مليشيا العدوان في الجنوب تفصح عن دورها الجديد .. حروب الداخل لن تكون الأخيرة
أبو بكر عبدالله
في كل مرة يقدم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات المزيد من الدليل الذي يؤكد للعالم أنهم ليسوا سوى لاعبي ادوار قذرة ولن يكون آخرها التصريحات الصادمة لقادة المجلس الجنوبي التي أفصحت بالصوت والصورة عن استعدادهم قيادة حرب بالوكالة عن تحالف العدوان السعودي الإماراتي ضد إيران.
دور جديد إذا لهذه المليشيا يتجاوز الداخل المحاصر إلى الخارج المفتوح كشف جانبا منه عيدروس الزبيدي في تصريحات بثتها قناة “الحرة” الأميركية أعلن فيها استعداد مليشياته، العمل تحت قيادة تحالف العدوان السعودي الإماراتي ضد إيران لتثبيت ما سماه “الأمن القومي العربي”.
تصريحات الزبيدي لم تكن الوحيدة إذ تزامنت مع أخرى لهاني بن بريك نشرتها الصحافة السعودية لوح فيها بإمكان تزويد السعودية والإمارات المليشيا الجنوبية صواريخ باليستية لدك الأراضي الإيرانية بل واستعدادها إطلاق عمليات عسكرية ضد إيران من ” المناطق المحررة” مؤكدا استمرار وقوف مليشياته المسلحة مع السعودية والإمارات ليس ضد اليمن وحسب بل وضد أي دولة يكن لها الراعي السعودي والإماراتي العداء.
الموقف ذاته عبر عنه كذلك القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي احمد لملمس الذي خاطب أمس المبعوث الأممي مارتن غريفت غداة أول لقاء جمعه وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في أبو ظبي، عبر تغريدة بحسابه على “تويتر” قال فيها ” نريد جنوبنا وسنساهم معكم أن يحل السلام حولنا”.
نعرف مسبقا أن هذا الخطاب جزء من البروبغاندا الدعائية لدول تحالف العدوان تجاه إيران، لكنه بالمقابل كشف الأجندات الخفية في محاولاتها المحمومة إقناع داعميها الدوليين (أميركا وبريطانيا) دعم بقاء هذه المليشيا مقابل استخدامها للعب أدوار تخريبية تتجاوز الإطار المحلي إلى الاقليمي والدولي وفي المقدمة إشعال حرب جديدة بالوكالة ضد إيران وحلفائها في المنطقة تعوض تحالف العدوان انحسار أدواتهم القديمة المتمثلة بتنظيمي القاعدة وداعش.
قد تكون التصريحات المتزامنة لقادة مليشيا المجلس الانتقالي مناورات سياسية وقد تكون جاءت في إطار الضغوط التي يمارسها تحالف العدوان أملا في تعاط دولي مع الإطار الجديد لملف الجنوب يعزز موقفه التفاوضي، لكن حماسهم المنفلت بإشاعة مخاوف إقليمية ودولية أوقعهم في الفخ بعدما قدموا أنفسهم للعالم عصابة مسلحة تهدد الأمن الإقليمي والدولي وهو توصيف سياسي وقانوني حتما سيظهر إلى العلن مجرد حصول تغيير بسيط في المعادلة القائمة اليوم في الجنوب.
محتوى هذه التصريحات وغيرها انطوى على تهديد من دول تحالف العدوان بتحميل المجتمع الدولي مسؤولية عدم الاستجابة لمخططهم في تقسيم اليمن إلى دويلات بما في ذلك التداعيات التي قد تهدد أمن المنطقة وهو محتوى يتوازى مع ما تضمنه تقرير لجنة الخبراء الأممية من تحذيرات بشأن خطر هذه المليشيا على الأمن اليمني والإقليمي.
ما ينبغي على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إدراكه أن خطر هذه المليشيا وإن كان اليوم محصورا في اليمن وجواره الجغرافي فإن المرجح أن يتوسع في المستقبل ويخرج عن السيطرة خصوصا في ظل تعدد كياناتها المناطقية المتصارعة وغياب القيادة الموحدة والمستقلة وتعارض رؤيتها السياسية مع الرؤية المعتمدة لدى المجتمع الدولي بشأن مستقبل اليمن.
المعطى الواضح أن الجنون الذي يقوده تحالف العدوان السعودي الإماراتي في اليمن صار اليوم يتجاوز مساعي إنتاج معطيات تتيح له فرض السيطرة السهلة على الجنوب وموارده الاقتصادية والحيوية إلى إنتاج عوامل تهديد حقيقية قد تعصف بأمن المنطقة لعقود وما يحدث في المحافظات الجنوبية في الحدود اليمنية العمانية وفي المياه الدولية المشاطئة لليمن والقرن الإفريقي يؤكد أن بقاء هذه المليشيا تحت السيطرة سيكون امرأ بعيد المنال.
وقياسا بطموحات الغازي الاماراتي في الجنوب وحساباته الجيوسياسية فالمرجح أنه لن يتردد بتوريط مليشياته بتصرفات تهدد الملاحة الدولية جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن كما لن يتردد بتحويل الجنوب إلى منطقة صراع إقليمي دولي أو رأس حربة لتهديد دول الجوار الخليجي والأفريقي ولعل الانتكاسات التي واجهها مؤخرا مشروعه بالسيطرة على موانئ الصومال ومصادرة الحكومة الصومالية أموالا إماراتية كبيرة كانت في طريقها إلى فصائل متناحرة هناك تؤكد أن المنطقة قادمة على سيناريوات مفتوحة على كل الاحتمالات.