بترول وفقراء !!
عبدالله الاحمدي
يتوقع الكثير من سكان العالم ان مواطني الدول المنتجة للنفط يعيشون في بحبوحة من العيش، وان حياتهم أكثر يسرا، لكن الواقع يقول عكس ذلك، فكثير من دول النفط يعيش الكثير من مواطنيها في فقر مدقع ، لان دولارات النفط يعبث بها الحكام الفاسدون.
المستشارة الألمانية انجيلا ميركل استغربت حياة الفقر التي يعيشها المسلمون، وطالبت السعودية بتوزيع أموال الحج البالغة أكثر من عشرين مليار دولار في العام على فقراء المسلمين!!
كارثة دول النفط هم حكامها الفاسدون، مثلا دولة مثل نيجيريا أكبر منتج للنفط في افريقيا يعيش مواطنوها في فقر مدقع، ومن يحوزون على الثروة هم السياسيون وقساوسة الكنيسة، والحال لا يختلف عن ذلك في الدول العربية،
وخاصة في السعودية والخليج، اذ يحوز على الثروة الأمراء ورجال الدين المنافقون علماء السلطان وتجار الفتوى، وكبار التجار بينما الشعوب تعيش على الكفاف. مثلا رصيد عالم الدين المدعو يوسف القرطاوي رئيس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أكثر من أربعة مليار دولار، وعلى ذلك قس، عالم الدين الزنداني الموضوع في قائمة الإرهاب يمتلك مدارس وجامعات، ومصانع وأرصدة، ومزارع في تهامة الغرب بجانب مزارع عفاش، والشيخ الأحمر. اليمن تنتج النفط والذهب، لكن شعبها فقير، ومشرد في كل أنحاء العالم، لأن الثروة يحوزها الحاكم وأعوانه، وعصاباتهم ويهربونها إلى بنوك الكفار الربوية.
تنتج مملكة العهر الداعشي السعودية اكثر من 12 مليون برميل من النفط، كما تنتج أطنانا من الذهب، لكن كل عائدات هذه الثروات تبددها الأسرة المالكة على الملذات والشهوات، ثم على المؤامرات والحروب ضد الأمة، وما بقي تدفعها لشراء الأسلحة، والرشاوى لدول الاستكبار.
مرتب الملك سلمان أكثر من ثلاثة مليار ريال سعودي، بينما لا يزيد مرتب الرئيس الأمريكي عن 400 ألف دولار في العام.
الغرب عينه على ثروات الدول النفطية رغم أن شركاته هي من يستخرج النفط ويصدره، ويستثمر أمواله، لكن الفرق بيننا وبينهم هو العقد الاجتماعي والقوانين التي تنظم علاقة الحاكم بالمحكوم.
الحاكم المستبد في الشرق يعتبر أن كل ما على الأرض، وفي باطنها وأجوائها هو ملك يمينه، يتصرف به كيف شاء، وعلى ما يشاء.
الغر محمد بن سلمان يشتري يختا بنصف مليار دولار، ويتبارى مع الوغد محمد بن زائد على شراء لوحة بنصف مليار دولار، وياليت هؤلاء البدو يضعون احتراما، أو تقديرا للفن، أو الفنانين، بل هي مباهاة البدوي لاقتناء الممتلكات، كما يقتنون النساء والجواري.
يقال ان استثمارات وايداعات مملكة داعش في البنوك والمصارف والشركات الأمريكية تبلغ 25 الف مليار دولار غير قابلة للسحب، بينما محمد بن سلمان يضع نسبة من شركة ارامكو في بورصات العالم للبيع، كما يضع المطارات وشركات القطاع الحكومي في المزاد.
في اليمن كان النفط من نصيب الأسر والعصابات الحاكمة.
مثلا كانت حقول النفط مقسمة بين عفاش، وعيال الشيخ الأحمر، والمرتزق علي محسن، وكان بيع النفط حكرا على ثلاثة لصوص، وكان نصيب حميد الصندقة دولار على كل برميل يباع للشركات، بينما كان عسكر عفاش يفرضون اتاوات سنوية تقدر بملايين الدولارات على كل شركة مقابل حماية.
كانت العصابات الحاكمة تحتال على النفط وأموال النفط، فكانت تسعر البرميل في الميزانية بأربعين دولارا بينما كانت تبيعه بمائة دولار. اما الوفر في الميزانية فكان يتقاسمه الكبار بما يسمونه بالميزانية الإضافية.
ولعلكم قد سمعتم تصريح با جمال الذي قال فيه : من لم يسرق أيام علي عفاش فمتى سوف يسرق؟!
وللأمانة فإن النفط جلب المصائب على الأمة، وكان كارثة على الشعوب المنتجة له، وصنع طبقات فاسدة في كل ممارساتها،.
في اليمن منذ بداية إنتاج النفط في العام 1986 م ونحن نعاني من زيادة الأسعار، ثم الأزمات والحروب.
وللحقيقة إن قصة النفط والغاز في اليمن هي قصة الفساد والنهب الموغل، وأكبر فساد كان في قطاع النفط والغاز إلى درجة أن الحكومة لم تكن تعلم كمية الإنتاج اليومي للشركات العاملة في مجال إنتاج النفط، ولم يكن وزراء النفط يعلمون بذلك، والوزير الذي حاول أن يعلم وهو المرحوم فيصل بن شملان أرغم على تقديم استقالته. وكان عفاش يحرص على تعيين الموظفين الموثوق بهم، والمخلصين له في القطاعات النفطية. ويعلم الناس فضيحة البيع البخس للغاز على الشركة الفرنسية. أما مناجم الذهب في حضرموت وحجة ونهم فلم تكن تدخل في الميزانية إطلاقا، وكانت حكرا على المتنفذين في السلطة العفاشية.
النتيجة ذهب اللصوص بالأموال والنفط، وباعوا أنفسهم للشيطان وبقي الشعب اليمني يتجرع ويلات الحروب والحصار، والإفقار.