رئيس الوزراء : الاحتلال الأعرابي السعودي والإماراتي في المحافظات الشرقية والجنوبية فاق في قبحه وغطرسته الاستعمار البريطاني
صنعاء – سبأ
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الاحتلال الإعرابي السعودي والإماراتي القائم أمس في عدد من المحافظات الشرقية والجنوبية وبعض الجزر اليمنية فاق في قبحه وغطرسته الاستعمار البريطاني بل والمحتل الصهيوني.
وأوضح رئيس الوزراء لدى مشاركته أمس في أعمال الندوة السياسية التي نظمتها السلطة المحلية بمحافظة عدن في صنعاء تحت عنوان (عدن .. بين الاحتلال في الماضي وتداعياته في الحاضر) بحضور عدد من الوزراء والشخصيات الوطنية السياسية والثقافية، أن هيئة الاستعمار وغاياته واحدة وإن اختلفت أساليبه.
وقال” إن الاحتلال البريطاني إذا ما قورن بالاستعمار الأعرابي، فإن الأخير سيفوقه كثيراً في تعامله”.
وأضاف ” بريطانيا لأنها جاءت من الحضارة الأوروبية تعاملت بشكل مسؤول مع مستعمراتها ومع جزرها بشكل عام، بينما الأعراب تعاملوا بعكس ذلك وأقاموا السجون والمعتقلات وعمدوا إلى الاختطافات وقتلوا خيرة مواطنينا “.
وأضاف ” كما قاوم شعبنا الاستعمار القديم سيقاوم هؤلاء الذين لا خلفيتهم التاريخية أو الثقافية أو الأخلاقية حتى في حدود الاستعمار القديم “.
وأكد رئيس الوزراء أن مقاومة وطنية عظيمة تقاوم العدوان في كل شبر من أراضي الوطن بقيادة المجلس السياسي الأعلى برئاسة الرئيس صالح الصماد وأعضاء المجلس وأيضا حكومة الإنقاذ الوطني المشكلة من المكونات السياسية المناهضة للعدوان وعلى رأسها المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله .. مشيرا إلى أنه بالمقابل تعيش المحافظات الواقعة تحت الاحتلال الأعرابي بدعم مباشر من قبل حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا وضعا حرجا.
وقال ” الغريب أن الدول التي تحتل أراضينا وتعتدي علينا هي من تناقش آلية الحل السياسي لمستقبل اليمن “.. مؤكداً بهذا الشأن أن هناك إرادة سياسية وطنية لن تسمح بتمرير هذه المشاريع التي رفضها الشعب اليمني منذ اليوم الأول للعدوان وهى ما يجب أن تكون حاضرة في الأذهان أثناء مناقشة القضية اليمنية مستقبلا.
وأضاف ” يوجد في عدن المركز الرئيسي لدول الاحتلال السعودي الإماراتي لكن الإماراتيين في إطار السباق حاولوا اقتطاع جزء من الأرض وتكييفها لصالح مشاريعهم المستقبلية حيث يعملون على إيجاد تكتلات قبلية وأمنية وعسكرية تتسبب في إثارة الخوف لدى المواطنين.
وأشار إلى أن هذه المليشيات في الأصل تتبع الاحتلال وليس هناك قرار بأيديها .. مبينا أن الإمارات حركت أدواتها لتنطلق من الضالع و لحج و شبوة وحضرموت لكن في الأخير هو تحريك لبعض الأوراق فيما بينهم.
وقال ” السعودية أيضا حركت قوات لحماية حكومة المرتزقة كأوراق سياسية يتقاسمون عبرها المحافظات التي احتلوها لكنهم يظلون أدوات لا يمتلكون أي قرار عسكري أو سياسي أو أخلاقي فهم يأتمرون من أبوظبي والرياض اللتين يتسلمون منهما مرتباتهم ولذلك يظلون أدوات للمستعمر ولا يمثلون اليمن”.
