صنعاء / سبأ
شارك رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في اللقاء الدوري لمكوّن الحراك الجنوبي السلمي المشترك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي عقد أمس بصنعاء .
وفي اللقاء اطلع المشاركون على أنشطة المكون وخطة عمله للفترة المقبلة بحضور مستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب وعدد من الوزراء والشخصيات الوطنية في المحافظات الجنوبية والشرقية.
وألقى رئيس الوزراء كلمة أشار في مستهلها إلى أهمية هذا اللقاء لارتباطه بشكل مباشر بدور أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وصوتهم الواحد والواضح في مواجهة العدوان وتحرير الأرض المحتلة من قبل السعوديين والإماراتيين.
وقال ” الجنوبيون سواء في مكون الحراك السلمي أو المنضوون في الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى ينبغي أن يكون لهم موقف واضح وموحد من العدوان والاحتلال الذي دنس الأرض وأهان كرامة المواطنين في المناطق الخاضعة له ” .
وأضاف ” الاحتلال والعدوان يعملان بكل جد لتركيع اليمنيين أينما كانوا، لكن شعبنا اليمني المعروف عنه الصمود والاستبسال والتضحية، يقاوم المعتدين والمحتلين الأعراب بكل ما لديه من إمكانيات ليس أقلها الصبر “.
وأكد الدكتور بن حبتور أهمية مشاركة الجميع في المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ ومكون الحراك السلمي والفعاليات الوطنية الأخرى من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية في بلورة رؤية وطنية واحدة ومكون سياسي جامع يمثل الصوت الوطني المقاوم للعدوان والاحتلال في المحافظات الجنوبية والشرقية .. موضحا أن ما يمر به الوطن بشكل عام هو فرز واضح بين قوى وطنية تقاوم العدوان ومجاميع مسلحة تخدم العدوان والاحتلال.
واعتبر رئيس الوزراء كل من يتعاون أو يتصل بمشروع العدوان والاحتلال جزء منهما .. مشيرا إلى أن المشروع الوطني الذي يقاوم العدوان منذ للحظة الأولى حذر منذ البداية المرحبين بالمعتدين بأنهم غدا سيشربون كأس العلقم جراء هذا الموقف.
وقال “مطلوب من جميع أبناء هذه المحافظات في العاصمة صنعاء بمختلف مشاربنا السياسية والفكرية أن نعمل على تأسيس لدور أكبر من مجرد مكون واحد وتشكيل جبهة وطنية عريضة تضم كافة الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية لمقاومة الاحتلال “.
وأضاف ” نريد كل من يقف مع الوطن في هذا الظرف العصيب الوقوف صفا واحدا لمناهضة العدوان بمشاركة جميع الشخصيات التي لها تاريخ سياسي طويل بحضورها القوي في هذه اللحظة الفارقة “.
وشدد الدكتور بن حبتور على أن القضية الوطنية ينبغي أن تكون حاضرة في مسلكنا ونشاطنا اليومي .. معتبرا ما يقدمونه رجال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من استبسال وتضحية من أجل صون الوطن وكرامة الأمة، أنموذجا قويا لما ينبغي أن يبذله الجميع.
ولفت إلى أهمية تعميق العمل التنظيمي في هذا الاتجاه بعيدا عن الرغبات الشخصية والحزبية طالما وأن الجميع يؤمن بفكرة مقاومة العدوان والاحتلال.
وفي اللقاء بارك رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني والموقع على اتفاق السلم والشراكة مستشار الرئاسة اللواء خالد باراس، للأخ مهدي المشاط نيله الثقة لرئاسة المجلس السياسي الأعلى وإدارة شؤون الدولة والسير على نهج سلفه الرئيس الشهيد صالح الصماد.
وأكد وقوف مكون الحراك إلى جانبه في مواجهة العدوان والعمل على دحر الاحتلال من المحافظات الجنوبية والشرقية .. مشيدا في ذات الوقت بدور الجيش واللجان الشعبية وصمودهم في مواجهة 17 دولة خلال أكثر من ثلاث سنوات من العدوان والحصار.
وقال ” إن انعقاد هذا اللقاء المكرس لتدارس الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية يمثل رسالة وإسماع المسؤولين من أبناء الجنوب القاطنين في صنعاء عن الظروف التي يعاني منها أبنائنا في المحافظات الجنوبية ” .. لافتا إلى خصوصية الإشكاليات التي يمر بها أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.
وأضاف ” ضمن خطة مكون الحراك الجنوبي سنلتقي بالمكونات والأحزاب والتنظيمات السياسية وأيضا المكونات الاجتماعية في صنعاء لنتدارس توجهات المكون ونسمع منهم الآراء ويسمعون منا أيضا ونعزز جوانب التنسيق في مختلف الجوانب، ونشرح لهم توجهنا في الحراك الجنوبي والصعوبات التي تواجهنا ونضع الحلول والمعالجات التي تخدم قضيتنا اليمنية وقضية أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية”.
واستعرض اللواء باراس مرحلة تأسيس مكون الحراك الجنوبي وإشهاره والانشقاقات التي حصلت عقب تأسيسه أثناء الحوار الوطني وانسحاب عدد من الأعضاء في نهاية انعقاد مؤتمر الحوار الوطني بعد التوقيع على اتفاق السلم والشراكة.
وتطرق إلى الاتفاق الذي رعاه المبعوث الأممي الأسبق جمال بنعمر، بين المكونات الرئيسية لأطراف العملية السياسية ” المشترك والمؤتمر الشعبي وأنصار الله والحراك الجنوبي”، لحل الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل لسد الفراغ الدستوري بتكوين مجلس رئاسي مكون من خمسة أشخاص رئيس وأربعة أعضاء يمثلون الأربعة المكونات.
وقال ” ونحن على وشك الاتفاق والتوقيع على حل الأزمة اليمنية، شن العدوان على اليمن وتوقفت العملية السياسية آنذاك، في ظل التجاذبات السياسية ” .
وأضاف ” نؤمن أن مشاركتنا في الحوار كمكون للحراك الجنوبي إنما هو لخدمة أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وحل القضية الجنوبية، حيث توقف مكون الحراك الجنوبي في العملية السياسية عقب شن العدوان وكانت مشاركته في الحوار من باب المسؤولية “.
ولفت إلى أن مكون الحراك الجنوبي كغيره من المكونات الوطنية وقف صامدا إلى جانب القوى السياسية المناهضة للعدوان .. وقال ” وقفنا موقف تاريخي في مواجهة العدوان ونفتخر بهذا الموقف وأثبتت الأيام أن موقفنا كان صائبا ضد العدوان والاحتلال وسيكتب التاريخ هذا الموقف “.
واعتبر اللواء باراس ما حدث في 26 مارس 2015م عدوانا ظالما وسافرا واحتلالا للمحافظات الجنوبية والشرقية نظرا لتواجد قوات أجنبية بما فيها مرتزقة “.
وعبر باراس عن الثقة بعودة الكثير ممن تركوا الوطن إلى الصف الوطني المقاوم للاحتلال خاصة مع ارتفاع أصوات تتذمر من تجاهل تحالف العدوان لهم “.. وأضاف ” معظم أبناء المحافظات الجنوبية لديهم قناعة أن انضمامهم إلى التحالف ووقوفهم إلى جانبه كان خطأ كبيرا “.. مؤكدا أن الشرعية التي يتحجج بها تحالف العدوان ليس سوى شماعة لتدمير الشعب اليمني .
وقال ” هذا اللقاء يأتي من باب الاستشعار بالمسؤولية التي يمر بها الوطن، وتبيين للمواقف وفقا للمستجدات القادمة والطارئة ” .. لافتا إلى أن رئاسة المكون ستعمل على توسيع الحراك كمكون من خلال إدخال بعض الشخصيات الناشطة والذين سيثرون المكون بآراء وملاحظات يتم الاستفادة منها .
وأوضح أن المكون سيكون له خطة وبرنامج عملي يتناسب مع الأوضاع الراهنة مع مراعاة التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية.
بدور أشار نائب رئيس المكون غالب مطلق إلى أن مكون الحراك الجنوبي لديه رؤية للحل السياسي .. وقال ” لدينا رؤية للحل السياسي في المحافظات الجنوبية ولنا جهود وتواصل ولقاءات حتى مع المبعوث الأممي للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ” .
وأكد أن الحل في اليمن يكمن في الحل السياسي وإيقاف العدوان ورفع الحصار .. وأضاف ” علينا جميعا أن تتضافر جهودنا في القيام بالواجب الوطني لمواجهة العدوان والدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره “.
كما أكد مطلق أن الوقوف ضد العدوان واجب وطني غير قابل للنقاش وأن الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن هو من الثوابت الوطنية التي لا يمكن أن يحيد الجميع عنها .
وأكد بيان صادر عن اللقاء الدوري لمكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة الذي تلاه وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار والمصالحة الوطنية ناطق المكون أحمد القنع، على الموقف الثابت والمبدئي في مواجهة العدوان.
وأشاد البيان بصمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان .. مثمنا الدور البطولي للجيش واللجان الشعبية في صد تحالف العدوان وإفشال مخططاته التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا.
وأدان الجريمة النكراء التي ارتكبها تحالف العدوان ومرتزقته بحق الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه .. محملا النظام السعودي المسؤولية القانونية إزاء هذه الجريمة.
وأكد البيان على حق الشعب اليمني في الرد على جرائم العدوان ومواجهته ومرتزقته بكل الوسائل المشروعة .. لافتا إلى تمسك المكون بالحلول السياسية السلمية التي تحافظ على الثوابت الوطنية ولا تنتقص من تضحيات وصمود الشعب اليمني الصامد والصابر.
ووجه البيان الدعوة لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بتحديد موقف من العدوان والاحتلال والتوقف عن إدعاء تمثيل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ومظلوميتهم واحتكار ذلك من أي طرف كان في ظل العدوان .. مؤكدا الرفض القاطع للاحتلال في تمثيل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.
واعتبر البيان أن تحالف العدو عدو منذ أن شن عدوانه على الوطن في 26 مارس 2015م ولم يتغير شيء خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار وبعد أن أصبح العدوان مغرقا لمرتزقته ويعمل ضدها نتيجة الارتهان للعدو.
وحذر البيان الاحتلال الإماراتي من تداعيات الممارسات العدوانية التي يقوم بها في محافظة أرخبيل سقطرى .. داعيا بهذا الصدد المجلس السياسي الأعلى ومجلسي النواب والشورى وحكومة الإنقاذ بإعلان موقف على غرار الموقف التاريخي المشرف في مواجهة العدوان.
ودعا البيان كافة أبناء الشعب اليمني إلى التلاحم والاصطفاف الوطني للدفاع عن الوطن وسيادته وثوابته الوطنية وطرد المحتل ورفض الوصاية .. مناشدا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي تحمل المسؤولية في احترام القوانين والأعراف الدولية التي تجرم التعدي على السيادة الوطنية لأي دولة.