دمشق: دفاعاتنا الجوية أذكى من صواريخ ترامب وموسكو تنفي منع المفتشين من دخول دوما

تداعيات العدوان على سوريا تتواصل وسط اهتمام اقليمي ودولي:

الٹورة/قاسم الشاوش
لا تزال تداعيات العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا تتواصل باهتمام اقليمي ودولي كبير لدرجة الانقسام حول التأييد والمعارضة لهذا العدوان الغاشم والممول من بعض دول الخليج التي دفعت مبلغا باهظاً لتدمير سوريا إلا أن ما أجمعت عليه غالبية الدول المعارضة لهذا العدوان أنه فشل ولم يرتق إلى المستوى الذي هولت له واشنطن وحلفاؤها الغربيون وممولوه من العرب.
ويرى الكثير من المراقبين بأن العدوان الثلاثي على سوريا ليس له أي مبرر وانما جاء في مصلحة تنظيم داعش الإرهابي وتقويض جهود احلال السلام، مؤكدين أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا واعوانها استخدموا أسلوب الكذب والخداع لضرب مراكز علمية سورية فقط تحت ذريعة استخدام الكيميائي ضد المدنيين وهي ذريعة واهية.
وفي هذا السياق اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان، أن منظومة الدفاع الجوي السورية، أثبتت أنها أذكى من صواريخ واشنطن وحلفائها في عدوانهم الثلاثي على سوريا مؤخرا.
وأضافت شعبان: “أهم حقيقة يجب أن نشير إليها، هي أن صواريخ ترامب ليست ذكية وليست دقيقة، وأن قوات الدفاع الجوي السورية، أثبتت أنها أكثر ذكاء ودقة من صواريخه”.
وذكرت المستشارة، أن ضربات التحالف الغربي لم ولن تثير الخوف في نفوس الشعب السوري.
وقالت: “بدلا من النزول إلى الملاجئ، توجه السوريون إلى أسطح المباني والبيوت لمشاهدة كيف تقضي الدفاعات الجوية السورية على عشرات صواريخ ترامب وتمنعها من تحقيق أهدافها”.
إلى ذلك نفت موسكو المزاعم البريطانية بعرقلة روسيا دخول خبراء منظمه حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع الهجوم المزعوم في مدينة دوما السورية في ريف دمشق.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف: “أستثني ذلك تماما، هذه اختلاقات أخرى من نظرائنا البريطانيين”.
وأشار إلى أنه تأكد من عدم صحة هذه المزاعم شخصيا، قبل ساعة ونصف واتضح أن سبب تعثر انطلاق البعثة إلى دوما، يعود إلى “غياب موافقة الهيئة الأمنية للأمم المتحدة على توجه الخبراء إلى هناك”.
وأضاف: “الأعمال المسلحة غير القانونية وغير المشروعة التي قامت بها بريطانيا مع مجموعة من الدول الأخرى في وقت متأخر من فجر السبت الماضي، حالت دون حل هذه المسألة بشكل عاجل”.
وأشار إلى أن اتهامات لندن لروسيا تتماشى مع”نمط لندن الحديث في إلقاء اللوم في كل شيء على موسكو، وإسناد بعض الممارسات لروسيا، لا تمت لها بأي صلة”.
على صعيد متصل أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حديث لشبكة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أمس أن روسيا لم تعبث بأي شيء في موقع الهجوم المزعوم بالكيميائي في دوما السورية.
وقال: “لا أريد أن أكون غير مهذب تجاه رؤساء الدول الأخرى، لكن قادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، يستقون معلوماتهم من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي”.
وجاء تصدي الجيش السوري للعدوان الثلاثي مذهلاً للجميع، فقد تمكنت دفاعات الجيش السوري من التصدي لثلث الصواريخ الموجهة نحو الأراضي السوري، وتنوعت رود الأفعال بعد العدوان على سوريا لتتجه المواقف نحو التنديد أكثر منها نحو الترحيب، وخرجت مظاهرات في عواصم العالم الغربية والشرقية للاحتجاج والتنديد بالهجوم الأمريكي_البريطاني- الفرنسي على سوريا.
تظاهرات منددة في الولايات المتحدة
