دمُك يـا حُسين ثورةٌ في صُدورنا
مطهر يحيى شرف الدين
لا ينبغي أن نتحدث ونتغنى بانتصارات الجيش واللجان الشعبية وملاحمهم البطولية دون أن يكون لنا دور عملي فاعل ومؤثر على الصعيد الداخلي والخارجي يجب علينا أفرادا وجماعات ومجتمعا كأقل واجب أن نستلهم من الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه تحركه ضد الطغاة وأن ندافع عن القضية والمبدأ الذي قام من أجله القائد الشهيد ونواجه في هذه المرحلة من هم في صف المحايدين والمرجفين والمثبطين للجهاد ضد دول العدوان الذين يمتعضون أو يدسون رؤوسهم في التراب عند سماعهم لخبر إطلاق صواريخ تم إطلاقها على أهداف سعودية عسكرية أو عن مواقع للعدو تم اقتحامها أو عن أفراد تم أسرهم أو عن إحراز تقدم كبير في المواقع الحدودية وغيرها.
يجب علينا كسياسيين وإعلاميين وحقوقيين أن ننتصر لتلك المواقف البطولية ونواكب الحدث بما يرضي الضمير ويقيم الحجة على من يقف في مواجهة المشروع القرآني والمسيرة الجهادية ضد أعداء الله ورسوله ، ذلك أن التحرك الجاد والمسؤول في المجتمع هو ما ينبغي أن نقوم به في الميدان و على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس وعلى وسائل النقل وفي كل مكان ليتسنى مواجهة الإساءة والنيل من المشروع القرآني والوقوف أيضا ضد التوجهات والممارسات العدائية والسلوكيات المناهضة لتوجه أنصار الله والخط الواضح للمشروع القرآني المليء بالعبر والمواعظ والآيات التي تحث على مواجهة أعداء الله والجهاد بالمال والنفس ومحاربة الأهواء والنزغات والوساوس الشيطانية وذلك هو المطلوب منا تجسيدا لمنهج وفكر الشهيد القائد واستلهاما لسلوكه الحي وثقافته القرآنية وتحركه النابع من القرآن وبالتالي يجب أن نتخذه قدوة وأسوة نسير على منهجه تنفيذا لأوامر الله ورسوله وتلبية لما جاء في القرآن الكريم من آيات دالة على القتال والجهاد في سبيل الله نصرة لله ورسوله ودفعا للظلم والطغيان ونصرة للمستضعفين.
ينبغي أن نسير على خطاه ونخطو الطريق الواضح وذلك بتبيين وكشف ما تحيكه دول الاستكبار العالمي وأدواتها من الأعداء والعملاء الذين يمتلئون غيظا وحقدا على المنتمين للمسيرة الجهادية والمشروع القرآني الذي اتخذه القائد الشهيد دستورا للحياة وطريقا ومنهجا لموالاة الله ورسوله وبراءة من أعداء الله ورسوله ، التوجه الحكيم والسديد للشهيد القائد في نظرته الثاقبة والمبكرة للأحداث والمؤامرات المحيطة بالمجتمعات العربية والإسلامية وتبصيره للأمة وحمله لقضاياها التي تحمل في تفاصيلها جوهر الدين الإسلامي الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وآله الطاهرين.
وبذلك الفكر والمشروع قام الشهيد القائد وتحرك في زمن الصمت والاستكانة والذل والهوان السائد والمهيمن على الأنظمة العربية وزعاماتها ، قام في زمن الجاهلية وفي زمن المصالح الشخصية والحسابات الإقليمية والتسويات الدولية على حساب الدين والأخلاق والغيرة والقيم والهويات الوطنية والإسلامية ، قام ليواجه التحديات ورهان الغرب والدول الإستكبارية على طمس ما تبقى من هوية إسلامية وروحية ، قام ليبعث فينا هم المسؤولية تجاه ثقافتنا المسلوبة ويوقظ الضمائر والمشاعر التي أصابها الشلل والجمود حينا من الدهر ، قام فينا باعثا للنفوس ومحركا للعقول والأفكار التي أصابتها العولمة والأمركة قام ليزيل عنا الغشاوة والضبابية والسطحية في نظرتنا للأحداث ويعيد إلينا هويتنا الإيمانية الجامعة.
