الانتهازيون الجدد والمستحمر السعودي الإماراتي

 

د محمد النعماني
الانتهازية والقدرة على التلون كل يوم بلون مهنة رئيسية للبعض من البشر، هؤلاء معك اليوم وغدا ضدك، هكذا عرفناهم: انتهازيين، وبامتياز، والشواهد أمامنا كثيرة. هؤلاء المتباكون على انتقادنا للأساليب الاستعمارية الحقيرة للإمارات في محافظات الجنوب، ومنها احتلالها لسقطرى وتغيير كود الاتصالات وتغيير الديمغرافية السكانية والادعاء أن القبائل الإماراتية انتقلت إلى سقطرى، وتزييف الحقائق التاريخية بهدف طمس الهوية اليمنية والحقوق القانونية والتاريخية في حق امتلاك اليمنيين لجزيرة سقطرى والأراضي اليمنية التي تحتلها الإمارات بمساعدة الخونة والمرتزقة من أبناء جلدتنا.
شيء مؤلم ومؤسف أن تجد هؤلاء يشرعنون للإمارات احتلالها للأراضي والجزر اليمنية، مقابل حصولهم على فدية أو منحة مالية شهرية، كانت في بداية الأمر 100 ألف درهم إماراتي وهبطت إلى 50 ألف درهم وهي اليوم 10 آلاف درهم، وكل ذلك اتعاب لهم مقابل الترويج للمشاريع الاستعمارية الإماراتية في مدينة عدن ومناطق الجنوب. هؤلاء هم اليوم وأسرهم رهائن للإماراتي في تنفيذ وتحقيق أهدافه في اليمن شمالاً وجنوباً، وعند الانتهاء من أهدافه سوف يرميهم إلى براميل القمامة بعد التشهير بهم وتسريب كشوفات بأسمائهم مثل ما عملت السعودية بالمرتزقة والخونة التابعين لها، وهي أرخص الطرق والأساليب التي تنتهجها الرجعية العربية في إنهاء خدمات عملائها.
يوم الخميس الماضي، وصلت قوات سعودية ضخمة إلى محافظة المهرة. وقال مصدر مطلع، لوسائل الإعلام، إن قوات سعودية ضخمة، إضافة إلى عتاد عسكري كبير، وصلت إلى ميناء نشطون بمحافظة المهرة. وأضاف المصدر أن سفينة سعودية وصلت إلى ميناء نشطون وتحمل على متنها مئات الجنود السعوديين، إضافة إلى عربات ومصفحات عسكرية لتعزيز تواجد قوات «التحالف» في المهرة. سوف يكتب في تاريخ الأوطان بأنكم من الذين فرطتم بجزء من أوطانكم مقابل مصالحكم الشخصية.
ولم تعرف مهمة القوات السعودية الواصلة إلى محافظة المهرة. ولكن بات من المعروف أنه بوصول تلك القوات تكون السعودية قد حققت أحلامها في احتلالها لمحافظة المهرة، وبسط نفوذها العسكري في بحر العرب لإيصال أنابيب الغاز والنفط والتنافس مع دول تقاطع المصالح الدولية للسيطرة على طرق التجارة الدولية. وتزامن وصول القوات السعودية إلى المهرة مع وصول السفير السعودي في اليمن إلى عدن وإيداع السعودية ملياري دولار أمريكي لدى البنك المركزي اليمني، حفاظاً على العملة اليمنية من الانهيار بعد أن تجاوز سعر الصرف 500 ريال يمني للدولار الأمريكي الواحد. وهذا يعني أن السعوديه استغلت انهيار الريال اليمني وفرضت أمراً واقعاً على اليمن؛ بسط نفوذها العسكري في محافظة المهرة وإنزال قوات عسكرية والوصول إلى بحر العرب، أي التسابق مع الإمارات في احتلالها للأراضي اليمنية: الإمارات في سقطرى والسعودية في المهرة.
هؤلاء الانتهازيون يعرفون أن السعودية ابتلعت واحتلت 42 ألف كلم مربع من الأراضي الجنوبية اليمنية بهدف الوصول إلى بحرالعرب، والإمارات وضعت يدها واحتلت أرخبيل سقطرى وجزيرة ميون.
وفي الوقت نفسه، هناك معلومات مؤكدة عن اختفاء العديد من أبناء الجنوب واليمن في الإمارات، حيث فقدت العديد من أسر هؤلاء المحتفين الاتصال بهم في ظل رفض السلطات الإماراتية الكشف عن أي معلومات عنهم.
وكان «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، أعرب، الأربعاء الماضي، عن قلقه إزاء ترحيل السعودية آلاف اليمنيين المقيمين على أراضيها.
وقال المرصد، في بيان، إن على الرياض الأخذ بالاعتبار تدهور الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب في اليمن.
وأوضح المرصد أن اليمنيين يمكن أن ينطبق عليهم وصف لاجئين، مما يجعلهم يندرجون تحت قاعدة اللجوء وعدم الطرد، مشيراً إلى أنه تلقى إفادات من يمنيين قالوا إن حملة «وطن بلا مخالف» التي أطلقتها السعودية، أدت لاعتقال عشرات اليمنيين الذين نقلوا قسراً إلى معسكرات التجنيد للقتال في الجبهات نيابة عن الجيش السعودي.
ودعا «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» السلطات السعودية إلى الالتزام باتفاقية عام 1951 الخاصة باللاجئين. وطالب الرياض بوقف الممارسات المجحفة في حق اليمنيين، خصوصاً عمليات الطرد والترحيل والاعتقال.
بعد كل ذلك، لهؤلاء نقول، «عيب»، والحقوا أنفسكم، والتاريخ لا يرحم أحداً. وسوف يكتب في تاريخ الأوطان بأنكم من الذين فرطتم بجزء من أوطانكم مقابل مصالحكم الشخصية، وسوف تكون أفعالكم وأعمالكم وصمة عار في تاريخ وسيرة حياتكم، وعندها لن تجدوا لكم مأوى ولا وطناً، فالعملاء لا نثق بهم.
الشعب في الجنوب، وكل اليمن، وفي العديد من دول العالم، يرفض الاحتلال الإماراتي السعودي للمهرة ولجزيرة سقطرى، واستقطاع الأراضي الجنوبية واليمنية وتغيير الديمغرافية السكانية، ويسخر من الادعاءات الإماراتية الزائفة بامتلاكها جزيرة سقطرى والأراضي الجنوبية اليمنية، ويقولون وبصوت واحد: إن أصل العرب هو اليمن، وأنتم عكس ذلك تقولون… أيها الانتهازيون الجدد.

قد يعجبك ايضا