الإعلام معبر عن اتجاهات وتيارات مختلفة و أسطورة الحيادية سقطت

 - 
قال الدكتور محمد الفقيه أستاذ الإذاعة والتلفزيون المشارك بكلية الإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن الإعلام لعب دوراٍٍ وكان أحد أركان الثورة الثانية للشعب المصري التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي لأنه كشف الأخطاء التي وقع فيها
لقاء/ أمين الجرموزي –
>ركن من أركان التغيير وانعكاس لإنقسام الناس مذهبياٍ وسياسياٍ واقتصادياٍ
>التباين ظاهرة صحية ومصدر ثراء للأمم

قال الدكتور محمد الفقيه أستاذ الإذاعة والتلفزيون المشارك بكلية الإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن الإعلام لعب دوراٍٍ وكان أحد أركان الثورة الثانية للشعب المصري التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي لأنه كشف الأخطاء التي وقع فيها مرسي وأظهرها للشعب وربما بشكل مبالغ فيه.
وكشف في لقاء لـ«دنيا الإعلام» دور الإعلام وكبريات القنوات في حرب الخليج والصراع في أفغانستان وثورات الربيع العربي وخصوصاٍ الوضع في سوريا ومصر مؤخراٍ وغيرها من القضايا التي كان للإعلام حضور أثناء الأحداث التي حصلت.. نتابعها في ثنايا السطور التالية.
قال الدكتور محمد الفقيه أستاذ الإذاعة والتلفزيون المشارك بكلية الإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن الإعلام لعب دوراٍٍ وكان أحد أركان الثورة الثانية للشعب المصري التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي لأنه كشف الأخطاء التي وقع فيها مرسي وأظهرها للشعب وربما بشكل مبالغ فيه.
وكشف في لقاء لـ«دنيا الإعلام» دور الإعلام وكبريات القنوات في حرب الخليج والصراع في أفغانستان وثورات الربيع العربي وخصوصاٍ الوضع في سوريا ومصر مؤخراٍ وغيرها من القضايا التي كان للإعلام حضور أثناء الأحداث التي حصلت.. نتابعها في ثنايا السطور التالية.

تنافس
> كيف ترصد واقع الإعلام العربي في ظل الأحداث التي تشهدها الساحات العربية مؤخراٍ¿
– الإعلام العربي في الفترة الأخيرة أصبح يؤدي دوراٍ فاعلاٍ ونلحظ أنه كان قبل الربيع العربي إعلام رسمي يتحدث باسم الأنظمة والحكومات ويرصد الانجازات والتنمية إلا القليل من بعض الصحف حيث كانت الصحف في واقع الأمر أكثر تحرراٍ من الإعلام المرئي والمسموع ولكن قبل قيام ثورات الربيع العربي جاءت قناة الجزيرة على وجة الخصوص لتحرك المياه الراكدة في الإعلام العربي وكان لها السبق في العام 1996م حيث ظهرت هذه القناة واكتسبت زخماٍٍ واسعاٍٍ في الشارع العربي مما جعل الكثير من القنوات تحاول أن تحافظ على جمهورها وتحاول أن تقلد وتسابق وتنافس فظهرت بعض القنوات العربية المهتمة بالشؤون العامة مثل قناة العربية ومؤخراٍ قناة أسكاي نيوز وغيرها من القنوات العربية وجاءت الثورات العربية لتكشف أن قناة الحزيرة بعد 10 سنوات من التميز والمهنية والحيادية انحازت لطرف لصالح طرف آخر فكان لابد ما تظهر قنوات منافسة فهذه هي طبيعة السوق العربية الإعلامية في أن تترك الساحة لقناة معينة ويذكرني ذلك كيف كانت الخطورة والسطوة لقناة سي إن إن الإخبارية على أوروبا مما جعل الأوربيين يغارون لأن أحداث أوروبا كان يتم النظر إليها بعيون أميركية وعليه بدأت الحاجة لوجود قنوات إخبارية فظهرت قناة يورو نيوز وظهرت قنوات أخرى لكي يتم النظر إلى الأحداث الأوروبية بعين أوروبية بدلا من قناة سي إن إن الأميركية.
