زهور السعيدي
ارتفعت نسبة المصابين بمرض السرطان في الفترة الأخيرة فهنالك حسب الدراسات حوالي 10 ملايين شخص يُصابون بهذا المرض سنويًا وأكثر من 6 ملايين شخص يموتون بسببه فالسرطان عبارة عن ورم خبيث يُصيب خلايا الجسم ويستمر في النمو إلى أن يتسبَّب في موت الشخص المُصاب به بعض الأشخاص المُصابين بالسرطان ينالون الشفاء عن طريق العلاج لكن البعض الآخر لا يستفيدون من العلاجات على اختلاف أنواعها
ويقول المختصون بان الفجوة بين أطباء النساء والتوليد وأطباء الأورام بصورة رئيسة تؤدي إلى أخطاء التشخيص وعدم الكشف المبكر عن الورم السرطاني الخبيث مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمريضة وفقدان فرصة التشافي.
.يشير الأطباء والمختصون إلى أن حوالي 30 % من وفيات السرطان قد تحدث بسبب عدة عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسية هي ارتفاع نسب كتلة الجسم، وعدم تناول الفواكه والخضر بشكل كاف، وقلّة النشاط البدني، وتعاطي التبغ
حيث ان تعاطي التبغ واتباع نظام غذائي غير صحي وقلّة النشاط البدني من عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم. أمّا الإصابة بعدوى مزمنة جرّاء فيروسي التهاب الكبد B و C وبعض أنماط فيروس الورم الحليمي البشري فتمثّل عوامل الخطر الرئيسية التي تقف وراء الإصابة بالسرطان كما أنّ سرطان عنق الرحم الناجم عن فيروس الورم الحليمي البشري من أهمّ أسباب وفاة النساء جرّاء السرطان .
ويمكن الحد من السرطان ومكافحته بتنفيذ الاستراتيجيات للوقاية من هذا المرض والكشف عنه في مراحل مبكّرة والتدبير العلاجي للمصابين به وتزيد حظوظ الشفاء من العديد من السرطانات إذا ما تم الكشف عنها في مراحل مبكّرة وعلاجها على النحو المناسب
عوامل الخطر
يقول الدكتور بشير الصلوي وهو استشاري علاج الأورام والطب النووي بأنه يمكن الوقاية من أكثر من 30 % من حالات السرطان بتغيير أو تلافي عوامل الخطر الرئيسية ومنها:تعاطي التبغ وفرط الوزن والسمنة واتباع نظام غذائي غير صحي ينطوي على تناول كمية قليلة من الخضر والفواكه وقلّة النشاط البدني والعدوى بفيروس الورم الحليمي البشري أو بفيروس التهاب الكبد B وتلوّث الهواء في المناطق الحضرية والتعرّض للدخان الناجم عن حرق الوقود الصلب داخل الأماكن المغلقة.
ويمثّل تعاطي التبغ أهم عوامل الأخطار المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 22 % من وفيات السرطان العالمية و71 % من الوفيات الناجمة عنه حيث يعتبر مرض السرطان من أخطر المشكلات الصحية التي تواجه العالم في الوقت الراهن، كما يعتبر من أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي.
التغذية الصحيحة
ويضيف الدكتور الصلوي أن نوعية وكيفية الغذاء يؤثران بشكل كبير على إمكانية الإصابة بالسرطان، فقد أثبتت دراسة طبية حديثة صادرة عن المنظمة الأمريكية لمكافحة السرطان عن وجود علاقة بين الاستهلاك المرتفع من الدهون وزيادة معدلات الإصابة بالسرطان.
وقد أشارت الدراسات إلى أن حالات تكون الأورام في الجسم ترتفع بصورة خطيرة عندما تبلغ نسبة الدهون من إجمالي السعرات الحرارية المتناولة إلى 25% والتي يتم تناولها بشكل يومي لفترات طويلة من الوقت.
