رهانات خاطئة وهذه هي النتيجة
محمد المنصور
ما يحدث في عدن تعبير عن مشروع التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي ورؤيته التقسيمية للجنوب واليمن بوجه عام وتوظيفيه للتباينات السياسية بين مختلف الأطراف بما يحقق أهدافه المرحلية في تمرير مشروعه في احتلال الشواطئ والجزر والمناطق اليمنية والسيطرة على مصادر الثروة ، وليس لتحقيق أهداف تلك الأطراف المتناحرة والتي ربط كل منها مشروعه الخاص بقوى الغزو والاحتلال . فدعاة الشرعية لن يحصلوا من تحالف العدوان على ما يعزز وجود تلك الشرعية المزعومة لهادي على الأرض سواء في عدن أو غيرها، وما جرى خلال قرابة السنوات الثلاث يدل على أن الشرعية ليست في المفهوم السعودي الإماراتي سوى ذريعة للغزو والاحتلال والسيطرة على اليمن وأن رموزها ابتداء من هادي وحتى اصغر مرتزقة الرياض ليسوا سوى أجراء وعبيد يقبضون ثمن خيانتهم عدا ونقدا .
كما ان دعاة الانفصال لن يتمكنوا من تحقيق هدفهم باستعادة دولة اليمن الديموقراطية الشعبية لأن الهدف الفعلي لقوى العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ليس إعادة إنتاج دولة الجنوب الموحد المستقل بل وضع تلك القوى الانفصالية في مواجهة الشمال كمرتزقة لدى العدوان ، لاحتوائهم من ناحية ولإضعافهم من ناحية أخرى وإحداث شرخ بين الشمال والجنوب وهو ما يجري حاليا ، وتاليا إنتاج كيانات متصارعة جهوية في الجنوب بينما تسيطر الإمارات والسعودية على الثروات والموانئ والجزر الاستراتيجية لحساب أمريكا والكيان الصهيوني والرأسمالية الغربية .
ودون مشروع وطني حقيقي لاستقلال جنوب الوطن من قوى الغزو والاحتلال السعودي الإماراتي يلتحم بالقوى الوطنية التي تتصدى لتحالف العدوان ، ستظل حالة التناحر والتقاتل والتشرذم في الجنوب مستمرة، كحالة مصاحبة لطبيعة العدوان وأجنداته المدمرة .