جريب ..تضحيات لأجل الوطن

سمير حمُيد
الشيخ أحمد جريب الصبيحي أحد أبرز القيادات الجنوبية الشابة والذي ينحدر من قرية حقب بلدة كرش الجنوبية التابعة لمحافظة لحج والذي تم تعيينه مؤخرا محافظا لمحافظة لحج بعد حياة حافلة بالعطاء مكنته من تولي هذا المنصب عن جدارة واستحقاق.
كان الشيخ جريب الصبيحي أحد تجار بلدة كرش قبل عام 2015م والذي ذاع صيته كأحد التجار اليمنيين في دول الخليج، لكنه في لحظة من تلك اللحظات الوطنية التي لا يفعلها إلا قليلون، ومنهم جريب تخلى عن جميع أمواله وتجارته وانطلق مجاهدا في سبيل الله ضد العدوان الغاشم منذ اندلاعه ،وسطر ملاحم بطولية في الميدان، قبل أن يتم تعيينه محافظا لمحافظة لحج تقديرا لجهوده المبذولة في سبيل الدفاع عن الوطن وأمنه وحريته وكرامته.
ظل الشيخ جريب الصبيحي وفيا لوطنه ولم تثنه مسؤوليته عن العمل الميداني وظل يتنقل بين جبهات القتال في مختلف مناطق اليمن الكبير، رافعا معنويات المقاتلين ومحفزا لهم على مواصلة ما بدأوه من نضال وجهاد ضد قوى العدوان المتربصة وأذنابها في الداخل والخارج.
مكانته وشهرته اللتان اكتسبهما في سرعة خاطفة خاصة وأنه أحد الشباب المميزين والذي زاد من تلك المكانة والاحترام تضحياته الكبيرة في سبيل وطنه، لم يتقبلها مرتزقة العدوان وعمدوا بشتى الوسائل ومختلف الطرق للنيل منه من خلال رصد مكافآت مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن أماكن تواجده ليتم استهدافه بطيران العدوان، وذلك لأنه كبد أعداءه خسائر كبيرة وفادحة، إحدى عمليات الرصد كادت أن تؤتي أكلها وذلك من خلال استهداف منزله بعدة غارات لطيران العدوان بعد مغادرته له بساعات لكن عناية الله ورعايته كانتا حاضرتين، ولم ينل منه مرتزقة العدوان بالرغم من خسارته لمنزله الذي كلفه ملايين الريالات لبنائه،هذا كله لم ينل من عزيمته وإصراره بل واصل مشواره النضالي والذي أثمر عن ازدياد شعبيته الكبيرة واحترام الناس لوطنيته.
لم يهدأ لمرتزقة العدوان بالاً وواصلوا إغراءاتهم لمن يدلهم على مكان تواجده أو أحد أقاربه، حتى تمكنوا من النيل من إخوانه وعبر أحد عناصرهم المندسة برصد تحرك كل من الشيخ سليم جريب والشيخ محمد جريب وعائد جريب ونذير جريب والذين نالوا الشهادة مع مرافقيهم بضربة لطيران العدوان وهم في الميدان مقبلين غير مدبرين في سبيل الدفاع عن الدين والأرض والعرض في بلدة كرش التابعة لمحافظة لحج.
نعم نال العدوان من أخوانه ولكنهم ارتقوا شهداء رافضين حياة العبودية والذل وارتقوا أبطالا شامخين مدافعين عن وطنهم،نال مرتزقة العدوان من أخوانه لكنهم لم ينالوا من عزيمته وإصراره، وهاهو مستمر في تضحياته وبذل كل غال ونفيس في سبيل وطنه.
جريب وطني غيور في زمن قل فيه الوطنيون، شق طريقه نحو المجد ولم تثنه أمواله الطائلة عن الدفاع عن حريته وكرامته ووطنه، وسيبقى كذلك مهما كانت حجم خسائره.

قد يعجبك ايضا