وقد انتهى الباحثون إلى أن تقليل الدهون لأقل من 15 % من السعرات الحرارية يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة بأنواع السرطان المختلفة وخاصة سرطان الثدي وعنق الرحم عند المرأة، وسرطان القولون والبروستات عند الرجل.
ويشير الاطباء إلى ان أهم النصائح الغذائية والطرق الوقائية التي تقي من الإصابة، وبالإخص لمن لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بمرض السرطان، هي:
المواظبة على تناول الخضر والفاكهة على درجة كبيرة من الأهمية كونها وسائل غذائية دفاعية تعمل على تقوية الجهاز المناعي في الجسم وتعزز منه.
فمثلاً تقوم الفاكهة بتزويد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية الهامة كالفيتامينات والمعادن علاوة على أنها المصدر الرئيسي للألياف. بينما يؤدي الإكثار من تناول الخضار إلى امداد الجسم بالمواد الكيمائية النباتية الهامة في تحسين كفاءة الجهاز المناعي لاحتوائها على نسب عالية من مضادات الأكسدة.
وقد خلصت أكثر من دراسة بحثية في هذا المجال إلى أن نسبة احتمال الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الفاكهة والخضر أقل بحوالي نصف مقارنة بنسبة الإصابة التي يتعرض الأشخاص الذين نادراً ما يقومون بتناولها.
نصائح مهمة
ويشير المختصون الى اتباع بعض النصائح التي من شانها ان تجنبنا الوقوع في السرطان منها تناول الدهون المشبعة بكميات محددة وتجنب الدهون الحيوانية قدر المستطاع
ويضيفون أنه من المحتمل أن تكون الدهون المشبعة التي تتناولها المرأة تؤثر على مستوى الأحماض الدهنية لأنسجة الثدي ما قد يؤدي إلى تحفيز تكوين أورام خبيثة أو حميدة في الثدي حسب قوة مناعة الجسم. بالإضافة إلى أن الطعام الغني بالكربوهيدرات قليل الدهون قد يقلل من كثافة الثدي ما يفيد في اكتشاف المرض في وقت مبكر من وقت الإصابة به.
وعليه ينصح الخبراء بالإقلال من تناول اللحم الأحمر والدهون المشبعة في الطعام وفي المقابل يجب الإكثار من استعمال الدهون الأحادية غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت عباد الشمس إلى جانب أهمية تناول الأحماض الدهنية والمتوفرة بكثرة في الأسماك وخاصة أنواع السلمون والسردين والبوري والتونة.
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة بصورة منتظمة عامل مهم للحد من نسبة خطر الإصابة بالسرطان ويقول الدكتور احمد شملان وهو استشاري علاج الأورام والإشعاع بان ممارسة الرياضة بانتظام تقلل من احتمال الإصابة بأنواع السرطان المختلفة لفعاليتها في تعزيز مناعة الجسم وقد ثبت أن النساء اللاتي يمارسن التمارين الرياضية بمعدل أربع ساعات على الأقل أسبوعياً يقل لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 37 % مقارنة بالسيدات اللواتي لا يقمن بممارسة أي نوع من الرياضة.
ومن النصائح التي قدمها الدكتور شملان ايضا تناول الوجبات الصحية المفيدة وأنه يمكن تحاشي أغلب أنواع السرطان إذا تناولنا طعاماً صحياً وتشير بعض الدراسات إلى أن الاعتماد على طعام نباتي صحي (حبوب، بقوليات، فواكه، خضروات، مكسرات) يمكن أن يمنع إصابة 7 حالات من أصل 10 بالسرطان وفي الوقت الراهن نجد أنواعًا كثيرة من الأطعمة المُصنـَّعة والمكررة والجاهزة والسريعة والسهلة التحضير. لكن معظم هذه الأطعمة عالية الدسم وتلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بسرطان القولون، البروستاتا، الرحم، والثدي.
ويذكر الاطباء بأن أفضل “علاج” للسرطان هو الاكتشاف المبكر والبدء بالعلاج ضروريان للتغلب عليه والحرص على إجراء فحوصات دورية ومراقبة الأعراض واستشارة الطبيب.