بمناسبة ألف يوم من العدوان : السعودية ثلاثة حروب كبرى وقرن من الاحتلال والارتهان
عبدالجبار الحاج
بمناسبة 1000 يوم من العدوان يسجل التاريخ ثالث الحروب الظالمة الواسعة والطويلة التي تشنها وتقودها السعودية نيابة عن الاستعمار العالمي وسيسجل التاريخ ارادات وتضحيات شعب اليمن ولن يسجل انها حرب سعود ضد الأنصار .
السعودية هي من شنت حربها الطويلة منذ العام 62 وحتى العام 68 ضد الشعب اليمني وفي حرب كان هدفها وأد الثورة اليمنية التي أعلنت يوم 26 سبتمبر .
والسعودية هي من شنت في الثلاثينيات حربا توسعية احتلالية ونتج عنها اتفاقية الطائف التي بموجبها واصلت تواجدها التوسعي الاحتلالي لأراضي نجران وجيزان وعسير وألحقت احتلالها على أرخبيل فرسان وما يعرف اليوم على الخارطة من جزر اليمن المقابلة لساحل جيزان .
في العام 68 استقدمت السعودية عشرات الآلاف من المرتزقة الباكستانيين واستعانت بخبراء وضباط من الاردن وإيران وشنت عدوانا مفاجئا بهذه الجيوش الأجنبية ودارت هناك معارك ضارية حيث استعاد الجيش اليمني الجنوبي الناشئ لتوه اثر انجاز الاستقلال من الاحتلال البريطاني وجلاء آخر جندي واستعادت قوات الجيش اليمني الجنوبي البلق في معركة شهيرة في التاريخ اسمها معركة البلق .
وكانت خلفية هذه المعركة السياسية هي رفض الجنوب التسليم والاقرار بسعودية ارض الشرورة والوديعة التي ادعى الانجليز انها ارض منحتها أسرة آل الكثيري هبة لعبدالعزيز آل سعود اذ رفضوا ذلك في مفاوضات الاستقلال كما رفضوا ادعاءات بريطانيا في قول الانجليز بصومالية سقطرى وعمانية جزر كوريا موريا ومماطلتهم في تسليم ميون ما دفع حكومة الثورة في الجنوب الى بسط سيادتها بالقوة على تلك الجزر وفي الوديعة والشرورة جمعت السعودية جيوش المرتزقة من فلول السلاطين والرجعيين في معسكرات ظلت تشن حروبا وعمليات تسلل تخريبية فشلت وأحبطت مرارا .
السعودية هي من دشنت اكبر جريمة في التاريخ في ارتكاب جريمة مجزرة الحجاج الكبرى في تنومة عام 1923م وسقط في هذه المذبحة ثلاثة آلاف ومئة وخمسين حاجا يمثلون كل ألوان وجهات اليمن .
السعودية عدو تاريخي للشعب اليمني قبل ظهور أنصار الله في اليمن .وبالتالي فهي معركة وطنية تهم الشعب اليمني كله وليست معركة الأنصار .
المفارقة المأساوية أن السعودية في حروبها كانت تصطدم بصمود واستبسال وتسجيل الطرف اليمني المقاوم انجازات عسكرية وانتصارات رغم فوارق المال والسلاح والدعم الواضح لدول الغرب ومشاركة المرتزقة من الأردن وإيران وباكستان ودول أخرى عديدة .اذ كانت المفارقات في تحويل النتائج عبر التفاوض السياسي تنقلب لصالح الطرف السعودي ولذلك أسبابه في ضعف المفاوض السياسي اليمني سياسيا واخلاقيا ووطنيا وقدرة المال السعودي على شراء ضمائرهم من جهة وسقوط أطراف سياسية في سلطة اليمن وقيامها بتنفيذ اشكال متعددة من الانقلاب لصالح الرغبة السعودية وهذا ما حدث في نهاية الستينيات اذ نجح انقلاب 5 نوفمبر 67 في الإطاحة بحكومة السلال ومن ثم توجت الخيانات الوطنية للسلطة با اُسمي بالمصالحة الوطنية عام 70 وعلى اثرها جرى تصفية ما تبقى من الفصائل الوطنية الثورية في مؤسسات الجيش والأمن وفي كل مؤسسات الحكم ومن ثم ملاحقاتهم واعتقالهم واغتيالهم تباعا.
