مصاب شعب وفاجعة وطن

 

عبدالفتاح علي البنوس

(خدع من خدعك وقتل من قتلك ) بهذه الكلمات والدموع تنهمر من عينيها بحرقة وحسرة علقت والدتي الفاضلة أطال الله في عمرها على صورة الرئيس الشهيد صالح علي الصماد التي زينت صدر الصفحة الأولى لعدد الثلاثاء الماضي للغراء “الثورة”، وكنت في صبيحة اليوم ذاته قد استمعت لإحدى الوالدات الفاضلات وهي تقول وأشهد الله على ذلك بأنها لم تنم عشية الإعلان عن استشهاد الرئيس الصماد وأن الدموع لم تتوقف من عينيها حزنا وكمدا على رحيل الرئيس الصماد، وخلال مشاركتي في مسيرة البنادق وفاء لدم الشهيد الراحل والتي شهدتها مدينة ذمار شاهدت الكثير من المشاركين وهم يذرفون الدموع على فراق رئيسهم الصماد وما شدني كثيرا هو بكاء صغار السن ممن شاركوا في المسيرة وهم يهتفون بصوت مبحوح وحناجر ذبحها الحزن والأسى، كل القلوب والأكباد تهتف باسمك يا صماد، مجسدين مشاعر شعب ووجع وطن برحيل (حمدي هذا العصر) الرئيس الشهيد صالح علي الصماد.
الرئيس الصالح في أعماله ومهامه وتوجهاته وسياسته ونهجه وسلوكه، العالي في صموده وثباته وشجاعته وإقدامه وفي مكانته عند ربه وعند خلقه، الصماد الصامد في وطنه وبين شعبه، الرئيس القدوة والمسؤول النزيه والشريف، نظيف اليد، الرئيس الذي غادر الحياة ولا يمتلك منزلا يأوي إليه أولاده وأسرته، الرئيس الذي عاش من أجل اليمن واليمنيين ومات شهيدا من أجل اليمن واليمنيين، الرئيس الذي كان يحمل في داخله دهاء السياسي، وحنكة الإداري، وذكاء القيادي، وقوة إيمان العالم الرباني، وشجاعة الفارس المقدام، وبسالة البطل الهمام، ورجاحة عقل الجهابذة العظام، لا غرابة أن يبكيه كل اليمنيين وأن يدخل الحزن إلى داخل كل بيت يمني حزنا وكمدا وحسرة عليه، ولا غرابة أن يتسابق الجميع للحصول على صوره لتزين منازلهم، افتخارا واعتزازا به وبالمواقف التي سطرها في حياته ووقوفه إلى جانبهم ودفاعه عنهم وتضحيته بنفسه من أجلهم ، إنه الرئيس الذي قاد اليمن لمواجهة عدوان خارجي تشارك فيه عشرات الدول مضى عليه أكثر من ثلاثة أعوام ولا يزال صامدا شامخا ورغم كل ذلك يدشن مرحلة تنموية ودفاعية حملت شعار يد تحمي ويد تبني”، هذا الشعار الذي أرعب مملكة الشر وتحالف البعران وذهبوا للاستقواء بالأمريكان للتخطيط لاغتيال مهندس هذا المشروع بغية وأده والحيلولة دون تحقيقه، ظنا منهم أن المشروع سيموت باستشهاد الرئيس الصماد ، ولكنهم لم يدركوا بعد أن اليمنيين لن يداخلهم اليأس والإحباط ولن يتراجعوا عن المسار الذي سلكه الشهيد الصماد ولن يتخلوا عن المشروع الذي أعلن عنه، مشروع الدفاع عن الوطن والصمود في وجه العدوان وبناء وتعمير الوطن وتعزيز استقلاليته ودعم اقتصاده وتطوير وتحديث بنيته .
لهذا لا نبالغ إن قلنا بأن رحيل الرئيس الشهيد صالح الصماد يمثل خسارة للشعب اليمني وفاجعة مؤلمة للوطن الغالي الذي كان يتطلع معه للتحليق عاليا نحو آفاق من التطور والتقدم والنماء والازدهار ، نعم خسرناه جميعا لأننا معه وتحت قيادته عرفنا معنى الصمود والثبات والوطنية الحقة الخالية من كافة أشكال التصنع والزيف والخداع، وتحت قيادته صار لنا الحضور اللافت في مجال التصنيع الحربي والتطوير المبهر للصواريخ البالستية بعد أن كنا نستورد حتى (الملاخيخ).
واليوم وبعد هذه الفاجعة المؤلمة ها هي عجلة الحياة تدور بتولي الرئيس الجديد الأستاذ مهدي المشاط خلفا للرئيس الشهيد صالح الصماد لتتواصل مسيرة الصمود والبناء والثبات والتحدي والإنجاز وهي محددات رئيسية أكد عليها الرئيس المشاط في كلمته الأولى عقب قيامه بأداء اليمين الدستورية أمام البرلمان، والتي أكد خلالها السير على خطى سلفه الشهيد الراحل واستكمال مشروعه الوطني ،مشروع المواجهة والصمود والتحدي والبناء والتطوير والتعمير .
بالمختصر المفيد، لن ننسى الرئيس الشهيد صالح الصماد ما حيينا وسيظل مفخرة لكل اليمنيين ولكل الأحرار في العالم، سيظل أيقونة للبطولة والتضحية والفداء، وسيظل رمزا خالدا في قلوب كل اليمنيين الشرفاء، وسيبقى أثره وتاريخه ونضاله محفورا في ذاكرة اليمنيين .
طيب الله ثراه وأحسن الله مثواه وجعل الجنة سكناه وألحقنا به شهداء ، ولا نامت أعين القتلة والخونة والعملاء.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا