*الخضروات أكثر تضرراً
تحقيق / نبيهة محضور
يشهد شتاء هذا العام موجة صقيع قوية تضرب مناطق ومحافظات متعددة في اليمن أهمها محافظة ذمار، عمران ، صنعاء ، البيضاء التي تشهد انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة وصلت إلى 4 درجات تحت الصفر، خاصة محافظ ذمار وجبل النبي شعيب إلى الغرب من صنعاء، ملحقة أضراراً في المحاصيل الزراعية واتلافاً لمساحات واسعة منها في عدة مناطق مما أدى إلى ارتفاع أسعارها خاصة محصول الطماطم ، من خلال هذا الاستطلاع لبعض المعنيين والمختصين في القطاع الزراعي سنتعرف على آثار الصقيع على القطاع الزراعي ووسائل الحد منها.
ويرجع تكون موجة الصقيع هذا الموسم إلى انحسار الرطوبة وخلو السماء من الغيوم وتدفق كتلة هواء باردة من شمال الجزيرة العربية .
المهندس هلال الجشاري– مدير عام مكتب الزراعة ذمار، أفاد بأن محافظة ذمار التي تعتبر من أهم المحافظات الزراعية من حيث الإنتاج والمساحات المزروعة لأصناف الخضروات المختلفة تعرضت لموجة صقيع شديدة أثرت بشكل كبير على المحاصيل المزروعة في هذا الموسم ،حيث أدت هذه الموجة إلى إلى إتلاف 80 %من المحاصيل الزراعية بأنواعها وفي مقدمتها محاصيل الخضار (البطاطا – الطماطم –الكوسة) إضافة إلى تأثر الزراعة المحمية (الزراعة داخل الصوب البلاستيكية) تأثراً كبيراً.
منوهاً بأن جهاز الإرشاد الزراعي في المحافظة نفذ العديد من الزيارات الميدانية التفقدية والأيام التوعوية والإرشادية لتعريف المزارعين كيفية وقاية المحاصيل الزراعية من الصقيع .
تلف الخضروات
من جتهته أوضح المهندس صلاح المشرقي– مدير الإرشاد الزراعي بالوزارة – أن الصقيع يختلف تأثيره على النباتات من نبات لأخر وذلك حسب تحملها لدرجات الحرارة وحسب أنواعها وأصنافها ومرحلة نموها مؤكدا أن أكثر النباتات تضررا هي محاصيل الخضار التي تعتبر أكثر استهلاكاً ، والمحاصيل التي في بداية نموها نتيجة توقف سريان العصارة في كثير من النباتات بسبب تجمدها ، مما يؤدي إلى تلف وموت النباتات المتضررة مما يلحق أضراراً اقتصادية يتكبدها المزارعون.
طرق وقاية
وأكد المشرقي أن على المزارعين اتباع طرق الوقاية من الصقيع لمنع أضراره والتقليل منها من خلال الاهتمام بري الأرض ليلا أو في الصباح الباكر عند توقع حدوث الصقيع ورش السوبر فوسفات وسلفات البوتاسيوم بنسبة 2% واستخدام التعفير بالكبريت للحد من ضرر الصقيع .
منوها بأهمية التخلص من الأعشاب والحفاظ على التربة المحيطة نظيفة من الأعشاب والمخلفات والحفاظ على رطوبة التربة خاصة في البيوت المحمية والعمل على سد جميع الفتحات والثقوب الموجودة بالغطاء البلاستيكي .
وأشار المشرقي إلى أن الصقيع لا تتوقف أضراره على المحاصيل الزراعية فقط بل أيضا يؤثر على الثروة الحيوانية ، ناصحاً المزارعين مربي الثروة الحيوانية والدواجن والنحل بضرورة توفير الإيواء المناسب للأبقار والأغنام في ليالي الشتاء الباردة وان تكون تلك الأماكن معرضة لدخول أشعة للشمس في فترات النهار وعلى مربي النحل تغطية خلايا النحل وعدم فحص الخلايا في فترات الصقيع ويفضل نقلها لمناطق دافئة فترة الصقيع .
محاصيل مقاومة
بدوره أشار المهندس فؤاد الكوري مدير إدارة الإرشاد بمكتب الزراعة ذمار إلى أن موجة الصقيع التي اجتاحت مناطق متعددة في اليمن ومنها ذمار لم يسبق لها مثيل في الأعوام السابقة وأنها ألحقت أضراراً فادحة تكبدها المزارعون خلال هذا الموسم في محافظة ذمار تمثلت في إتلاف مساحات واسعة وعشرات الهكتارات من الأراضي المزروعة وأهمها الطماطم والبطاطا وخاصة على النباتات الغضة والمزروعة حديثا ، مشيرا إلى انه حتى نبات القات المغطى لم يسلم من موجة الصقيع هذه.
لافتا إلى أهمية أخذ المزاعين للحيطة والحذر والتدخين بالصباح الباكر باستخدام إطارات السيارات والزيوت الحارقة والقش وغيره للتخفيف من آثار الصقيع على مزروعاتهم.
ناصحا المزارعين من يرغبون بالزراعة في مثل هكذا موسم بزراعة بعض الأصناف من الخضار والحبوب والفاكهة المقاومة نوعا ما للصقيع مثل الكوبش والبصل والسلطة ومن الحبوب كالشعير العلفي ، مشيراً إلى أن الفاكهة المتساقطة الأوراق مثل الخوخ والرمان والتوت تعتبر أكثر الأنواع تحملا للصقيع بل انها تعطي محصولاً ممتازاً عند انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وحصولها على ساعات البرودة الكافية لتفتح البراعم والنموات الساكنة .
التزام المواعيد
كما أوضح المهندس انس العيزري–مدير إدارة وقاية النبات بمكتب زراعة ذمار أن أضرار الصقيع على النبات تتمثل في الأضرار بالبراعم الزهرية من حيث نقص الإزهار أو تعفنها والذي يؤدي إلى اضطراب نمو الثمار وتشوه أشكالها مما يؤثر على قيمتها الشرائية ويتسبب في خسائر اقتصادية للمزارع ,
مؤكدا على أهمية الالتزام بالمواعيد الزراعية وعدم مغامرة المزارعين بالزراعة في المواعيد المحتمل حدوث الصقيع فيها واختيار موقع الأرض وشكل الحقل الطبوغرافي لأن ذلك يقلل من أضرار الصقيع .
ونوه العيزري بأهمية القيام بالأعمال الزراعية من حيث قص الأعشاب التي تنمو تحت الأشجار والنباتات المزروعة لتصريف الهواء البارد وتأخير تقليم الأشجار واستخدام وسائل للحد من إضرار الصقيع كتغطية المحاصيل بالقماش والتدخين واستخدام نشارة الخشب أو القش لتدفئة المحاصيل .