كابوس يطارد ابن سلمان
عبدالله الاحمدي
قبل ثلاث سنوات وتحديدا في 26 مارس 2015 م شن المجرم محمد بن سلمان ومن والاه من مرتزقة العرب والصهاينة حربا غادرة على فقراء الشعب اليمني، كان يحلم من خلال هذه الحرب بكسر الإرادة اليمنية وتحقيق انتصارات في غضون أسابيع، أو أشهر على الأكثر، لكن صمود الشعب اليمني وتضحياته مرغا وجه ابن سلمان والصهاينة والمرتزقة في الوحل.
هذه الحرب الغادرة قتلت وجرحت مئات الالاف من الأطفال والنساء والمواطنين العزل، بالصواريخ والحصار والجوع والأوبئة، ودمرت أكثر من 80% من إمكانيات الشعب اليمني المادية.
بعد ثلاث سنوات انتصر الشعب اليمني بصموده الجبار والأسطوري، وذهب الملعون الغادر محمد بن سلمان يستجدي اليهود والنصارى مزيدا من القوة، وبعض الانتصار يلمع به وجهه القبيح، للخروج من وحل الهزيمة. وأينما ذهب الملعون يطارده كابوس الجرائم التي اقترفها بحق فقراء اليمن، وبخاصة جرائم قتل الأطفال.
في لندن واجهه الكابوس بشكل احتجاجات، وصور مرعبة لجرائمه رفعها الأحرار المتضامنون مع الشعب اليمني.
الصحف البريطانية طالبت بالقبض على محمد بن سلمان وتسليمه الى المحاكم الجنائية الدولية.
أما رئيس حزب العمال ( جيريمي كوربن ) وكتلته البرلمانية فقد طالبوا رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بعدم بيع السلاح لمحمد بن سلمان، لان السلاح البريطاني يستخدم في قتل المدنيين في اليمن.
الناشطون البريطانيون صنعوا مجسمات للأطفال الذين قتلهم ابن سلمان ، كما صنعوا مجسما لابن سلمان وهو يتناول لحوم الأطفال، ومجسما لتريزا ماي وهي تقبض الثمن.
شبح الضحايا الذين قتلوا ظلما وعدوانا يطارد المجرم محمد بن سلمان اينما حل، في صحوه ونومه، ولن يهنأ له عيش حتى وإن اعتلى العرش على جماجم الضحايا.
في أمريكا واجهه شبح ضحاياه في اليمن في كل بقعة زارها، سواء بشكل مظاهرات للشارع الأمريكي والجالية اليمنية، أو بشكل انتقادات ومطالبات بإيقاف العدوان والحرب على اليمن.
في الولايات المتحدة كانت الكوابيس هي الأكثر وعلى مستويات عديدة، رغم المليارات التي ضخها ابن سلمان في مفاصل الاقتصاد الأمريكي. في الكونجرس قوبل الرجل بفتور من قبل النواب الذين طالب أكثرهم بإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن. مجلس النواب كان قد أجرى تصويتا على سحب الدعم الأمريكي للسعودية في عدوانها على اليمن، ورغم أن الفارق كان 44 – 55 صوتا لصالح بقاء الدعم إلا أن ذلك أوصل صوت اليمن إلى مراكز صناعة القرار الأمريكي.
وزير الدفاع الأمريكي طالب ابن سلمان بإيجاد مخرج للحرب في اليمن.
الأمين العام للأمم المتحدة وصف الحرب في اليمن بأنها أغبى حرب عرفها التاريخ، وهو يقصد بذلك محمد بن سلمان ونظامه الذي أشعل هذه الحرب.
منظمة هيومن رايتس واتش طالبت بإنزال العقوبات بمحمد بن سلمان لما اقترفه من جرائم في اليمن، وإعاقته وصول المساعدات الإنسانية، بإغلاق الموانئ والمطارات اليمنية.
اكبر كابوس طارد ابن سلمان هو سقوط الصواريخ اليمنية في المطارات والمدن السعودية بحيث فاجأت المجرم ابن سلمان فهرف قائلا : أن إطلاق الصواريخ دليل ضعف الحوثيين!! وهو بذلك يريد أن يطمئن جيش الكبسة والمرتزقة.
هل سمعتم عن خبل مثل هذا؟!
المظاهرات والمسيرات واجهت محمد بن سلمان في معظم المدن الأمريكية التي زارها.
اكبر كابوس واجه ابن سلمان عندما ذهب للاجتماع برجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين، إذ ووجه بعدم الاستقرار في مملكته الداعشية، ولا يمكن لرأس المال أن يغامر بالاستثمار في بلد غير مستقر سياسيا، والصواريخ تطال عاصمته، لكن العجب العجاب أن ابن سلمان يصدر المليارات إلى الغرب ويطالب رجال الأعمال أن ياتوا ليستثمروا في مملكته، أي مفارقات يعيشها هذا المغرور؟! إذ تقول التقارير الاقتصادية أن للسعودية 25 الف مليار في المصارف والبنوك الأمريكية، لكن المملكة لا تستطيع أن تسحب دولارا واحدا من هذه الأموال. ومع ذلك ذهب ليطلب العون من اليهود الأمريكان، واسترضائهم بالصعود إلى عرش المملكة، ومقابل ذلك معاداته لايران، والتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على إنجاز صفقة القرن، وبيع القدس، والقضية الفلسطينية كما باع جده عبد العزيز فلسطين، ثم فوق هذا كله ضخ المزيد من المليارات في مفاصل الاقتصاد الأمريكي كما يطالب ترامب.
كابوس اليمن يلاحق ابن سلمان في الخارج والداخل، في حله وترحاله، ففي الداخل اعتقالات لرجال المال والأعمال ورجال الدين والأسرة، ونهب المستثمرين،ً وهروب رؤوس الأموال، وإقالة قيادات في الجيش والأمن؛ من أمثال رئيس الأركان العامة للجيش، وقائد القوات البرية، وقائد القوات الجوية، وذلك ثأرا للهزائم التي لحقت بجيش الكبسة.
وكلما لاحقه كابوس الهزائم في اليمن ، ذهب لينتقم من الأطفال والنساء والمرضى والمزارعين العزل، وتدمير الطرقات والبيوت على ساكنيها في اليمن.
اغرب تصريح قول ابن سلمان انه يراهن على انشقاق الحوثيين. يا لها من سذاجة من غر لم يعرف أبجديات علم السياسة، ولم يتعظ من الأحداث.
لقد راهن على عفاش وكان رهانه خاسرا، فتعود على الخسارات. حروب آل سعود العدوانية على اليمن تعكس إصلاحات على مواطني المملكة منذ العام 1962 م.
الإصلاحات التي يدعيها ابن سلمان هي في المعظم انعكاس للحرب على اليمن، لكن الغرب الامبريالي يستخدم حرب اليمن لابتزاز المملكة من خلال بيع الكثير من أدوات القتل والموت والقمع. ابن سلمان فوق انه قاتل، هو كاذب، قال في إحدى إجاباته الصحفية : أن العدوان على اليمن حافظ على وحدته، والعكس هو الصحيح.
بحار الدم التي يسفكها ابن سلمان في اليمن ستلاحقه، وستكتب نهايته، ونهاية مملكته بإذن الله. والأيام بيننا يا ابن سلمان.