هستيريا العدوان تحول الحديدة إلى محافظة منكوبة

*أنهى العام 2017م بقتل وجرح 600 يمني ويمنية في عموم اليمن:
* 157 شـــــهيدا و792جـــــريحا في الأيام الأخيرة من العام الماضي
*الصحة: العــــدوان تـــسبب في تفشـي الأوبئة وسوء التــغذية في المحافظة
الثورة/أحمد المالكي
بالتزامن مع الضجة الإعلامية التي صخبت بها وسائل إعلام العدوان والمرتزقة بالسيطرة على مدينة الخوخة في ديسمبر الماضي كالفرقعات التي تطلقها بين الحين والآخر عن انتصاراتهم الوهمية في نهم والبيضاء وتعز وتحرير صنعاء وغيرها منذ بدء العدوان .
أنهى المجاهدون من أبناء الجيش واللجان الشعبية ضجيج الخوخة وحصدوا المجنزرات والأرواح من المرتزقة وآلياتهم بالعشرات والمئات .
وفي المقابل وردا على الهزائم النكراء التي تعرض العدوان ومرتزقته ويتعرضون لها في الحديدة وغيرها من الجبهات الداخلية وفي العمق السعودي، كثفت قوى العدوان من جرائمها البشعة في حق المدنيين الأبرياء بمختلف محافظات الجمهورية.
وتصدرت محافظة الحديدة ضحايا الهستيريا العدوانية التي وصلت الى قرابة600 شهيد وجريح مع نهاية ديسمبر الماضي في مختلف المحافظات..ومع بداية العام الجديد 2018م أعلنت الحديدة محافظة منكوبة بفعل الغارات الهستيرية التي تعرضت لها في اليومين الأخيرين والتي حصدت ما يقارب50جريحا وشهيدا من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء.
وحشية إجرامية
وزارة الصحة العامة والسكان أدانت المجازر التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الأمريكي بمحافظات الحديدة وحجة وصعدة نهاية العام 2017م وبداية العام 2018م.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور عبدالحكيم الكحلاني: ” ان العدوان السعودي الأمريكي الغاشم أبى إلا أن يفتتح العام الجديد بمجازر جديدة بحق المدنيين في عدة محافظات حيث تجاوز عدد الشهداء أكثر من 53 في الحديدة وحجة وصعدة “.
وأشار الدكتور الكحلاني إلى “أن هذه الهستيريا تأتي رداً على بيانات الإدانة الأممية والانتقادات حول مجازر الأسبوع الماضي”. حيث ارتفعت حصيلة شهداء المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي في محافظة الحديدة إلى 26 شهيداً و8 جرحى.
وأكدت مصادر طبية “استشهاد 26 مواطناً يمنياً على الأقل وجرح العشرات يوم الاثنين الفائت، في غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي استهدفت مديرية الجراحي في محافظة الحديدة الساحلية”.
وشن طيران العدوان ثلاث غارات على محطة وقود، وسوق شعبي، ومزرعة وسط مديرية الجراحي بالمحافظة.
من جهته أكد نائب مدير مكتب الصحة بالحديدة وليد العماد أن عدد الشهداء مرشح للزيادة، موضحا ان “المراكز الصحية في المحافظة استقبلت عشرات الشهداء والمصابين بجروح بليغة فيما لا يزال عشرات الجرحى في مكان القصف”.
مجازر انتقامية
..ويوما بعد آخر يثبت تحالف العدوان الأمريكي-السعودي فشله وفراغ جعبته التي لا تحمل إلا صواريخ الحقد بعد استمراره بسفك دماء الشعب اليمني وارتكاب المجازر بحقه، وآخر هذه المجازر تجلت بالحملة الهستيرية التي صبت جام فشل العدوان بغارات تستهدف المدنيين الأبرياء والتي قتلت وجرحت مئات المواطنين الأبرياء والأطفال والنساء في محاولة منها لقلب موازين معادلة الانتصارات التي تسطرها قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
ولعل آخر فصول المجازر المرتكبة بحق الشعب اليمني تجلت بالمجزرة الأخيرة التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي في مديرية التحيتا في محافظة الحديدة، حيث أغارت طائرات التحالف على منزل أحد المواطنين، وقتلت 14 يمنياً من أسرة واحدة. سبق ذلك ارتكاب مجزرة مروعة في مديرية التعزية في محافظة تعز، بغارات غاشمة لطيران العدوان على سوق شعبي فيها، قتلت وجرحت أكثر من 100 مواطن.
ويوم الأحد، قتلت خمس غارات لطيران العدوان 11 مدنياً، بينهم 5 من أسرة واحدة و6 مسعفين، وأصابت 13 آخرين بجروح، في منطقة عصر، في مديرية معين في العاصمة صنعاء.
