الثورة/ خالد النواري
كغيره من القطاعات الأخرى فقد تعرض قطاع التعليم لدمار هائل نتيجة القصف الهمجي من قبل العدوان الغاشم الذي تقوده جارة السوء المملكة العربية السعودية وحلفائها ، الأمر الذي ألحق بهذا القطاع ضرراً هائلاً جراء تدمير البنية التحتية التعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد فنية ومهنية.
ومع حلول العام الرابع للعدوان الكوني على بلادنا يتواصل الحقد السعودي على وطن الحكمة والإيمان والتدمير الممنهج لكل خيراته ومكتسباته وبنيته التحتية ، حيث تعرضت المئات من المدارس وعشرات المعاهد الفنية والتقنية والجامعات الحكومية للقصف والتدمير الذي كشف حقد قوى العدوان على مكتسبات الشعب اليمني.
استهداف متعمد
ونظراً لأهمية قطاع التعليم الفني والتدريب المهني كإحدى ركائز التعليم ويرفد سوق العمل بالعديد من الكفاءات الفنية المتخصصة في مختلف المجالات ، فقد تعرض لهجمة شرسة من قبل العدوان الذي سعى لإلحاق أكبر الضرر بمنشآت التعليم الفني من معاهد تخصصية وكليات المجتمع رغم أنها منشآت مدنية تعليمية ويجب تحييدها عن الصراعات والاستهداف أثناء النزاعات إلا أن العدو ضرب بكل تلك المواثيق جانباً ولم يتوان عن تدمير كل شيء جميل بما في ذلك المعاهد المهنية التي كانت تشكل مكسباً كبيراً للبنية التحتية في قطاع التعليم الفني ببلادنا والتي تم تشييدها بملايين الدولارات خلال السنوات الماضية.
العديد من المعاهد التقنية والصناعية والفنية وكليات المجتمع طالها العدوان الهمجي الذي استهدف الأرض والإنسان وسعى لقتل كل الآمال والتطلعات لمستقبل أفضل عبر أداة التدمير التي طالت نحو (84) منشأة تعليمية حكومية وخاصة تعرضت للقصف المباشر الذي أدى إلى تعرض تلك المنشآت لدمار كلي وجزئي.
وبلغت التكلفة التقديرية الأولية للأضرار التي لحقت بمنشآت وزارة التعليم الفني والتدريب المهني جراء القصف المتعمد من قبل العدوان السعودي الغاشم نحو (100) مليار ريال ، منها قرابة (56) مليار ريال تكلفة تقديرية أولية للأضرار التي لحقت بالمباني والإنشاءات ، وقرابة (24) مليار ريال تكلفة تقديرية أولية للأضرار في التجهيزات والمعدات التي تحتوي عليها المنشآت التي تعرضت للقصف ، ونحو (11) مليار ريال تكلفة تقديرية للأضرار المتصلة بخسارة الفرص التدريبية للطلاب الملتحقين بتلك المنشآت التعليمية بالإضافة إلى الأضرار المتعلقة بالأجور والمرتبة الخاصة بالكادر التعليمي.
ونتيجة للتدمير الكبير الذي طال عدداً كبيراً من منشآت وزارة التعليم الفني وقطاعاتها التعليمية فقد ترتب على ذلك انخفاض كبير في الطاقة الاستيعابية للطلاب الدارسين وبنسبة تصل إلى (62%) ، حيث كان عدد الطلاب المنخرطين في العملية التعليمية خلال العام الدراسي قبل العدوان (15287) طالب وطالبة ، وبعد قصف المنشآت التعليمية التابعة لوزارة التعليم الفني فقد شهد العام الدراسي 2015م انقطاع (9500) طالب وطالبة عن الدراسة في 29 مؤسسة تعليمية ليصل العدد الإجمالي للطلاب الملتحقين بالدراسة (5787) طالباً وطالبة ، وبلغت أعلى نسبة لانقطاع الطلاب عن الدراسة في محافظات البيضاء وتعز وصعدة وعمران ولحج وبنسبة (100%) وهو إجمالي الطلاب الدارسين في كل محافظة.
