باب المندب من منظور القانون الدولي
يحيى صلاح الدين
بالنسبة للقانون الدولي هناك فرق بين أن تقول سأضرب السفن والطائرات التي تعتدي علينا من المضيق أو أن تقول سأغلق باب المندب لأن القانون الدولي الخاص بالنزاع المسلح في البحار وخاصة المضايق والممرات الدولية قد منح الحق للدولة المطلة على المضيق الدفاع عن النفس وضرب السفن والطائرات التي تعتدي عليها وتحاصرها من المضيق ولكنه حرص كل الحرص على إبقاء الممر مفتوحا لتعلقه بمصالح معظم سكان العالم، حتى أنه حمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن ضرورة عمل اللازم لإبقائه مفتوحا.
لذلك لماذا نقول سنغلق المضيق ونكون في مواجهة مع دول نحن في غنى عنها، في حين اننا لو قلنا سنضرب السفن التي في المضيق وهي تعتدي علينا وتحاصرنا حققنا النتيجة المرجوة وهي كسر العدوان والحصار واضطرار العالم للتدخل ووضع حد للعدوان، هي نفس النتيجة غير اننا عندما نقول سنغلق المضيق وضعنا أنفسنا في مواجهة مع دول ليست عدوة لنا وليست مع العدوان.
القانون الدولي منع استخدام المضيق منطلقاً لأعمال مسلحة عدائية كما تفعل سفن العدوان السعودي من عدوان وحصار لشعب بكامله ولو قمنا بضربها وضرب السفن الأمريكية سيحدث ذلك سخطا دوليا على النظام السعودي والأمريكي لأن بقاء سفنهما المعادية في المضيق ذريعة شرعية لنا لضربها طبقا لحق الدفاع عن النفس وبحسب نص المادة 3 من دليل “سان ريمو” القانون المطبق في النزاعات المسلحة في البحار والذي نص على عدم جواز قيام سفن تحالف العدوان السعودي بعمل التفتيش والخطف والضبط أو استخدام المضيق كقاعدة لعملياتها وحصار شعب بأكمله كما هو الحاصل الآن من قبل تحالف العدوان، حيث اعتبرت المواد 16’176’18من القانون السالف ذلك أعمالاً عدائية يحق لنا مهاجمتها والدفاع عن النفس.
ما علينا إلا اختيار التعبير المناسب لأن العدو يستغل ذلك ويسخره لصالحه.