وناشد رئيس الوزراء الأطراف في عدن أن تتبنى لغة هادئة بعيدة عن الصراع وتكرار الجرائم التي حصلت منذ أربعين سنة على اعتبار أن عدن وأهلها هم ضحية هذه الطموحات غير المشروعة التي يتقاتل عليها المتنفذون الذين يبحثون عن جزء من الغنيمة.
وأكد أن البسطاء هم من يتقاتلون فيما بينهم بينما يفر القادة بجلودهم إلى عواصم العالم لاستثمار الأموال التي نهبوها وهذه المشكلة الكبرى التي تعاني منها المحافظات الجنوبية والشرقية.
ومضى قائلا ” منذ ثلاثة أيام وشوارع عدن تتملئ بالمسلحين من مختلف المحافظات وهؤلاء هم الضحايا الذين يوجههم المحتل الإماراتي كي يتقاتلوا”.. داعيا إلى تغليب لغة أخرى غير لغة القتال والتصفية الجسدية.
وكشف عن مشروع سياسي لن يستثني أحدا حيث سيكون الجميع على طاولة الحوار عدا من تورط بدماء اليمنيين.. مؤكداً أن اليمن يتسع لكل القوى السياسية التي لم ترهن نفسها لأي طرف من الأطراف الخارجية.
فيما أكد محافظ عدن طارق مصطفى سلام أن ما يتعرض له الجنوب اليوم ليس وليد اللحظة بل استكمال لمشروع بريطاني احتلالي يسعى للاستحواذ على هذه المحافظة الغنية بالثروات وموقعها الاستراتيجي الهام.
وقال ” إن ما نشاهده اليوم من احتلال إماراتي أمريكي ليس إلا امتداد لفشل احتلال الأمس ودليل دامغ لأبناء الجنوب على ضرورة أن يستوعبوا خطورة الانجرار وراء هذه القوى الغازية التي تطمع بتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية لها على حساب كرامتنا وعزتنا”.
وأشار إلى أن مجريات الأمور والمستجدات الأخيرة والمتسارعة في عدن الباسلة وما ظهر مؤخرا من صراع الأجنحة المتحالفة ضد الوطن من عملاء وأذناب الاحتلال الهمجي وأعوانه يؤدي إلى تطور خطير قد يفتح الباب لصراع جديد تدفع ثمنه عدن السلام وأبناؤها الشرفاء.
وعبر محافظ عدن عن القلق الشديد إزاء تنامي الخلافات بين فصائل المرتزقة والعملاء خلال الأسابيع الماضية دون مراعات لظروف المواطنين البسطاء في محافظة عدن غير معتبرين بدروس وعبر ومآسي الماضي المظلم لهذه الجماعات والفصائل وما ارتكبت من جرائم بحق عدن وأهلها.
وأكد المحافظ سلام الاستمرار في مواجهة هذا الاحتلال الجديد بكل أشكاله وأنواعه والعمل على تحقيق الهدف الوطني وما يحمله من قيم وطنية ودينية خالصة ..داعيا أبناء اليمن كافة إلى الوقوف صفا واحدا لمواجهة المشروع التقسيمي الاحتلالي البغيض حتى دحر تلك القوى وأذنابها إلى غير رجعة.
بدوره أشار رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام إلى دور القبيلة اليمنية في مواجهة العدوان والاحتلال ..مؤكدا استعداد أبناء القبائل لرفد الجبهات بالمزيد من الرجال حتى تحرير كامل الـراضي اليمنية من المحتلين والغزاة.
وتخلل الندوة مداخلات من وزير الدولة للمصالحة والحوار الوطني أحمد القنع ومحافظ أبين أحمد الرهوي وأحمد العليي ركزت في مجملها على العلاقة بين الاستعمار القديم والجديد والدور المعول على أبناء المحافظات الجنوبية لدحر المحتلين الجدد.
حضر الندوة عدد من أعضاء البرلمان والشورى والشخصيات الاجتماعية والسياسية والعسكرية.