من بين أكثر الأسئلة تعقيدا والتي يمكن توجيهها إلى أحد النواب هو السؤال عن زميلهم الدكتور عبدالوهاب محمود فالجميع يجهلون أين هو النائب الذي كان لمدة طويلة نائبا◌ٍ لرئيس المجلس وواحدا◌ٍ من المؤثرين على سير الأعمال داخل القاعة وخارجها .
وسيضع لك النواب عدة احتمالات أما أنه مريض ويعاني من كذا وكذا وأما أنه مسافر خارج البلاد من مدة أو أنه غادر العمل السياسي وقاطع الظهور دون أن تجد جوابا مقنعا .
ولد عبد الوهاب محمود في منطقة اسمها مسفر تابعة لمديرية صبر محافظة تعز في العام 1942 .
بدأ تعليمه في معلامة كما هو حال أقرأنه في تلك الفترة وتدرج حتى نال درجة الدكتوراة بالاقتصاد وبالتزامن مع ذلك ارتبط بالعمل السياسي واختار حزب البعث العربي الاشتراكي مقتنعا◌ٍ بأفكاره التي بذرها (ميشل عفلق) وانتخبه أبناء دائرته ليس باعتبارهم ينتمون إلى ذات التوجه السياسي وإنما لشخصه ومكانته الاجتماعية التي ورثها عن والده محمود عبدالحميد , وهو ما جعله مرشحا◌ٍ نافذا◌ٍ يصعب منافسته إلى جانب تقديمه العديد من الخدمات للمنطقة خاصة أثناء تقلده لمناصب قيادية بالحكومات السابقة .
لقد أدى به المرض وتلقيه العلاج في بلد أجنبي وبقاؤه تحت المراقبة الطبية إلى الابتعاد عن المنطقة التي يحظى بقيمة كبيرة فيها وربما أن أكثر ما كان يمكن له أن يقدمه وضع حد للحرب المائية في منطقته والمعروفة بحرب مشرعة وحدنان والتي تتوقف لتنشب من جديد¡ وقد ذهب العديد من أبناء هذه المنطقة ضحايا للظماء والرصاص المتبادل بين أبناء العمومة الذين فشلت وساطات كثيرة في إعادتهم إلى السلام المستمر .
إن أكثر ما يجيده النواب هو النسيان فبمجرد أن تغادر بوابة البرلمان يتركون لك حالك ولا يتذكرونك لا سلبا◌ٍ ولا إيجابا◌ٍ كما علق أحدهم .
وهو حال لا يفرق كثيرا عن أبناء حزبه الذين لم ينسوه لكنهم ظلوا يهتمون به كي يرشدهم إلى حيث يجب أن يتجهوا للحصول على ما يقي الحزب من أن يصبح بلا مقر …
Prev Post
Next Post