تنوير
> مادور الإعلام العربي في ثورات الربيع العربي.. هل ساعد أم أجج الوضع¿
-بطبيعة الحال لايستطيع أي أحد أن يقول أن الثورات العربية كان سببها الإعلام العربي فهذه مبالغة وإعطاء الإعلام فوق ما يستحق فعلى سبيل المثال ما يحدث في مصر لا يمكن أن نقول أن القنوات الخاصة الموجودة في مصر مثل سي بي أس وقناة النهار وغيرها هي التي أخرجت الشارع المصري فهذا كلام غير صحيح الذي أخرج الشارع المصري هي الظروف الاقتصادية التي يعاني منها الشعب المصري ولكن أيضاٍ كان للإعلام دور في الثورات ومنها الثورة الثانية للعشب المصري في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي لأنها كشفت الأخطاء التي وقع فيها الرئيس مرسي وأظهرتها للشعب وقد تكون أيضاٍ بالغت في هذه الأخطاء ولكن المهم أنها خلقت وعياٍ مضاداٍ للقنوات المصرية التي أدت نفس الدور الذي كانت تؤديه أيام النظام السابق وقد لعبت ايضاٍ دوراٍ في تكوين حشد رأي عام وأعتقد أن الإعلام العربي اليوم لم يعد إعلاماٍ يعطي فقط معلومات إنما أصبح الإعلام العربي اليوم يخلق اتحاهات ويعبر عن أحزاب ورؤى وشركات وعن صراعات سياسية رمدنية وأصبح يتمتع بمساحة كبيرة من الحرية ولذلك لا يستطيع أي نظام أن يقف أمام هذا الإعلام أن يخدم الجماهير ويوظف إعلامه في توضيح للرأي العام فمهما كان الإعلام الرسمي أو الحزبي لن يستطيع الوقوف أمام الجماهير الكبيرة التي اليوم تستطيع أن تحصل على المعلومات من الإعلام سواء التقليدي أو الاليكتروني فاليوم نحن نعيش ثورة معلومات واتصالات والإعلام اصبح له دور كبير جدا في امداد الناس بالمعلومات وليس ذلك فقط وانما تشكيل اتجاهات الناس بمعنى أن يجعل الناس مع أو ضد وهذا جعل وسائل الاعلام العربية ولاسيما المرئية والمقروءة لها دور كبير وفاعل ويجب ان تتوخى المهنية والدقة فيما تقدمة لأنها ممكن ان تظلل الجماهير وتجعلهم يتجهون عكس ما يريدونة ويعتبر الإعلام العربي ولكن ركن من اركان ثورات التغيير في العالم العربي لأن الإعلام العربي واقع وموجود ويرصد الأخطاء ويقوم ايضا بدور الرقابة اكثر من المجالس البرلمانية المشكلة الموجودة في بعض الدول العربية واصبح الإعلام رقابة على السلطة وايضا على الأحزاب لأن هناك اعلاماٍ مضاداٍ يستطيع ان يكشف الادعاءات والأضاليل وما حدث في مصر اكبر درس ومثال على ذلك.
المعيار المصالح
> ولكن هناك من يرى أن الإعلام وسع رقعة الصراعات في الوطن العربي أثناء الربيع العربي كيف ذلك¿
– المصالح دائما تتقاطع الذي في السلطة يقول إن الإعلام سلبي والذي في المعارضة يقول إن الإعلام ايجابي وعندما تظهر القضايا وتتضرر المعارضة تسمعها تشكوا من الإعلام انه يضلل الرأي العام في ما يتعلق بها ودائما المصالح هي المعيار وليست الأدوار الحقيقية لوسائل الإعلام فلا تستطيع ان تقيم ادوار الإعلام الا بدراسات عميقة ومهنية فمثلا التغطية الإخبارية لصحيفة ما أو لقناة تجاه احداث معينة لابد ان تبنى على دراسة دقيقة يقوم بها مختصون وبكل مهنية وإذا كانت مجرد آراء هنا أو هناك فغالبا ما تعكس المصالح هذه الآراء فقط.
