صنعاء/ سبأ
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، التزام حكومة الإنقاذ بدعم القطاع الخاص ومشاريعه الاستثمارية وتسهيل نشاطه بما يخدم الشراكة القائمة تجاه الوطن وخدمة المواطنين.
جاء ذلك في الاجتماع الأول لمجلس المال والأعمال أمس بصنعاء بمشاركة واسعة من القطاع الخاص بحضور نائب رئيس الوزراء وزير المالية الدكتور حسين مقبولي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد ووزراء النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس والكهرباء والطاقة المهندس لطف الجرموزي والنقل زكريا الشامي والدولة فارس مناع والدولة رضية محمد عبدالله والدولة الدكتور حميد المزجاجي ومستشار المجلس السياسي الأعلى البرفيسور عبدالعزيز الترب ومستشار المجلس السياسي الأعلى الدكتور صالح شعبان وعدد من رؤساء المصالح الحكومية ذات الصِّلة .
ولفت رئيس الوزراء إلى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تجمع الحكومة والقطاع الخاص للبحث المتبادل في القضايا المشتركة لتجاوز الصعوبات القائمة ووضع المعالجات اللازمة لها .. مشيرا إلى تقدير الحكومة لنشاط القطاع الخاص الذي صمد في ظل العدوان رغم ما تعرضت له مصانع ومعامل القطاع الخاص من تدمير واستهداف من قبل تحالف العدوان، بالإضافة إلى الحصار الذي تسبب في صعوبات نقل البضائع وتشتتها بين الموانئ المجاورة .
وأوضح أن هناك جهودا تبذل من قبل وزيري المالية الحالي والسابق على اتجاهات متقدمة من شأنها إنعاش القطاع الخاص وتسهيل نشاطه ومهامه في ظل العدوان .. مؤكدا حرص الحكومة على الاستماع لملاحظات القطاع الخاص حول قانون الاستثمار في اتجاه تطويره إذا ما استدعت الضرورة ذلك.
وقال” يجب أن تطرح أفكار جديدة لتجديد النشاط العام للدولة بمختلف مكوناتها العامة والخاصة بما يحقق التطور المنشود لقطاعاتنا الإنتاجية والاقتصادية والخدمية وآليات عملها ” .
وطالب الدكتور بن حبتور، القطاع الخاص بمراعاة القدرة الشرائية الحالية للمواطنين التي تدنت كثيرا بفعل العدوان والحصار ونفاد مدخراتهم على مدى ثلاث سنوات مضت .. وأضاف ” ينبغي على القطاع الخاص مراعاة ذلك وأن يوازن قانون العرض والطلب وفق أسس إنسانية لأن الوضع الراهن وتداعياته الاقتصادية والمالية ألقى بظلاله القاتمة على حياة المواطنين واحتياجاتهم اليومية “.
وأشاد بما تقدمه الرأسمالية اليوم من منافع وتسهيلات وعطايا كثيرة للمجتمع رغم طبيعة تكوينها القائمة على النفعية والمصلحة .. مؤكداً أن توازن العملية الاستهلاكية للمواطن من المواد الأساسية هي مسؤولية أخلاقية على الحكومة والقطاع الخاص .
وأشار رئيس الوزراء إلى ما طرح في الاجتماع من مشاريع وفرص استثمار يجري الترويج لها في وسائل الإعلام بما تمثله من قيمة ايجابية تهيئ لنشاط قادم سواء في ظل العدوان أو مرحلة ما بعده .. معتبرا مجرد التفكير بعمل كهذا مؤشراً إيجابياً على أن الحرب بدأت بالتراجع ووضع أوزارها .
وأكد رئيس الوزراء استمرار جهود الحكومة مع القطاع الخاص لبعث روح الأمل لدى المواطنين الذين طال انتظارهم للسلام .. موضحا أنه في حال حلول السلام المتوازن الذي يحفظ لليمن كرامته وعزته فإن حامل القرار الوطني السياسي سيتعاطى معه بمسؤولية عالية.
