كتاب لأمير سعودي يفضح آل سعود
مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي
عرض/ عادل عبدالإله العصار
إلى وقت قريب كان كتاب “تاريخ آل سعود“ الذي كتبه المعارض السعودي ناصر السعيد أهم وأبرز المؤلفات التوثيقية التي تحدثت عن “تاريخ آل سعود” وفضحت سياساتهم وكشفت أسرار مملكتهم التي قامت وترعرعت بدعم ومساندة الإنجليز..كتاب ناصر السعيد الذي شكل بحد ذاته ثورة ضد آل سعود وتجسدت من خلاله إرادة الشعب العربي في نجد والحجاز ومثل التعبير الحقيقي لمساعيهم في اجتثاثه واستبداله بنظام يمثلهم ويعبر عن إرادتهم وينتمي إليهم هوية وجغرافيا..
كتاب “تاريخ آل سعود“ الذي ظل لعقود المدونة الوحيدة التي تناولت نظام آل سعود ، لم يعد كذلك اليوم بعد ظهور كتاب “مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي”.وناصر السعيد لم يعد المعارض والكاتب الوحيد الذي تجرأ وأعلن ثورة سياسية وثقافية في وجه آل سعود، بعد ظهور كاتب ومؤلف جديد من داخل أسرة آل سعود نفسها..
“مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي” كتاب جديد يفضح آل سعود لكن مؤلفه هذه المرة لم يأت من عامة الشعب بل من داخل أسرة آل سعود نفسها..الأمير السعودي خالد بن فرحان بن عبدالعزيز بن سعود آل سعود، الذي انشق عن نظام آل سعود وفر هاربا ليصبح أول أمير سعودي يعلن اللجوء إلى ألمانيا في العام ????م كشف -بداية هذا العام- عن صدور كتابه “مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي” والذي يتحدث فيه عن الأوضاع الداخلية في السعودية ويناقش من خلاله الكثير من المشاكل التي تعاني منها السعودية وخاصة المشاكل المرتبطة بالفساد السياسي والمالي التي باتت عميقة ولا يمكن علاجها إلا من خلال تغيير جوهري شامل..
“الفرحان” أشار في مجموعة تدوينات له على “تويتر” شرح من خلالها الخطوط العامة لكتابه الجديد الى أنه “لا يمكن تحقيق أي تغيير حقيقي في السعودية إلا بوسيلة من وسائل الضغط سواء السياسي أو الإعلامي أو الشعبي ولا ينبغي التعويل على غير الحراك الشعبي من الداخل لإحداث التغيير.
واعتبر الأمير السعودي أن الواقع المؤسف والمرير الذي تمر به المملكة اليوم والعالم العربي والإسلامي يدعو إلى التأمل لأسباب هذا الهبوط الكبير والإخفاق في السياسة السعودية الذي لم يؤثر فقط على مواطني المملكة وسمعة بلاد الحرمين بل تعدى ذلك إلى محاولات إضعاف الإسلام والمسلمين وتعمد إذلال وطمس هوية الشعب في نجد والحجاز وباقي الشعوب العربية، وقد اتضح للجميع لهث وهرولة ولي العهد محمد بن سلمان لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني وتحقيق جميع مصالح دولة الاحتلال على حساب مصالحنا ومستقبلنا ومصيرنا والتخلي تماما عن ثوابتنا الدينية التي يتجاهلها بن سلمان ويبذل قصارى جهده لأمركة المجتمع والسعي الحثيث للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني لكسب رضاهم عنه بغرض تنصيبه في الحكم”.
