وحين سُئِلتُ.. بِمَ تفكّر ؟
أشواق مهدي دومان
قلتُ : في خطاب السّيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي ( حفظه ورعاه وسلّمه ونصره )، وقد شدّد فيما شدّد على ضرورة مقاومة الحرب النّاعمة ،وضرورة الانتصار فيها للأخلاق المحمّديّة ، باعتبار هذه الحرب أشرس وأقوى من أيّ حرب ومعركة؛ فهي حرب توجّه سهامها للقلب والعقل والروح وحين تصيب هدفها وتعدم القيم في الروح فموت الجسد أسهل من السّهل،وقد أُعلِن عنها في ظرف وزمن عجزت ترسانة أمريكا و إسرائيل أن تتجاوز رجال الله بقوّة السّلاح العسكري في كلّ فكر ووطن مقاوم لإسرائيل ،فكانت الحرب النّاعمة كمحاولة أخيرة لإضعاف الأقوى ،و تدنيس الأطهر ،و تمييع الحقيقة ،و تهويد الكون .
السّيّد القائد : خاطب عن واقع مؤلم ،
فيا سّيّدي :
كم تحمّلتَ ،وكم تسامحتَ، وكم تغاضيتَ، ولكنها النّاعمة حرب لا جدال، ولا تراخي في مواجهتها فهي حرب كالأفعى ناعمة الملمس وسمّها قاتل فتّاك.
فلتبدأ الانتصارات الأخلاقية في حرب الفضيلة ضدّ الرذيلة ،لتبدأ الانتصارات بالعفة، والحياء وخاصّة والنّت شغّال على قدم وساق لهدمنا قيميّا وسلوكيّا،
لننتصر ونهزم المعصية والرّذائل ،والأمر بالسّوء ،علما بأنّ الانهيار الأخلاقي على مقربة من النّفوس الضّعيفة ،المريضة ،ومسافة وصولها كمسافة ما بين اليد والهاتف الجوّال ،
وكلّ رذيلة مبيوعة على قوارع الهوى ،رخيصة ،سهلة ،و قد سجد لها المسوخ ، والمنحرفون عن الصراط المستقيم ،وكان نتاجها الفواحش ما ظهر منها و ما بطن.
لم يتكلم السّيّد القائد إلا وقلبه موجوع من أمة قد تنهار كلّيّا ،وخاصة وأنّ الحرب سهامها موجهة بالذات لقتل الروح (المؤمنة والنفس اللوامة والتائبة) و هي حرب عامّة ،و إن ركّزت على فئة من ينتصرون بالروح والدم في ساحات المعارك وسلاحهم النار والبندقيّة والرصاص والباليستي ،فجعلت باليستيها ضرب العفّة والحياء بحرب ليس بها طلقة نار ،وبالعكس ففيها كلّ النعومة ولعلّها الأشد والأنكى.
فيا سيّدي القائد : قلتَ وصدقتَ، وشهدتَ وبلّغتَ ،وقدّمتَ حجّتك أمام الله ( تعالى) ،فمن يريد العزّة فلله وفي طريقه وعلى نهجه ،ومن يريد الذّلّة فلينهزم في حرب هي الأشدّ والأعتى من القنابل والصّواريخ المحرّمة دوليّا ،
و إن كانت القنابل بكلّ مسمّياتها ،والصّواريخ بكلّ أنواعها محرّمة دوليّا ،فالفاحشة وحربها النّاعمة محرّمة إلهيا ،وربانيّا وما حرّم الله فلا يحلّ طال الزّمان أو قَصُر.