عن كلمة الصماد ومجلس النواب
محمد ناجي أحمد
بانعقاد مجلس النواب بعد أحداث ديسمبر الدامي فإن أقرب وصف لاجتماع المجلس هو ما وصفه رئيس المجلس السياسي الأخ صالح الصماد بأنه باليستي من حيث وقعه وأثره على تحالف العدوان الأمريكي السعودي الذي أراد طيلة سبع سنوات أن يفرغ مجلس النواب من شرعيته ويسلبه دستوريته لكنه فشل أمام صلابة وطنية نواب الشعب الرافضين والصامدين في مواجهة مخططات العدوان وأهدافه .
أراد العدوان الأمريكي /السعودي استغلال واستثمار أحداث ديسمبر الدامي ،فاتحا محفظة نقوده وفنادقه لكنه اصطدم بصلابة الوعي الوطني لنواب الشعب الذين أفشلوا مخططات العدوان بحسب تعبير الرئيس صالح الصماد.
يجتمع مجلس النواب بأغلبيته رغم “حجم الإغراءات والتهديدات والضغوط التي مورست بحق النواب لمنع التئام المجلس ” لكن انعقاد المجلس كتب” بأحرف من ذهب “.
يعي رئيس المجلس السياسي الأعلى أهمية هذا الاجتماع ،ولذلك فهو يقدر حجم هذا الموقف الوطني لأعضاء البرلمان .
ومع تطبيع الأوضاع وتجاوز آثار أحداث ديسمبر باستكمال إخراج المعتقلين على ذمة تلك الأحداث فإن السياج الوطني في مواجهة العدوان سيكون أقوى وأمتن.
فالعدوان يبحث ويستغل كل منفذ يساعده على التسلل لضرب مركز السيادة اليمنية ،المتمثل بعاصمته صنعاء ،فبقاء المركز متماسكا يجعل كل مارتبه العدوان من تشققات في الذات اليمنية هباء ستذروه الرياح الوطنية ،ووحدة اليمنيين المتجذرة والممتزجة بآلامهم وآمالهم .فصنعاء هي قاعدة الوطنية اليمنية ،التي يشع منها استعادة عافية اليمن واليمنيين.
بشفافية يتحدث رئيس المجلس السياسي بوجود تجاوزات حقوقية تمت محاصرتها ومعالجتها بتفعيل أجهزة الضبط القضائي ،والتشديد على ضرورة التزام أجهزة الأمن بمعايير وضوابط القانون …
مع كل هذه التضحيات والدماء يظل السلام مطلبا جوهريا على أساس وقف العدوان وجرائمه وحصاره على الشعب اليمني ،وفقا لقاعدة احترام السيادة على كامل الأرض اليمنية ،وهنا يأتي الرهان على دور فاعل لمجلس النواب في قناعة السلام إقليميا ويمنيا ،ودعوة كل من راهن على العدوان من القوى السياسية للعودة إلى رشاد الوطنية اليمنية ،فالصراع السياسي حول الحكم ينبغي ألا يُشرِّع للارتماء في أحضان الاستعمار ،وتمكينه من الأرض والبحر والجو والثروة اليمنية .
الحوار بين اليمنيين كفيل بخلق شراكة وطنية حقيقية .فقدسية الدم اليمني يجب ألا تكون مطية لأطماع المستعمرين ،ولأن الحرب كامتداد للسياسة وأهدافها في حقيقتها هي بين يمن متمسك بجغرافيته وسيادته واستقلال قراره ،وبين عدوان أمريكي /يهودي يريد استلاب الأرض والقرار -فإن رئيس المجلس السياسي يؤكد أن التئام اليمنيين وتصالحهم هو.ما سيكون شريطة فك الارتباط بالعدوان والبدء بخطوات عملية لالتئام اليمنيين وتوافقهم السياسي والوطني.