كما ترتب على العدوان وقصف المنشآت التعليمية الفنية تراجع عدد الكادر التعليمي والتدريبي في المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني وبنسبة تصل إلى (58%) ، حيث كان عدد الكادر التعليمي في معاهد التدريب الفني والصناعي والتجاري وكليات المجتمع قبل العدوان (3315) ، وبعد العدوان تغيب (1928) كادراً تعليمياً فيما واصل العملية التعليمية (1387) كادراً.
نيران الحقد
ولم تكن المنشآت الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي في منأى عن الاستهداف والقصف المتعمد من قبل طائرات العدوان السعودي الغاشم الذي صب نيران الحقد على القاعات والمعامل في مختلف الكليات التخصصية في عدة محافظات.
وطال العدوان لنحو (118) منشأة تابعة للتعليم العالي والتعليم الجامعي الحكومي والأهلي ملحقاً بها أضراراً كلية وجزئية وخسائر مادية كبيرة تقدر بأكثر من 300 مليون دولار.
وكانت مرافق ومنشآت جامعات صنعاء وعدن وتعز والحديدة وإب والبيضاء وذمار وصعدة وحجة شاهدة على همجية العدوان التي طالت منابر التعليم مستهدفة أحلام الشباب جيل الحاضر وأمل المستقبل.
ولم يقتصر العدوان على الجامعات الحكومية حيث طال عدداً من الجامعات الأهلية التي كانت في مرمى صواريخ العدوان وعددها (12) جامعة منها جامعات الملكة أروى وجامعة آزال والجامعة الإماراتية الدولية والجامعة العربية للعلوم والجامعة اللبنانية وجامعة تونتك والجامعة الوطنية بتعز وجامعة الحضارة بعدن وكلية أكسفورد والأكاديمية اليمنية وجامعة الشرق الأوسط وجامعة سبأ.
وترتب على العدوان تضرر عدد آخر من الجامعات التي لم يطالها القصف المباشر والتي تعرضت للنهب والتدمير من قبل الجماعات الإرهابية كما حدث بجامعة حضرموت التي تم نهب معداتها وتجهيزاتها من قبل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي .. كما تعرضت جامعات أخرى للنهب في المحافظات الخاضعة لسيطرة مرتزقة العدوان السعودي والتي تم اتخاذ عدد منها كثكنات عسكرية وأماكن تجمعات للمرتزقة.
معول الهدم
معول الهدم الذي طال مختلف الجامعات اليمنية جاء في إطار منهجية العدوان التي هدفت بالدرجة الأولى تحطيم آمال الأجيال المتعقبة بتدمير منشآتهم التعليمية وإيقاف عجلة الدراسة وتجهيل الشعب إلا أن تلك الأهداف تحطمت أمام عزيمة الشباب الذين أصروا على الانتظام في جامعاتهم رغم الصعوبات والعراقيل التي فرضتها ظروف العدوان والتي تسببت في حرمان أكثر من 350 ألف طالب وطالبة من مواصلة تعليمهم الجامعي لأسباب أمنية واقتصادية ومنها ما هو متعلق بالتدمير الكلي الذي طال بعض المرافق التعليمية.
تعليم منتظم
وبالرغم من الهجمة الشرسة التي طالت مختلف المرافق التعليمية إلا أن تلك الأعمال العدوانية لم تثن عزيمة الإنسان اليمني الذي تسلح بالإصرار والصمود في وجه العدو المتغطرس وأصر الكادر التعليمي على فتح القاعات الدراسية للطلاب الذين لم ترهبهم أصوات الطائرات وأزيز الصواريخ حينما شقوا طريقهم بثبات للانخراط بالعملية التعليمية التي سارت بانتظام رغم كل محاولات العدوان في إيقاف الدراسة بمختلف السبل .. حتى أن العملية الدراسية استمرت تحت أنقاض بعض المدارس المدمرة جزئياً .. وفي ظروف أخرى تلقى التلاميذ تعليمهم تحت الأشجار بعد الدمار الكلي الذي طال مدارسهم وحولها إلى ركام.
وبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضها العدوان في ظل سياسة الحصار براً وجواً وبحراً وما ترتب عنها من تأخر صرف مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة إلا أن الكادر التعليمي ضرب أروع القيم حينما أصر على تقديم رسالته التعليمية بأمانة وكفاءة عالية مستشعرين روح المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه الأجيال الملتحقة بركب التعليم والتطلع للانطلاقة نحو المستقبل الواعد بالخير والعطاء.
أضرار كبيرة
ونالت منشآت وزارة التربية والتعليم نصيب الأسد من الاستهداف الممنهج منذ الأيام الأولى للعدوان لتبلغ الحصيلة أرقام كبيرة جداً من الخسائر والأضرار التي تقدر تكلفتها الإجمالي بنحو نصف مليار دولار ، حيث كانت المدارس ومقاعد الطلاب الدراسية هدفاً أساسياً لصواريخ العدو التي طالت نحو (2239) مدرسة ومكتب ومرفق تربوي ، وأسفرت عن دمار كلي لنحو 300 مدرسة ومرفق تربوي ، فيما أسفرت الغارات العدوانية عن وقوع أضرار جزئية في 1300 مدرسة ومرفق تربوي.
وفي ظل العدوان وما ترتب عليه من قصف أماكن آهلة بالسكان فقد شكلت المدارس والمرافق التربوية ملاذاً لأعداد كبيرة من النازحين الذين لجأوا إليها لتأويهم وذويهم من حر الشمس نهاراً وصقيع البرد ليلاً ، فبلغ عدد المدارس والمرافق التربوية التي استخدمت كمواقع للنازحين نحو (800) منشأة تعليمية ، وبعد ترتيب أوضاع النازحين تم إخلاء (700) منشأة تعليمية.
وتتصدر محافظتا تعز وصعدة من حيث دمار منشآتها بعدما سويت البنية التحتية فيهما بالأرض وفي مقدمتها المرافق التربوية والتي بلغت (371) مدرسة مدمرة كلياً وجزئياً بمحافظة تعز ، و(252) مدرسة تعرضت للتدمير الكلي والجزئي بمحافظة صعدة، فيما احتلت أمانة العاصمة المرتبة الثالثة من حيث استهداف منشآتها التعليمية بواقع (244) مدرسة مدمرة جزئياً وكلياً .. ثم محافظة ذمار التي تعرضت (197) مدرسة فيها للقصف ، وفي حجة تعرضت (145) مدرسة للقصف والتدمير ، كما تم قصف (134) مدرسة في محافظة لحج ، وفي محافظة إب تعرضت (110) مدارس للتدمير الكلي والجزئي ، كما نالت محافظة أبين نصيبها من القصف الوحشي لطائرات وبوارج العدوان حيث تم تدمير (102) مدارس كلياً وجزئياً وبعضها اتخذت كمراكز إيواء للنازحين..
وفي محافظة مارب تعرضت أغلب المرافق الخدمية للقصف الممنهج ويكاد القطاع التعليمي الأكثر تضرراً بالمحافظة بواقع (101) مدرسة دُمرت كلياً وجزئياً واتخذ ما تبقى كمراكز إيواء للنازحين.. كما أن محافظتي صنعاء والضالع احتلتا المرتبة العاشرة ضمن المحافظات الأكثر تضرراً على صعيد منشآتها التعليمية بواقع (84) مرفق لكل منهما تعرضت للقصف الكلي والجزئي.
وتأتي بعد ذلك محافظة المحويت بقصف 73 مدرسة فيها ، كما تعرضت (71) مدرسة للقصف في محافظة عمران ، وفي محافظة البيضاء كانت (69) مدرسة هدفاً لصواريخ العدوان ،وفي ثغر اليمن الباسم عدن تم استهداف (66) مدرسة .. أما في محافظة شبوة فقد تعرضت (60) مدرسةً للقصف والتدمير الكلي والجزئي .. وفي محافظة الجوف دُمرت (45) مدرسة ، بينما احتظنت (45) مدرسة بمحافظة ريمة النازحين الذين فروا من أماكن المواجهات كما هو الحال بالنسبة لمحافظة حضرموت حينما تم فتح (22) مدرسة للنازحين ، بينما تعرضت (31) مدرسة للقصف بمحافظة الحديدة.