“مسيرة العودة والتآمر العربي والأممي”
أمين النهمي
تحية إجلال وإكبار للشعب العربي الفلسطيني الذي انتفض في “يوم الأرض” بمسيرات جماهيرية حاشدة في الضفة والقطاع، ليقول كلمته الفاصلة، لا بديل عن فلسطين ولا حل الا بالعودة، وأنه مازال متمسكا بحقه وقضيته؛ ولا يمكن لهذه الأرض أن تمحى من عقول وقلوب الشعب الفلسطيني؛ متحدياً صفقة القرن التي اطلقها ترامب؛ والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء القدس للكيان الصهيوني الغاصب، وتوفير الأمن والحماية له.
كما أن فعاليات مسيرة العودة الكبرى شكلت حدثًا فارقًا في التاريخ الفلسطيني المعاصر، وشكلت لوحة صمودية أسطورية وحدوية مشرّفة، غابت فيها الشعارات الخاصة، وكانت راية العلم الفلسطيني تعتلى هامات الثوار، كخطوة أولى وضرورة وطنية على طريق توحد الفصائل الفلسطينية في القرار السياسي وميدان الصمود، لمواجهة العدو الإسرائيلي، وإعلان استمرارهم في الصمود والنضال لاسترجاع حقهم المغتصب مهما بلغت التضحيات.
وعلى صعيد المواقف العربية المنددة بالمجزرة البشعة التي ارتكبها الكيان الغاصب وراح ضحيتها أكثر من ألف وخمسمائة ما بين شهيد وجريح؛ فإن مسيرة العودة الكبرى كشفت الوجه القبيح للأنظمة العربية، وأمراء النفط الذين يتسابقون إلى البيت الأبيض للتسبيح بحمد ترامب، وكسب رضاه بمزيد من المليارات والمواقف المخزية، وعقد المؤامرات مع زعماء الجاليات اليهودية، والتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني من أجل البقاء والمحافظة على عروشهم.
أما على الصعيد الأممي فإن أمريكا وبريطانيا أفشلتا قراراً بمجلس الأمن يدين الكيان الصهيوني بعد قمع مسيرات العودة، بل وصلت الوقاحة الأممية إلى إدانة الضحية والتضامن مع الجلاد، وهو ما تم الكشف عنه باتهام حماس بالوقوف خلف أعمال العنف.
مواقف عربية وأممية مزرية؛ باستثناء محور المقاومة، الذي ظلت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في وجدانه؛ كقضية مركزية، وموقف مبدئي وثابت لايمكن التراجع عنه، وشكلت القضية الفلسطينية لدى محور المقاومة منطلقا رئيسا لحل مشكلات الأمة العربية والإسلامية، وليس خفيا من أن الدافع الأساس للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن؛ والذي دخل عامه الرابع؛ هو معاقبة الشعب اليمني لإصراره على نصرة القضية الفلسطينية.
الشعب الفلسطيني المظلوم والأعزل بحاجة اليوم إلى ما هو أكبر من الإدانات المتعارفة والدبلوماسية للجرائم الصّهيونية أي إجراءات عملية لدعمه وإنهاء الاحتلال وجرائم الكيان الصّهيوني لأراضيه، وعاشت فلسطين حرة أبية، والقدس عاصمتها الأبدية.