من جانبه أعلن وزير الصناعة والتجارة عبده محمد بشر أن تأسيس شركة استثمارية للمشاريع الاستراتيجية ستعنى بعدد المشاريع الصناعية والتنموية في مجالات مصانع الطاقة المتجددة وتوليد الطاقة من النفايات وتجميع السيارات والآلات والمعدات والصناعات التعدينية ومصانع مواد البناء وصوامع الغلال وخزانات المشتقات النفطية والغاز.
وأشار إلى أن الشركة ستعمل أيضا على إنشاء مشاريع البنوك التجارية والإسلامية والتأجير التمويلي ومشاريع اتصالات الهاتف النقال والجيل الرابع إضافة إلى مشاريع التنمية الزراعية والثروة السمكية والحيوانية ومراكز الصادرات والمدن الاقتصادية والصناعية والسكنية والمقاولات الإنشائية.
وأوضح الوزير بشر أن رأس مال الشركة سيصل إلى نحو 100 مليار ريال وقيمة السهم الواحد فيها يصل إلى عشرة آلاف ريال تمكن المواطن العادي من المشاركة فيها وكذا تمكن القطاع الخاص والجانب الحكومي من خلق فرص عمل جديدة وإيجاد توازن في الأسعار.
وأكد أن الشركة اليمنية للاستثمارات الإستراتيجية ستعمل على إحداث طفرة اقتصادية في البلاد ونقلة نوعية في عجلة التنمية الاقتصادية الوطنية فضلا عن الإسهام في إعمار ما خلفه العدوان وتوفير الكثير من فرص العمل لأبناء الشعب اليمني في عدد من المجالات.
من جانبه أوضح رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة حسن الكبوس أن مجالس الأعمال في الدول المتقدمة تعد خطوة متطورة في سلم التشكيلات والمجالس الاقتصادية لرجال المال والأعمال .. لافتا إلى أنها تسهم في مناقشة ومعالجة الصعوبات وسير النشاط الاقتصادي في البلاد بشكل عام خاصة ما يتعلق بالأنشطة التجارية والصناعية والاستثمارية وضبطها وحماية المستهلك وكل ذلك من أجل ديمومة واستمرارية بيئة الأعمال والنشاط في البلاد.
وقال ” إن الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة والاتحاد العام للغرف يباركان إنشاء هذا المجلس ونؤكد أننا سنكون جهة فاعلة في تعزيز نشاطه وتحقيق أهدافه بما يسهم في التطور الاقتصادي وينمي القطاعات الإنتاجية “.
ولفت الكبوس إلى الصعوبات التي تواجه البلاد في الوقت الراهن والتداعيات التي أفرزتها الحرب وما سببته من خسائر جمًة للاقتصاد الوطني والنشاط الإنتاجي في كافة المجالات .. مؤكدا استشعار رجال الأعمال لهذه الظروف والصعاب منذ الوهلة الأولى للحرب في تأمين تدفق السلع الغذائية والدوائية والكسائية والاستهلاكية بكل طاقتهم.
وعبر عن أمله في أن يكون المجلس الاقتصادي عونا في حل ومعالجة ما يتعرض له نشاط قطاع الأعمال في اليمن والاستثمار والمستثمرون ويقدم التسهيلات الممكنة لهم.. مشيرا إلى أهمية تحديث قانون الاستثمار بما يمهد الطريق لجذب مشاريع كبيرة تحتاجها البلاد لتغطية فرص واعدة ومتوفرة في شتى المجالات.
تخلل الاجتماع عدد من المداخلات استعرضت الصعوبات التي تواجه القطاع الخاص والمتمثلة في سلسلة من الإجراءات الخاصة بالجمارك والضرائب وارتفاع سعر الصرف بالإضافة إلى الحصار على الموانئ اليمنية وفي مقدمتها ميناء الحديدة .
وتطرق المتحدثون إلى المشاريع الاستثمارية الإستراتيجية التي ستعمل الشركة اليمنية للاستثمارات الاستراتيجية على تنفيذها خلال الفترة القادمة.