لا يوجد حياد
> ماسبب تباين مواقف الإعلام العربي تجاه الاحداث وخاصة ما يحصل في سوريا ومصر¿
– الإعلام كالناس وكما يختلف في مذاهبهم وأحزابهم تحتلف وسائل الإعلام فإذن الإعلام هو انعكاس لانقسام الناس مذهبيا وسياسيا واقتصاديا فالإعلام في الأخير معبر عن تيارات معينة وقد سقطت اسطورة حيادية الإعلام ولا يوجد في الاعلام ما يسمى حيادية ولكن يوجد في الإعلام ما يسمى مهنية أي ان انقل هذا الحدث بكل مكوناته ولا اقحم رأيي في التغطية ولا اعمل خلطاٍ بين الرأي والحدث فالموضوعية اسطورة كما ذكرها الأستاذ حسنين هيكل وقد سقطت ولم تعد حقيقية فمثلا نأخذ أكبر قنوات العالم السي إن إن تجد تغطيتها في حرب الخليج تغطية تنبع من المصالح الأمريكية ولا تنبع من المصالح العربية ولذلك كانت متهمة في ذلك الوقت وبالنظر إلى تغطية قناة الجزيرة في افغانستان والدور الأمريكي في أفغانستان نجدها تمتعت بمهنية كبيرة وبحضور كبير على الساحة وكشفت السياسة والفضاعات الأمريكية التي حدثت في أفغانستان ولكن بالنظر إلى دور قناة الجزيرة في الأحداث اليمنية ستجد التقييم اختلف فقناة الجزيرة في الأخير تعبر عن سياسة معينة تتبناها وزارة الخارجية القطرية وتحقق مصالح معينة فهي ليست محايدة ولكن تتمتع بقدر من المهنية فربما اليوم هذا القدر النسبي يزيد وفي أحداث أخرى يقل بحسب ارتباط المصالح السياسية بهذه القضية أو بهذا الصراع.
مشروع جديد
> نلحظ مؤخراٍ توسع رقعة الصراعات الطائفية في عديد من البلدان العربية هل للإعلام العربي دور في ذلك¿
– أكيد وهذا طبيعي فهناك مشروع أمريكي غربي ظهر بعد حرب الخليج رأى أن التدخل العسكري تكلفته فادحة عسكرياٍ وبشريا وماليا ولكي يتم السيطرة على العالم العربي أي الشرق الأوسط الذي ينتشر فيه الحكم الفردي بمعنى أنه لم تتسع فيه رقعة الديمقراطية كما هو الحال في الغرب فتم تبني مشروع تقسيم هذه المنطقة وتقنيتها عن طريق الديمقراطية ومن السهل جدا أن تدعم التيارات الديمقراطية في بلد ما لكي تنقلب على النظام الموجود في هذا البلد ويأتي نظام آخر ضعيف يكون سهل التفاوض معه وترويضه وسهل الحفاظ على المصالح الغربية عن طريقة هذه الأنظمة كان غالبها الدينية التواقة للوصول إلى السلطة فوصل مجموعة من الأنظمة الدينية في افغانستان للحكم بداية بطالبان ونهاية بكرزاي ومجموعته وكذلك الحكومة العراقية الجديدة ووصول أيضا التيارات الدينية الأخرى التي هي الأخوان المسلمين في تونس ومصر وليبيا والمشاركة للحكم في اليمن فهذه التيارات أو القوى الجديدة اعتقد أنها ستكون من السهل جدا أن تنفذ الأجندة الغربية في المنطقة لأنها ضعيفة من الداخل فالأنظمة القادمة ستكون من هذا النمط بمعنى أن النظام الذي جاء بعد الثورات العربية دفع ثمن باهظاٍ للحصول على الحرية.
مستقبل الإعلام
>أخيراٍ ما مستقبل الإعلام العربي في ظل اختلاف وتباين وجهات النظر بين وسائلة الإعلامية¿
– التباين ظاهرة صحية ويعتبر التباين والاختلاف مصدر ثراء هذه الأمة وحتى الاختلاف الديني ولذلك يقول نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم اختلاف أمتي رحمة». فنحن من نوظف اختلاف الدين لخدمة أهداف سياسية ونسيء استخدام الدين وينبغي أن توظف الحياة والسياسة لخدمة وليس العكس فالدين عمره ما كان وسيلة فهو غاية بحد ذاته ولذلك من يستخدمون الدين للوصول إلى السلطة يفشلون.
الإعلام العربي في هذه الفترة يتمتع بقدر كبير من الحرية لأنه كان يعاني من الكبت والقمع لفترة طويلة منذ ظهور الجمهوريات والممالك ومنذ رحيل الاستعمار وتقسيم العالم العربي أي أن الإعلام العربي رزح تحت أنظمة قمعية وما كان يستطيع أن يقوم إلا بأدوار دعائية حتى أتت الثورات العربية ففتحت الباب على مصراعيه والكثير من الحريات أدت إلى شكل من الفوضى والزمن كفيل أن لا يبقي من وسائل الإعلام إلا من يعتمد المهنية أساسا له ومن يبيع إعلامه أو صحيفته أو محطته اليوم لفصيل سياسي غداٍ سيبيعها لفصيل آخر ويسقط مهنيا أمام الناس وأقصد بالمهنية هو التزام الدقة والموضوعية وعدم الخلط بين الرأي والخبر والحقائق.

قد يعجبك ايضا