التخبط والعدوان وسياسة التخبط
محمد أحمد المؤيد
إن من ما يميز العدوان في كل مراحله العدائية على اليمن , هو ذلك التخبط العجيب في كل توجهاته العدوانية والساقطة , فلا يكاد يخلو ملف من ملفات العدوان ” السعوأمريكي ” على اليمن إلا وفيه ما فيه من التخبط والعشوائية , التي قد تجعل منه لعنة أبدية أو صيداً ثميناً للابتزاز والمحاسبة في المستقبل حتى ولو تغاضوا اليوم فسيبصرون غدا ” , ستلاحقه اللعنات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , والتخبط المريع هو من يفتك بكل مسؤول لا يلقي بالاً لعواقب تخبط قراراته , وما يمكن أن تؤول إليه الأمور جراء تخبطه الزائد , الذي لايوجد له أي تفسير إلا انعدام الحيل والحلول لسد كل هفوات وثغرات صاغتها أنامله وأفعاله المشينة , فشكلت حفنة من التخبط كونها نحت منحى عدم التعقل والموضوعية في كل أمور الحياة , وخاصة عندما تكون متعلقة بتوجهاته نحو إدارة حرب ظالمة ويعرف ذلك عز المعرفة , ولكنه يكابر حتى لا يقال عنه أنه : ” مثل إلى الحق” , لأن الحق في منظوره هو مايحق له أن يتملكه ويتسلط عليه عبر أحقيته في ذلك , ولو على حساب كرامة شعب بأكمله , كما هو حاصل على اليمن واليمنيين من قبل قوى الشر ” تحالف الشيطان السعوأمريكي ” .
فماذا يعني الدفاع عن ولاية رئيس انتهت فترة توليه للحكم ؟! , وماذا يعني استمرار حرب لثلاثة أعوام بدون تحقيق أي هدف من الأهداف التي من أجلها خسر تريليونات الدولارات , ولم يحقق منها إلا الخزي والعار على جثث وأرواح ودماء الأبرياء , التي أزهقت بدون وجه حق إلا رفضهم المطلق لتجبر سعود وأمريكا ؟! , وماذا يعني تجويع شعب بأكمله – سواء كان موالياً لهم أو ضدهم – لا لشيء وإنما تعليلاً على الحرب ووجوب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوخي الدقة والحذر الشديدين , وهو نفسه الأسلوب الذي غدا يطبقه على المغتربين في بلده وأرضه وتحت رأيته , ولم يكتف بذلك وحسب في تقديمهم الآلاف من الريالات لكافليهم من السعوديين المستغلين , بل واصل تخبطه الأبله حتى صار يراقب ويحاصر ويقنن الحركة عبر شروط مجحفة على كل مغترب ترك بلده وأرضه وسافر ليكسب لقمة شريفة ويساهم في بناء وطن الغربة , الذي تحول إلى كربه، فعلاً تخبط سعود جعل منها ” كربة “, ولكن التخبط الملكي هيهات لم يثن أحداً رغم أنهم أصلاً يقعون تحت مراقبته وسلطته , مابالكم بشعب عظيم بعظم قيادته التي رفضت هيمنة أولئك المتخبطين الجبناء سعود وشلته.
التخبط صار وجه العدوان الآخر , فلا يكاد يخطو العدو خطوة إلا وارتكن فيها إلى العشوائية والتخبط , فمن يقيض السلام بين الإخوة اليمنيين ويتدخل بما لا يعنيه هو متخبط , ومن ينازع الناس المساكين في لقمة عيشهم رغم كونهم ليس لهم حول ولا قوة فهو متخبط ,ومن يدعو العالم لغزو أرضه وبلده ويقتل أبناءه فهو متخبط وملعون , ومن يخسر المليارات من الدولارات في صفقة حرب لم يجن منها إلا الخزي والعار فهو متخبط , ومن لايعي ويعرف أن أخوه المسلم هو سلاحه وذخيرته الحية وسنده الأبدي فيقاتلة إرضاء لليهود والنصارى فهو متخبط ومسرف ومنافق وعميل …ولله عاقبة الأمور..