالح الصماد وقد حذر وتوعد الجيش اليمني بالرد القوي داخل المدن السعودية وفي الدول المعتدية ، وهناك غليان كبير من كافة فئات الشعب ومختلف الفعاليات السياسية والوطنية المطالبة بسرعة أخذ الثأر ، ويبدو أن الأمور والأحداث في المنطقة تتجه إلى التصعيد والسخونة أكثر وأكثر ، وما أكثر الصواريخ البالستية اليمنية المشتاقة لزيارة المدن السعودية والإماراتية ولنا في تاريخ العرب خير مثال وعبرة وفائدة حيث يقول المثل العربي (( لا تموت العرب إلا متوافية )) ويبدو أن الرد اليمني سيكون هذه المرة شديداً ومؤلماً ، والجميع مترقب للأحداث الساخنة وتطورها …