ومع هبّات نسيم الجمعة

أشواق مهدي دومان
إن كان من حبّ لبشر ، أو إجلال لهم فهو خالص لوجه الله لفيلق منهم فقط ،وحتّى لا تتداخل على ذوي النّفوس المريضة الكلمات ،فمجرد ذكر الله ينزّه ويسامي ويرفع معاني الحبّ لتصل إلَى عنان السّماء أيقونات بها صورهم واحدا تلو الآخر ، وصفّا يتلوه صفّ ،وموكبا يتبعه موكب ،حين طهُرت حروف كلمة حبّ عن كلّ ظنّ ونقص ،كيف لا وقد غسّلها بالماء والثّلج والبرد فأصبحت نقيّة،طاهرة ، لائقة برجال مضافين إليه ( جلّ وعلا ) ،فرجال الله هم جنده وحده ، وليسوا جندا لغيره ، وهم الأطهر والأزكى والأسمى والأكرم والأشرف والأنبل والأقدس ،ولأنّهم الأحقّ بكلّ تقدير فلهم الحبّ قدسيّا طاهرا يليق بقداسة وصفه والأحقّ من بين كلّ الأخلاق والخلق أن يُسمّى سيّد الأخلاق،فالصّدق أسمى ما وصف الله أنبياءه ورسله ، وهم رجاله ،كما أن هؤلاء هم سادة رجاله فهم من يقاتلون في سبيله ،وهم فقط من بين خلقه خصّهم بالصّدق ؛ وشرّفهم به ؛ فقال في كتابه العزيز : ” رجال ”
وهذا إقرار من الله صريح بأنّهم رجال ،لأنّ هناك أشباه رجال ،لكنّ هؤلاء النّافرين في سبيله خفافا وثقالا هم الرّجال وما دونهم فالله عالم بهم،حيث والرّجولة مبدأ،وقيمة ، وموقف، وفداء، ومبادرة دون تردّد أو مظهرة ومنظرة ،الرجولة سلوك أقوى وأوضح من الخيط الأبيض من الفجر ،ولا يحملها إلا من وصفهم الله بسيد الأخلاق،وخصّصهم به فهم رجال ولكن ليسوا أيّ رجال ،إنّهم رجال :
” صدقوا “.
فهل كلّ الرّجال صادقون؟!
أم أنّ الصّادقين منهم من جعلوا الله قبلتهم فولوا وجوههم وأرواحهم قِبَلَه ،رجال صدقوا فاشتروا الجنّة حين شرى الله منهم أرواحهم وأنفسهم وقبل بيعهم ؟؟!!
جمعة مباركة طيّبة

قد يعجبك ايضا