واستشهد 8 مواطنين بينهم امرأتان، بغارات لمقاتلات “التحالف” على إحدى المزارع في مديرية زبيد.
وفي المحافظة نفسها، أغار الطيران المعادي على مزرعة أخرى في مديرية الخوخة، ما أدى إلى استشهاد 6 مزارعين. في غضون ذلك، استهدفت 6 غارات مبنى الجمارك في محافظة ذمار، مُتسبّبةً باستشهاد 4 مواطنين، وجرح 55 آخرين. وفي محافظة صعدة، استشهدت 3 نساء وأصيبت رابعة بجروح، بعدما أغارت مقاتلات العدوان على مجموعة نسوة لدى عودتهن من مجلس عزاء في مديرية رازح.
ويوم السبت، استشهد 5 أطفال وأصيب 3 آخرون بجروح، بغارة لطيران تحالف العدوان استهدفتهم أثناء لعبهم بجوار جامعة أرحب، في محافظة صنعاء جاء ذلك بعدما أغارت مقاتلات العدوان على تجمع قبلي في المديرية نفسها، وقتلت 7 أشخاص وجرحت 25 آخرين.
تحرك فوري
في مقابل هذه الهستيريا الإجرامية لتحالف العدوان عقد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ بهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة مؤتمرا صحفيا أعلن فيه الحديدة محافظة منكوبة صحيا وفق المؤشرات الصحية والبيانات الميدانية.
ودعا وزير الصحة في المؤتمر الصحفي إلى التحرك الفوري لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لإنقاذ أبناء المحافظة من الامراض التي انتشرت خلال الفترة الماضية وتسببت في وفاة العديد من الحالات بالإضافة إلى استهداف المحافظة المكثف من قبل العدوان خاصة خلال الأسابيع الماضية.
وقال الوزير بن حفيظ : إن من يستهدفهم العدوان في محافظة الحديدة مدنيون وعلى الرغم من الأمراض التي انتشرت فيها واستمرار همجية العدوان الغاشم سيظلون صامدين في وجه العدوان الذي استهدف خلال الأسابيع الماضية المئات من المدنيين بقصف طيران العدوان السعودي الأمريكي وتدمير معظم المرافق الصحية وتسبب العدوان في تفشي الأوبئة وسوء التغذية بالمحافظة”.
مآسٍ إنسانية
من جانبه قال: مدير مكتب الصحة العامة والسكان في الحديدة الدكتور عبدالرحمن جار الله أن “مكتب الصحة سجل إصابة 140 الفاً و850 حالة بالكوليرا توفيت منها 37 حالة، وتم تسجيل أكثر من 47 حالة إصابة بوباء الدفتيريا (الخناق) توفيت منها عشر حالات” .
وأشار مدير مكتب وزارة الصحة الى أن هيئة مستشفى الثورة العام يعتبر مرجعية للمرافق الصحية في المحافظة نظرا لما تقدمه من خدمات صحية متميزة حيث استقبل خلال الأيام الماضية 792 جريحا و157 شهيدا جراء العدوان منهم شهداء بالحروق أو القصف المباشر من طيران التحالف”.
ولفت مدير عام مكتب الصحة بالحديدة إلى أن قصف العدوان وحصاره حرم مليونين و600 الف شخص من الخدمات الصحية في المحافظة التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين و23 الف نسمة ، كما استقبلت المحافظة خلال العدوان الغاشم 110 آلاف نازح من عدد من المحافظات المجاورة.
لجنة تحقيق
إلى ذلك جددت وزارة حقوق الإنسان التأكيد على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق والتحقيق في كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها دول تحالف العدوان بقيادة السعودية في اليمن منذ مارس 2015م وآخرها استهداف ثلاث غارات لطيران العدوان محطة وقود وسوق شعبي في مديرية الجراحي في الحديدة ما أدى إلى استشهاد أكثر من 20 مواطنا وجرح ثمانية آخرين.
وطالبت الوزارة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بـ”الضغط على تحالف العدوان على اليمن من أجل إيقاف العدوان ورفع الحصار الجائر، والعمل على وضع الحلول السياسية لإحلال السلام في اليمن كونه الجسر الوحيد والآمن لإنهاء الأزمة” .
وقد أثبت العدوان السعودي فشله الذريع في كسر ارادة الشعب اليمني وقلب الموازين لصالحه أمام صلابة وعزيمة اليمنيين وتلاحمهم جيشاً ولجانا وشعباً، رغم الغارات اليومية التي يتعرضون لها، فالعدوان بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة وشعبنا بالتأكيد ماض نحو النصر المبين الذي نراه قريبا بلاشك يلوح في الأفق.

قد يعجبك ايضا