لماذا يستهدف العدوان الآثار التاريخية وأضرحة الرموز الدينية؟
عدنان الجنيد
إن العدوان السعودي الأمريكي لم يكتف بضرب الشعب اليمني وقتل أبنائه وأطفاله ونسائه وتدمير بنيته التحتية ومؤسساته العسكرية والمدنية بل عمد إلى تدمير الأماكن الأثرية والمساجد القديمة والقباب والأضرحة التي تضم مراقد الأئمة والأولياء وذلك لأهداف كثيرة منها ألاَّ يكون للشعب اليمني أيةّ هويَّة ولا حضارة يعتز بها ومنها أن يزرع الشكوك في الأجيال اللاحقة في تاريخهم المسطور في الكتب طالما قد تم إزالة الآثار التاريخية والمساجد الأثرية وقباب وأضرحة الرموز الدينية التي تؤكد صحة ما هو مسطور في التواريخ اليمنية….
إن لم يحترم آل سعود أضرحة وقباب رموزنا الدينية فليحترموها على الأقل لأن أصحابها خدموا الإنسانية ولأن آثارهم القديمة جزءا من حضارة أمتنا الإسلامية وانظروا إلى الشعوب الشرقية والغربية تقف ساعات طويلة في الانتظار لزيارة الأجساد المحنطة لزعمائها وقبور قاداتها، ويذرفون دموع الشوق بجوارها ويعتبرون ذلك نوعا من الاحترام والتقدير لتلك الشخصيات بينما متطرفو العرب يهدمون أضرحة وقباب علماءهم ويسعون إلى إزالة آثارهم فانظروا إلى الفرق بين أولئك وهؤلاء…
إن آل سعود ليس لهم حضارة وحتى الآثار النبوية فقد قاموا بإزالتها ففي عام 1344هجرية بعدما استولى آل سعود على مكة المكرمة والمدينة المنورة وضواحيها بادر الوهابيون بالمساحي فهدموا ما في (المعلّى)- مقابر قريش- من القباب وهي كثيرة منها قبة سيدنا عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبة سيدنا أبي طالب- عليه السلام- وقبة السيدة خديجة كما هدموا المراقد المقدسة في البقيع ومحوا آثار آل البيت – عليهم السلام- والصحابة رضوان الله عليهم…. وانظر تاريخ الجبرتي فسوف ترى العجب العجاب.
وقبل التاريخ السابق أعد الأمير سعود- الوهابي- جيشاً ضخماً يتألف من عشرين ألفاً وشنوا هجوماً عنيفاً على مدينة كربلاء وهدموا أضرحة وقباب آل البيت- عليهم السلام – وارتكبوا جرائم لا يمكن وصفها وقتلوا خمسة آلاف مسلم أو أكثر – حتى قيل 20 ألفاً- وكان الوهابية يشنون بين فترة وأخرى – وخلال مدة تتراوح بين اثني عشرة عاماً- هجماتهم وغاراتهم الحاقدة على كربلاء المقدسة وضواحيها وعلى مدينة النجف الأشرف ويعودون ناهبين سارقين وكانت البداية هي الهجوم على مدينة كربلاء عام 1216 هجرية وبعد ذلك بفترة من الزمن هجموا على مدينة زبيد في اليمن وهدموا قباب وأضرحة الأولياء وفي سنة 1994م شن الوهابيون في اليمن حملاتهم على أضرحة الأولياء فهدموا ضريح العيدروس في عدن، وفي العام الأول من العدوان على اليمن قام الوهابية بهدم قبة وضريح العارف بالله السيد سفيان الأبيني في حوطة لحج وبعدها استهدف العدوان السعودي بقصفه الصاروخي مسجد الإمام الهادي- عليه السلام – الأثري القديم – الذي تم بناؤه سنة 290 هجرية على قبته وضريحه، وقام العدوان – أيضاً- بتدمير قبة وضريح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- وقام بقصف الأماكن الأثرية الأخرى.
وفي يومنا هذا السبت 27 /1 /2018م ميلادية استهدف العدوان قبة وضريخ إمام الصوفية في عصره العارف بالله حسان بن سنان – قدس الله سره – (ت : 1322هجرية ) مع الأضرحة المجاورة له من أهل الله…
وأما دواعش العدوان في الداخل فقد قاموا بهدم الكثير من قباب وأضرحة أقطاب الصوفية سيما في محافظة تعز مثل قبة وضريح سلطان العاشقين عبدالهادي السودي وقبة وضريح السيد علي الرميمة وقبة وضريخ الشيخ عبدالله الطفيل وغيرها من القباب والأضرحة التي يطول ذكرها …
والعجب أن الحصون اليهودية في خيبر ما زالت موجودة إلى يومنا هذا ولم يتم إزالتها بينما الآثار النبوية تم محوها بالكامل فهذا يدل على ماذا ؟ اترك الجواب للقارئ.
إن العدوان السعودي على اليمن لمّا عجز عن تحقيق أهدافه أصيب بهستريا فراح يضرب الآثار التاريخية والمساجد الأثرية وهذا يدل على هوسه وتخبطه وعلى أن نهايته أصبحت قريبة جدا ( وما الله بغافل عما يعمل الظالمون) وهاهو يجود بأنفاسه الأخيرة في هذه المرحلة الخطيرة ..
وما هذه الانتصارات التي يحرزها الجيش اليمني ولجانه الشعبية إلا دليل على قرب نهاية آل سعود ..
وإن شاء الله في هذا العام الجديد عام 2018م سوف يحتفل الشعب اليمني قاطبة بالانتصار الأكبر ( أليس الصبح بقريب؟).