مرحلة بناء الدولة .. الرئيس الصماد للمفحطين: مابش صفاط
عبدالفتاح حيدرة
لم تستوقفني كلمة قائد أو رئيس أو كاتب أو مثقف كما استوقفتني أمس كلمة الرئيس الصماد أثناء حضوره تخرج دفعات قادة الحرس الجمهوري وألوية الحماية الرئاسية والقوات الخاصة والشرطة العسكرية عندما تحدث باللهجة العامية حول البيع والشراء، ضاربا المثل عن المفحطين حول شراء سلعة من احد وتقديم المزايدات عليه، ومختتما ذلك المثل الواعي والكبير جدا، بالقول على لسان صاحب السلعة (يا أخي إحنا بعنا من الله)..
نعم إنها ثقافة (بعنا من الله) وهي الأقرب إلى نفس كل ضابط وجندي لأنها كلمة مشهورة جدا انطلقت من فم ولسان القائد العسكري الأول الذي انطلق ضد العدوان وهو الشهيد القائد (حسن الملصي)، ولا أخفيكم أنني عندما سمعت هذا المثل من الصماد، اقسم أنني شخصيا وأنا لست عسكريا، تملكني ايمان مطلق بالبيع من الله والوطن فورا، لا أريد من احد جزاءً ولا شكورا سوى رضا الله وحفظ كرامة الوطن واليمن، هذا أنا، فكيف بالمقاتل الحقيقي والعسكري الحقيقي، الذي يملك مئة ضعف الشعور الذي املكه أنا، إنه عهد لا يمكن لأي مال في الدنيا أن يأتي بشرائه بما هو أكثر مما عند الله..
ان المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، سوف يجد حالة الرعب والخوف التي تملكت الخونة والعملاء والمرتزقة، بعد لقاء وحضور وكلمة الصماد يوم أمس الرابع والعشرين من شهر فبراير 2018م (سجل يا تاريخ) انه وفي هذا التاريخ كانت فعالية عودة ضباط وقيادة ألوية الحرس الجمهوي والقوات الخاصة والحماية الرئاسية.. صفعة في وجه كل مرتزق (جديد أو قديم)، فعاليه قام فيها الرئيس الصماد ووزارة الدفاع و رئاسة هيئة الأركان وقادة ألوية الحرس الجمهوري وألوية الحماية الرئاسية والقوات الخاصة والشرطة العسكرية بتوجيه صفعة بقفا بياداتهم وأحذيتهم في وجوه كل المرتزقة والخونة والعملاء (القدماء والجدد)..
إنها فعاليه وكلمه قال فيها الصماد وقادة الحرس الجمهوري وألوية الحماية والقوات الخاصة والشرطة العسكرية للعالم بالصوت العالي المهاب، نحن نبني الجيش اليمني القوي والمهاب والمؤسسة العسكرية اليمنية الواعية كل الوعي بمواجهة العدوان، والمتمسكة والمتوحدة بقيم هويتها اليمنية، والضامنة لمشروع القائد ولكل يمني حق إيجاد وبناء وتفعيل مؤسسات الدولة اليمنية القوية والمهابة والعادلة..
اليوم نقول لكل اليمنيين عامة وللمؤتمريين خاصة إن الذين يريدون التوقف، عقليا وسلوكيا، عند العهد العفاشي، يتجاهلون تماما أربعين عاماً اختتمت بثلاثة أعوام من الحرب والحصار والجوع والتجربة المريرة ، دفع فيها اليمنيون الكثير من العرق والدماء والدموع بحثا عن دوله يمنية مهابة وقوية ونظام وقانون وعدل ومساواة..
ونقولها أيضا وبالصوت العالي للمؤتمريين في صنعاء ولأنصار الله وللحكومة ولقيادات مؤسسات الدولة اليمنية اليوم، ان إعمال العقل لبناء مؤسسات الدولة اليمنية المواجهة للعدوان واجب لأنه مناط التكليف، ونتائج التفكير أيا كانت لا يجب أن تكون عرضة للمحاصرة، لأن نتائج التفكير ليست دائما مضمونة الصواب، والأمر في النهاية مرتبط بنية صاحبه، ولا يعلم النية إلا الله، لذا لا رقيب من أحد على عقل أحد، وإن كنا فاعلين شيئا فلابد أن نحث على إعمال العقل اليمني كله وبلا استثناء نحو تأييد ودعم ومساندة بناء مؤسسات الدولة اليمنية والجيش اليمني اولا ..
إن التوقف عن إعمال العقل جريمة يعاقب عليها الله تعالى ربما عقابا لا يقل في شدته عن عقاب فاعل الشر والمحرّض عليه، فقد ورد في كتابه العزيز : “وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا”، وقد جاء هذا النداء بعد وقوع العقوبة بالفعل على الطرفين، والطاعة هنا أقرب إلى توقيف العقل والسير مع القطيع، سواء باسم العادات والتقاليد، أو باسم أن الآخرين يفكّرون أفضل أو بالنيابة، إن عدم إعمال عقلك اليوم لدعم ومساندة بناء مؤسسات الدولة اليمنية والمؤسسة العسكرية بالذات لن ينجيك، بل ربما أوردك موارد التهلكة..