الشهيد لطف القحوم

قض مضاجع العدوان وألهب قلوبهم بالرعب
منظومة حربية فتاكة كان لها دور كبير في ردع العدوان ومرتزقته في مختلف الجبهات وترهيبهم في عقر دارهم ,سلاح صوتي مزود بتقنيات خاصة أضفت إليه حماسة الكلمات وعنفوانها طابعا خاصا عزز من أداء ذلك السلاح وقوته , ما جعله احد ابرز أسلحة المجاهدين الشخصية في مواجهة ترسانات العدو المهولة .
انها منظومة الشهيد لطف القحوم وزوامله الحماسية الشعبية التي لا تغيب عن مسامع وأذهان اليمنيين قط , بل أصبحت روتينا يوميا يزود المجاهدين بمعنويات تفوق قمم الجبال ومكر الأعداء .. الى التفاصيل :
لطف محمد زيد يحيى القحوم:
أب لأربعة أطفال ثلاثة أولاد وبنت (جبريل-كميل -سلسبيل – ذو الفقار) غادر هذه الحياة وفضل الاستقرار الأبدي وهو في ريعان شبابه 28 عاما , كان نبأ وفاته كالصاعقة على قلوب اليمنيين لم يكونوا على علم بأن صاحب الصوت المزلزل الذي ارهب العدو وأضفى من حماس الأبطال في ميادين الشرف والبطولة قد ذهب ليجاهد بنفسه تاركا خلفه ملذات الحياة وشقاءها.
الشهيد لطف القحوم لسان حال الجبهات وصوتها الصادع بالقوة والبسالة والبأس الشديد , كان عاشقاً للجهاد وسباقاً في خوض غمار المواجهة مع العدو حتى وهو في الأيام الأولى من زفافه حيث ذهب للجبهة في حرب صعدة بعد أسبوع من زفافه وكان يستمر فيها لأشهر عديدة, كان همه الأكبر الجهاد , ففي حرب كتاف غاب ما يقارب ثمانية أشهر متواصلة ,كان من السباقين في المواجهات في أي جبهة ودائماً ما يكون في الصفوف الأولى لا يخشى الموت ولا يهاب العدو كأنما ولد بين قذيفتين ,لكن في إحدى المرات جاء له توجيه من السيد بعدم الذهاب إلى الجبهة فاستجاب حينها الشهيد لطف لتوجيه السيد وبقي في بيته وهو يشق عليه البقاء وبعدها اطلق زامله ((الشهادة لي شرف والموت غاية.. سيدي عبدالملك عفوا دمايا )) رداً على توجيه السيد بمنعه للذهاب الى الجبهات .
مناقب وحياة الشهيد كانت مليئة بالمواقف البطولية الشجاعة التي ينهل من مناقبها كل من أراد الحياة بعزة وكرامة ..لم يكتف الشهيد القحوم بالدور الذي كان على عاتقه وهو يصول بصوته الجبار عمق العدو ويرعب الأعداء في عقر دارهم إلا انه كان يذهب ليردد زوامله بذات نفسه في ميادين العزة والشرف وقد كان غالبا ما يقول الشهيد لطف (أنا ما خلقت امسك الميكرفون أنا خلقت أجاهد أنكل بأعداء الله , انا ما أنا منتظر لما يدخلوا لي أعداء الله لا وسط بيتي وأموت موت الجبناء ) ولهذا كان عليه السلام لا يطيق البقاء في البيت وجل وقته يقضيه في الجبهات وميادين الشرف والبطولة وقد تعرض للإصابة في أكثر من مرة منها خمس مرات ,في كتاف دماج وفي الحدود (جبل الرميح) وفي الحدود مرة أخرى وفي منطقة القطعة وذات مرة أصيب بقنبلة كان الأعداء قد رموها باتجاهه هو وزملائه فقام وبكل شجاعة وأخذها من الأرض وبينما يريد إعادتها للأعداء انفجرت في يده .
أمثال الشهيد لطف القحوم سيخلد التاريخ ذكراهم بحروف من نور وبصفحاته الخالدة التي لا تفنى , رحل لطف لكن صوته مازال حيا في وجدان اليمنيين ويعزفون على هزير صوته ملامح النصر وسمفونية التنكيل .
استشهاده
في آخر زيارة له لمنزله كانت والدته تبكي على رحيل ابن شقيقها الذي استشهد في جبهات العزة والكرامة فقال حينها لوالدته لا تبكي يا أماه فالجهاد في سبيل الله طريقنا والشهادة غايتنا والقرب من الله أسمى أمانينا , وقام باحتضان والدته وبكى بكاء شديداً.
وعن استشهاده يقول والده محمد القحوم : قررنا أن نذهب انا وولدي لطف إلى جبهة صرواح وبينما كنا في طريقنا قلت له انا ما عاد افلتك عادسير معك الجبهة ورجلي على رجلك , قال ابشر ومضينا في طريقنا حتى نزلنا من فوق الطقم وقام هو بالتحرك مع رفاقه نحو جبل هيلان في صعدة ..فقررت اللحاق بهم وبينما كنت امشي خلفهم حتى التفت إلى الشهيد لطف وقال لي إلى أين ذاهب , قلت له معك هذه اتفقنا نسير جمعة , قال لي الشهيد مش كلنا يا أباه والجهال لمن , فقررت الرجوع وعدت مع الطقم الى صنعاء ومضى هو ورفاقه إلى جبل هيلان وماهي إلا أيام حتى تلقيت نبأ استشهاده والحمدلله الذي اصطفى ابني لطف شهيدا في سبيل الله والوطن .
. نال الشهيد لطف القحوم ما تمناه طوال حياته وسعى اليه ونال منزلة الشهداء بقرب الأنبياء والصديقين واستشهد في سبيل الدفاع عن أرضه ووطنه.

قد يعجبك ايضا