كتب/ معاذ القرشي –
أن يكون لك عيادة طبية فهذا بالأمر السهل فلا تحتاج إلا لدكان تقوم بطلاء واجهته باللون الأبيض¡ أما أن تكون طبيبا◌ٍ تعالج المرضى وتصرف الدواء وتضرب الحقن فهذا أمر أقل سهولة في مجتمع حسن النية لا يستطيع أن يميز فكل من لبس الثوب الأبيض ولف حول عنقه سماعة يغدو بالنسبة إليه طبيبا◌ٍ ماهرا◌ٍ وفي وضع كهذا يفتقد للرقابة والإشراف والمتابعة من قبل الجهات المعمول عليها حماية صحة الناس وسلامتهم¡ غدت العيادات الطبية أكثر من صالونات الحلاقة وفي زحمة العيادات الطبية ضاع الطب نفسه وحضر بدلا عنه آنات الضحايا بسبب أخطاء طبية يرتكبها أطباء درسوا الط ب وفي أكثر الأحيان يرتكبها البعض ممن يدعونه فقط وهنا تكون المصيبة أعظم.
سوسن القيداسي ابنة الثالث عشر عاما◌ٍ ذنبها أنها اصيبت بالانفلونزا بسبب شربها للماء البارد اسعفها والدها بسبب ذلك إلى إحدى العيادات¡ التي نحتفظ باسمها¡ للعلاج وصلت سوسن كما يقول والدها لا تشتكي من أي شيء إلا البرد جاءت تمشي على رجلها وقام الطبيب أو ربما من يدعي أنه طبيب بالكشف عليها وبعد ذلك قام بضرب إبرة للبنت لا يعرف الأب ماذا تحتوي كما هو حال المرضى الذين لا يعرفون ما يفعله الطبيب ومباشرة بعد ضرب الإبرة لم تستطع سوسن أن تقوم على رجلها يقول حسين القيداسي والد سوسن قمت بحمل سوسن إلى السيارة إلى البيت واعتبرت أنها مريضة لا تستطيع أن تقوم بسبب المرض وفي البيت زادت حالتها سواء فقد أصبحت لا تستطيع أن تحرك رجلها اليمنى أدنى حركة وفي الصباح قمت بإسعافها إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا وهناك أكد الأطباء أن سوسن تعرضت لإبرة في العصب.
وأضاف حسين: لم اتخيل أن يرتكب طبيب مثل هذا الخطأ القاتل الذي افقد ابنتي قدرتها على الوقوف أو تحريك رجلها المصابة لكن الأطباء قالوا أن شفاء الرجل يمكن أن يحدث ولكن من خلال جلسات كهرباء تعمل على تحفيز عمل العصب وبالفعل تم عمل الجلسات الكهربائية وتم تحويلي بعد ذلك إلى مركز الأطراف حيث قرر الطبيب المعالج جلسات تدليك وعلاج طبيعي وقام بعمل حذاء خاص لسوسن.
ويتابع الوالد: بعد أن اطماننت لحالة ابنتي وإمكانية علاجها مما أصابها قدمت شكوى إلى الأخ وكيل وزارة الصحة لما أصاب ابنتي والذي بدوره قام بتحويلها إلى رئيس المجلس الطبي.
وأضاف: الآن ومنذ خمسة أشهر وأنا أعالج ابنتي وقد كلفني علاجها أكثر من 800 ألف ريال والحمد لله ابنتي حالتها تتحسن وهذا بسبب لطف الله وعنايته ومتابعتي المستمرة لكن هؤلاء الذين يرتكبون جرائمهم بحق من يجب أن يحيطونهم بالرعاية إلى متى سيظلون طلقاء دون أن تصل إليهم يد العدالة.
نضع هذه القضية أمام الأخ وزير الصحة العامة والسكان الذي يعول عليه كثيرا في إيقاف كثير من العيادات والمستشفيات المخالفة والتي مخرجاتها من الضحايا يزيدون كل يوم رغبة في جعل الوسط الطبي نظيفا◌ٍ من مثل هؤلاء الذين للأسف في غياب الرقابة مارسوا جرائمهم بدم بارد وبدون شعور بصيحات الضحايا ودموع ذويهم حرقة لما حل بفلذات أكبادهم من ملائكة الرحمة الذين تحولوا إلى ملائكة العذاب.
Prev Post
قد يعجبك ايضا