تظاهر عشرات المواطنين الأمريكيين، أمام البيت الأبيض احتجاجاً على الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا ضد بعض المواقع العسكرية في سوريا، وارتدى المتظاهرون الأعلام الأمريكية خلال التظاهرات، ولافتات منددة للضربة، ورددوا هتافات تندد بالعدوان على سوريا، بحسب رويترز، وخرجت أيضاً تظاهرات مشابهة لها في لوس أنجلوس.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أشاد بالضربات الجوية الغربية على سوريا اليوم السبت، قائلاً إنها “نُفّذت بإحكام” وإن “المهمة أُنجزت”، وأضاف ترامب على تويتر “تم تنفيذ ضربة محكمة الليلة الماضية، شكراً لفرنسا وبريطانيا على حكمتهما وقوة جيشيهما، لم يكن بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل، المهمة أُنجزت”.
من جهتها أعربت لجنة العرب الأمريكيين للدفاع عن سوريا وعدد من المنظمات الأمريكية المناهضة للحرب عن رفضها واستنكارها للعدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سوريا مطالبين بوقف السياسات الداعمة للإرهاب والتطرف.
كما أكد السوريون المشاركون بالوقفة الاحتجاجية تمسكهم بوطنهم الأم سوريا وتصميمهم على الدفاع عن سيادتها وكرامتها مجددين وقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب ومواجهة أي عدوان خارجي وإعادة الأمان والسلام إلى ربوع سوريا.
احتجاجات في برلين
خرج المئات من المتظاهرين في العاصمة الألمانية برلين يوم السبت الماضي، للتنديد والاحتجاج ضد العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء، صوراً توضح ارتداء العديد من المتظاهرين للأعلام السورية، رافعين لافتات تحمل صوراً للرئيس السوري بشار الأسد.
اليونان أيضاً تتضامن مع سوريا
تظاهر الآلاف في أثينا احتجاجاً على العدوان الثلاثي على سوريا، وذكرت أسوشيتد برس أن المتظاهرين تجمعوا في ميدان سينتاغما وسط أثينا بدعوة من الحزب الشيوعي اليوناني قبل أن يسيروا إلى السفارة الأمريكية وهم يرددون هتافات ويحملون لافتات مناهضة للولايات المتحدة وسياساتها العدوانية تجاه شعوب العالم.
وقالت الوكالة: إن الشرطة اليونانية منعت المتظاهرين من الوصول إلى السفارة ليتجمعوا في مكان قريب منها، وخلال المظاهرة انتقد ديميتريس كاتسوباس زعيم الحزب الشيوعي بعض السياسيين اليونانيين لتصديقهم المزاعم الأمريكية والغربية الكاذبة حول استخدام سلاح كيميائي من قبل الحكومة السورية.
وقال كاتسوباس إن “الإمبرياليين يسفكون دماء الشعوب مرة أخرى.. إنهم يدمرون الدول ويفرقونها باستخدام أدلة ملفقة”.
الفلسطينيون ينددون بالعدوان على سوريا
كما تظاهر المئات من فلسطينيي الداخل أمام القنصلية الأمريكية في حيفا رفضاً للعدوان الثلاثي على سوريا، ورفع المتظاهرون الأعلام السورية وشعارات مناهضة لأمريكا وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودعوا إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وكان بين المتظاهرين النائب عن اللائحة الموحدة عايدة توما سليمان وعدد من الشخصيات المحلية.
من جهة أخرى اعتصم مئات الفلسطينيين وسط مدنية نابلس بدعوة من فصائل منظمة التحرير ولجنة التنسيق الفصائلي رفضاً للعدوان، المعتصمون نددوا بالعدوان ووصفوه بالضربة الفاشلة مؤكدين أنه لن يزيد السوريين إلا قوة وصموداً.
وقام المشاركون في التظاهرات بوضع مجسم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورشقوه بالحجارة والأحذية.
من جانبها دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية إلى اتخاذ موقف جادٍ لاستمرار الانتهاكات من قبل الإدارة الأمريكية لسيادة الدول العربية، مشددة أن سوريا ستبقى صامدة بوجه الشر والإرهاب الموجود على أرضها.
جاء ذلك خلال تظاهرة دعت لها اللجنة تضامناً مع الشعب السوري ورفضاً للعدوان الثلاثي على سوريا، حيث رفعت الأعلام السورية والإيرانية، بالإضافة إلى أعلام حزب الله.
وأدان طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجهة الديمقراطية في كلمة القوى الوطنية العدوان الثلاثي على سوريا، مشدداً أن هذا العدوان اعتداء على القانون الدولي باعتباره عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

قد يعجبك ايضا