قام السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي بذلك المشروع القرآني الذي يمثل التحرك الجاد والصادق الذي كانت نتيجته شعور الغرب بخطورة ظهور شخصية عظيمة جاءت بمشروع نهضوي تحرري ولذلك قامت الدنيا ولم تقعد بحروب كربلائية جعلت من دم الحسين ثورة وانتصارا على الآلة الغربية المجرمة وكأنه التاريخ يعيد نفسه و المشهد هو بعينه ثورة الأحرار ضد الظلم وثروة من القيم والمثل ضد التيه والضلال والانبطاح ، ثورة تلتهم الباغي وتبتلع الطغاة ، ثورة ترفض الذل و الانصياع للطواغيت والجبابرة عباد المال وعشاق الجاه.
تلك هي مسيرة قائد قلما يأتي الزمان بمثله إنه إمام عصر زمانه من خلع رداء التبعية العمياء والوصاية الخارجية ، ذلك العلم بحق أول من تنبه وأدرك حجم المخططات والمؤامرات الصهيو أمريكية الهادفة إلى تمزيق المجتمعات العربية والإسلامية وتفتيت الجغرافيا العربية وتشتيت توجه المسلمين والنيل من وحدتهم وعقيدتهم وهويتهم الدينية والعربية وزرع الفتن الطائفية والمناطقية ، وبالتالي ولكي نسير في هدي الله وفي ظلال المشروع القرآني يجب أولا أن نكون أهلا لذلك المشروع وتلك المسيرة ينبغي أن نتخذ من سلوك القائد الشهيد مسلكا وأن نستلهم فكره ونهجه وتعامله في حياته مع الآخرين دليلا لكي نعزز في أنفسنا حسن المعاملة كما كان يفعل الشهيد القائد بأن نلتفت إلى إخواننا وجيراننا وأن نتلمس أحوالهم وظروفهم و أن نتحلى بمكارم الأخلاق بما تشمله من إيثار وحب الخير للآخرين فلا ننتظر منهم سؤالا أو طلب حاجة ، يجب أن نكون أقرب إليهم وخاصة في مثل هذه الظروف فهناك أناس أعزاء كرماء يقتلهم الحياء وتمنعهم العفة من السؤال.
لذلك يجب أن نتعلم ونستلهم ذلك السلوك وتلك الثقافة من الشهيد القائد قرين الفضائل وحليف القرآن الذي علمنا كيفية التعامل مع الآخرين و تفريج كربهم والتواضع وإسداء المعروف واللين في الحديث والكلمة الطيبة والتجاوز عن الأخطاء وعدم التكلف وخفض الجناح للمستضعفين مهما انشغلنا وزاحمتنا مشاغل الحياة فذلك إنما يزيدنا قوة ويغذي فينا جهاد النفس ونكران الذات ، وبالتالي وكما كان الشهيد القائد ينبغي علينا أن نتحدث ونكتب وندون ونسطر البطولات والملاحم بشكل عملي وننفر في سبيل الله وفي سبيل الأرض والعرض ونرفد الجبهات بالمال والنفس والعتاد وألا نتثاقل فالله ناصرنا وهو نعم المولى ونعم النصير.
ولهذا يجب أن نتحرك ونعمل في الميدان كل بحسب قدراته وإمكانياته وألاّ نظل مكتوفي الأيدي ومعقودي اللسان وألاّ نسكت على باطل وأن نقوم بكشف الإدعاءات بالشرعية الزائفة وأن نخاطب المجتمع المحلي والدولي والعالم الخارجي ونرسل رسالة السلام من أجل السلام وليس من أجل الاستسلام ونكشف مظلومية الشعب اليمني وانتهاكات واستهداف دول العدوان للأرض والإنسان.
فسلام الله عليك يا سيدي وهنيئا لك شرف نيل الشهادة على جبال مران الشامخة الأبية وفي جرف سلمان الحزين فسيدون التاريخ في أنصع صفحاته بركات تلك الجبال التي سكنتها وثورتها الخالدة التي أشعلت في صدورنا ثورة وفي دمائنا غيرة وحمية..