ويقول الفرحان: “طرحت مسبقا للعلن التسريب المؤسف الذي تلقيته من أحد اقاربي النافذين المطلعين في العائلة وأهميته ليس فقط للشعب السعودي والخليجي بل أيضا للأمة الإسلامية والعربية وهو المتعلق بالشروط الأميركية الخاصة بموافقة الولايات المتحدة ودعمها لمحمد بن سلمان لكي يصبح ملكا مستقبليا على البلاد في حياة أبيه”.وأكد الفرحان أن “الجميع يرى الآن بما لا يجعل مجالاً للشك أن هذا المخطط يسير بخطى أسرع مما توقعنا جميعاً ، فـ “إسرائيل” تضمن الآن أحقيتها في حرية الابحار بمضيق تيران في خليج العقبة بعد أن أصبح الآن مجرى مائياً دولياً، كما بدأت حملة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة من خلال الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني بمباركة ومساعدة سعودية،ومثلما رفض الذين بيدهم السلطة أطروحات الإصلاح التي قدمت لهم من رموز شعبية كثيرة لها مكانتها واحترامها وشعبيتها في قلوب الشعب، وعاملوها بالقمع والعنف ، فقد رفضوا أيضاً اطروحات الإصلاح الجادة التي قدمت لهم من داخل الأسرة الحاكمة حيث عاملوا بعضها بالتضييق وسوء الظن والبعض الآخر بالعنف والقمع”.
وأضاف الفرحان:”رأى الجميع مؤخراً إختفاء وسرقة تريليون ريال من الميزانية السعودية بدون رقيب ولا حسيب وشراء محمد بن سلمان ليخت ولوحة للمسيح وقصر بفرنسا تقدر بمليار دولار، وفي الوقت نفسه يعلن عن حالة التقشف وفرض ضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية وغلاء أسعار البترول بصورة استفزازية ويدعي أنه يحارب الفساد”.
وفيما يخص القضاء السعودي، قال الفرحان: “السياسة الداخلية قائمة على قمع أي نوع من أنواع المعارضة المشروعة السلمية، واستخدام القضاء الشرعي المزعوم لتبرير هذا القمع”، وقد وصل التخبط السياسي إلى حد الجنون سواء في الاقتصاد والنفط أو العلاقات الخارجية أو الدفاع أو العلاقة مع الدين والإعلام والشعب السعودي وغيرها نتيجة للسياسة الهوجاء التي تبناها سلمان بن عبدالعزيز وابنه المتهور محمد الذي لديه رغبات مالية وسلطوية شخصية يريد أن يحققها بأي ثمن”.
وفيما يخص العلاقة مع الدول الخليجية، أشار الأمير السعودي الى الفوضى في العلاقة مع دول الجوار الخليجية، ودعم وتمويل الحرب في سوريا والعراق، والتدخل الهدام في ليبيا وفوضى العلاقات مع دول المنطقة وشعوبها مثل مصر وتركيا وتونس والسودان”.
وفيما يتعلق بالعدوان على اليمن أشار الأمير السعودي إلى تورط السعودية بقوله: “تعدينا الثلاث سنوات ولم تحزم “عاصفة الحزم” شيئاً سوى إنتاج كارثة عسكرية وإنسانية في اليمن من قتل الآلاف من العرب المسلمين خاصة الأطفال والنساء والشيوخ ومجاعة خطيرة وانتشار أمراض وبائية قاتلة، وقد تعدت آثار هذه الحرب المدمرة حدودنا الجنوبية بل ووضعت العاصمة الرياض في تهديد مباشر، كما أن عملية إعادة الأمل أفقدت آمال الشعب السعودي واليمني وشعوب الأمة العربية والأسلامية في اعادة الأمن والسلام في المنطقة”.
ووصف الفرحان السياسة النفطية للسعودية بأنها مزيج من سوء التخطيط سواء في إنتاج النفط وأسعاره أو في إدارة الموارد والمصارف.وخلص الفرحان في توضيحاته: “المشاكل التي تمر بها السعودية هي مشاكل عميقة وليست مؤقتة أو سطحية، وليست متمثلة فقط في حجم البطالة أو ضعف الرواتب أو سوء توزيع الثروات والمقدرات والخدمات، بل هي مشاكل عميقة وحقيقية مرتبطة بالفساد السياسي والمالي وسوء استغلال السلطة والإدارة الأمنية وتبعية القضاء ومجلس الشورى للسلطة التنفيذية المتمثلة في سلمان وابنه”…