سجلت احداث التاريخ في الصراع اليمني السعودي . ان الموقف الوطني هو دوما الرافض والمواجه لسياسات وحروب ال سعود ومن التسطيح والجهل والعمالة المكشوفة ان يحاول البعض عبثا تصنيف المعركة انها معركة بين الأنصار والسعودية ..
اذ على أساس من منطقهم المقلوب والمفضوح هذا في محاولة مواراة سوءتهم في العمالة ، يرمون من ذلك وسم كل موقف وطني في هذه المعركة الوطنية مع العدو التاريخي بأنه موقف تابع لأنصار الله ..
البعض ممن لا ينطلقون في مواقفهم من مبادئ راسخة وقيم ثابتة في الموقف من السياسات والحروب السعودية ضد اليمن واليمنيين بحيث تراهم يتقلبون ليس بناء على احداث التاريخ ووقائعه وليس بناء على ذاكرة وطنية حية وحافلة بالاحداث الكبرى الحاصلة أو تلك التي مرت علينا نحن اليمنيين خلال قرن كامل اذا سجلنا محطات التاريخ اعتبارا من بداية نشوء وتشكل ما يسمى بالدولة السعودية الثالثة وهو الكيان الذي اخذ يتموقع ويتمدد بدعم بريطاني بالتأسس والتكون عبر الزحف على الجزيرة العربية في مناطق نجد والحجاز ومن ثم التوسع على أراض ومناطق ومياه وجزر يمنية ..
ان جذر المشكلة التاريخية بين اليمن الدولة الضاربة في أعماق التاريخ والكيان الطارئ باسم سعود هو ما شكل في الوعي والذاكرة اليمنية الموقف الوطني تجاه نهج التوسع والاحتلال الذي نشأ منذ لحظته الأولى على مشروع إقامة كيان طارئ يمثل ويخدم المشاريع والأطماع الاستعمارية الكبرى مثل بريطانيا التي وقفت خلف هذا الكيان كأساس وموقع ومساحة قائمة على مخزون من الثروة الهائلة تضمن تلك المطامع الدولية تدفق إنتاجها بسهولة الى بلدانها وتوظف موارده وايرادها لضرب كل ما هو عربي وبالفعل صار الممول في حروب احتواء حركة التحرر العربي الصاعدة آنذاك .
لدي ملاحظتان جوهريتان في ختام هذا المقال تتعلقان بالموضوع نفسه وهو ما يتعلق بالخارطة السياسية لليمن واليمن وشعبها ونحن في أتون حرب تبدو طويلة الأمد وفيها تضحيات لايمكن ان تذهب دون استعادة ما احتله العدوان من أراض خلال ثلاثة حروب وهي الخارطة التي أرى ان فيها وفي التعامل معها كخريطة رسمية خطأ جسيماً وبالغاً بل وتفريطاً بالحقوق التاريخية في الأرض والسيادة، وهي ملاحظة موجهة لوسائل الإعلام المناهضة للعدوان وعلى رأسها وزير الإعلام وهما:
الأولى :
تأكيد:أن أي خارطة تقتطع نجران وجيزان وعسير وجزر فرسان من اليمن هي خارطة سعودية .
أبديت ملاحظة جوهرية حول خارطة علقت على فضائية اليمن الرسمية .وهو خطأ جسيم يتوجب فورا تحاشيه والاستعانة بخارطة يصممها ضالعون في التاريخ والجغرافيا لتغدو بعد تصميمها خارطة لحركة تحرر وطني يمنية تتمسك بها هدفا وأساسا وانتصارا وتحريرا في حربنا العادلة التي يخوضها شعبنا اليمني اليوم .
الثانية :
اقترح بمناسبة 1000 يوم من الصمود الإعلان الرسمي عن نجران وجيزان وعسير وأرخبيل فرسان أراض يمنية محتلة وهدفا لحربنا الوطنية العادلة .فضلا عن الإعلان الدائم للجزر المحتلة من سقطرى الى ميون وكل شبر منها .