في حضرة الشهيد الخيواني
محمد صالح حاتم
الحاضر الغائب، الغائب بجسده الطاهر ،والحاضر بفكره و كلماته، وقلمه بكتاباته وصوته وموقفه الرافض والمناهض للعدوان قبل ان يُشنّ على بلادنا عسكريا ،والرافض للخضوع والاستسلام لقوى للظلم والطغيان، هذا هو الشهيد والثائر والأديب والكاتب والإعلامي الكبير عبدالكريم الخيواني الذي اغتالته رصاصات الغدر والخيانة ،رصاصات تحالف قوى الشر والعدوان يوم 18مارس 2015م، فالعدو قبل انّ يشن عدوانه على اليمن في 26مارس 2015م، كان قد بدأ بشن حقده وغدره وانتقامه من رجال الفكر المستنير والقلم الشريف والصوت الحر في اليمن، أصحاب مشروع الدولة المدنية الحديثة ،دولة النظام والقانون دولة المؤسسات والعدالة والمساواة باغتيال الدكتور جدبان والمتوكل وشرف الدين والزامكي وشهيدنا عبدالكريم الخيواني وغيرهم الكثير الكثير ،ممن كانوا يحملون فكرا وطنيا حرا وشريفا .
فالخيواني كان يقف في صف الشعب ويقاوم الظلم والطغيان والجبروات والأستكبار،كان ناشطا سياسيا وحقوقيا وكاتبا باسم شعب،لم يكن كاتب سلطة ولامتملقاً لحاكم،ولا ساكتاً عن مظلومية تعرض للحبس والتعذيب نظرا لمواقفه الوطنية، كان ثوريا ويحمل همّ وقضية أمة ،كان يعرف من هو عدونا الأول قبل ان يشن علينا جامّ حقده،ويقصفنا بشتى أسلحته وهي مملكة الشر السعودية ممثلا في أسرتها الحاكمة، فكان الخيواني يرفض ان تكون اليمن تحت وصاية بني سعود، ومرتهنة لأمريكا وإسرائيل،فكان قلمه حرا ينتقد الخطأ ،يطالب بالحرية والعدالة وسيادة القانون،وحق الشعوب في استغلال ثرواتها،واستقلال قرارها واختيار حكامها،اول من ثار ضد التوريث، وجعل منها قضيته،فالعدو عند اغتياله للخيواني وأقرانه فهو يغتال وطناً بأكمله، ويقتل مشروع بناء أمة، لا يغتال شخصا بعينه أو رجلاً معينا فقط.
الخيواني الثائر الذي ثار في وجه الظلم والقهر والارتهان للخارج.
الخيواني الأديب الذي كتب للشعب وللقيم والأخلاق .
الخيواني الصحفي الذي جعل من مهنة الصحافة وسيلة للرقابة ونقل الحقيقة وكشف الزيف والكذب الذي كان يمارس بحق أبناء الشعب ونهب وثرواته من قبل هوامير الفساد، ومن على شاكلتهم .
الخيواني الإعلامي الذي كان صوته صداحا في كل المحافل والمؤتمرات والاجتماعات الداخلية والخارجية ،الذي كان يقول الحق ولايخاف في الله لومة لائم.
الخيواني صاحب تصحيح مسار الوطنية، الذي كان يتغنى به العملاء والخونة للعدو الخارجي.
ونحن نعيش الذكرى الثالثة لاغتياله، فنحن نعاهد الله ودم الشهيد الخيواني وكل شهداء الفكر الوطني الكلمة والقلم والصوت الحر والشريف،وكل شهداء الوطن اننا على نهجكم ماضون، وعلى خطاكم سائرون واننا سنواصل ما بدأتموه، حتى تحقيق النصر ضد تحالف قوى الشر والعدوان بقيادة مملكة بني سعود، وأرسى مداميك دولة النظام والقانون، دولة الحق والعدالة والمساواة ،دولة مستقلة في قرارها السياسي، وحاكمة على كل شبر من ترابها الوطني ومستغلة لثرواتها.
وكما كان يرددها شهيدنا الثائر :
سنواصل …
سنواصل…
سنواصل…
وعاش اليمن حراً أبياً،والمجد والخلود للشهداء الأحرار ،والخزي والعار للخونة والعملاء.