صادق وجيه الدين
يمكن وصف ما تعرَّض له المنتخب الوطني لكرة القدم في بطولة كأس الخليج العربي (خليجي 23) التي ستختتم غدًا الجمعة في الكويت، بأنه “فشل مكتمل الأركان”؛ بحكم أن السلبية طغت على مختلف الجوانب، فجاءت مخيِّبة للآمال، بدرجة تجاوزت ما كان يخشاه المتشائمون؛ إذ خرج خالي الوفاض وصفر اليدين، على الصعيدين النقاطي والتهديفي، بعد أن خسر مبارياته الثلاث وتلقّى مرماه ثمانية أهداف، بواقع أربعة من قطر، وثلاثة من العراق، وهدف واحد من البحرين..!!.
يكون الشعور بالخيبة أكثر وأكبر عندما تتمُّ مقارنة المشاركة السلبية، أو –بتعبير أدق- الفاشلة، بالطموحات والآمال التي علَّقتها عليها الجماهير الرياضية في بلادنا، التي بدتْ توَّاقةً للاحتفال بتحقيق الفوز الأول لمنتخبنا في تاريخ مشاركاته ببطولة كأس الخليج، بعد تعذّر تحقيقه في جميع مشاركاته السابقة، منذ خليجي16 بالكويت 2003م وحتى خليجي22 بالسعودية 2014م، ، قبل أن تصطدم بعدم الخروج –على الأقل- بالنقطة التي خرج بها في أكثر المشاركات السابقة، حتى اشتُهر على مستوى البطولات الخليجية بلقب (منتخب أبو نقطة)..!!.
ليس من المقبول أن يتمَّ التبرير لهذا الفشل بالظروف والأوضاع الصعبة والعصيبة التي يمرّ بها منتخبنا، وتمرُّ بها بلادنا عمومًا، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، مع إقرارنا المسبق بإسهامها في التأثير السلبي على المستوى العام للمنتخب، وهي –عمومًا- تمثِّل سببًا واحدًا من جملة أسباب، تتحمَّل مسؤولياتها مختلف الأطراف، من اتحاد الكرة والجهازين الفني والإداري واللاعبين، فكل الأطراف تتقاسم المسؤولية، بنسب متفاوتة، لكنَّ النسبة الأقل –من وجهة نظري ووفق قناعتي- للَّاعبين، الذين غالبًا ما يكونون ضحيةً للقصور والأخطاء الموجودة لدى الأطراف المسؤولة عنهم، ومع هذا فلا يمكن إعفاؤهم من المسؤولية كاملًا..!!.
كما أنَّ من غير المقبول -بالنسبة إليَّ- إرجاع هذا الظهور السلبي إلى قصر فترة الإعداد للبطولة؛ بحكم أنَّ المنتخب ظلَّ في مرحلة إعدادية مستمرة خلال العام الفارط 2017م؛ إذ أقام معسكراتٍ تدريبيةً ثلاثةً في العاصمة المصرية (القاهرة)؛ نتيجة ارتباطه بالمشاركة في التصفيات المؤهِّلة إلى نهائيات كأس آسيا، وكانت آخر مباراة له قد لعبها في طاجيكستان قبل فترة ليست بعيدةً عن موعد إقرار الموعد النهائي للبطولة الخليجية، لكنَّ مباريات بطولة الخليج كشفت ضعف المردود من تلك المعسكرات، وأثبتت وجود فارق واضح بينها وبين المباريات التي لعبها منتخبنا في تصفيات كأس آسيا.
لا نريد أن نطيل الحديث عن هذه المشاركة، ولاسيَّما أن التفصيل حولها ممَّا لا تسمح به هذه المساحة المحدودة، إضافةً إلى أنّ معنوياتنا لا تعطينا القدرة على الإكثار من ذلك، وكل ما يمكننا أن نختم به هذه السطور، هو مطالبة جميع الجهات المعنية بالإفادة من هذه المشاركة الفاشلة، والبحث عن الأسباب التي أدّت إلى ذلك، لتفاديها وتجاوزها؛ بما يمكِّن من الظهور بمظهر أفضل وشكل أجمل في قادم المشاركات، والعمل على تجهيز المنتخب بالشكل المطلوب للمباراة الحاسمة له في تصفيات كأس آسيا، التي سيواجه فيها المنتخب النيبالي يوم الثامن والعشرين من مارس القادم في العاصمة القطرية (الدوحة)، وفي حال فوزه فإنَّه سيضمن الحضور في نهائيات القارة المزمع إقامتها العام القادم في الإمارات، آملين أن تزيد سلبية المشاركة الخليجية من الحرص على التعويض بإنجاز التأهُّل الآسيوي.