وكر الثّعابين ورجال اللّه

 

أشواق مهدي دومان
في حرب لبنان – إسرائيل 2006م قام حكّام العرب العملاء بالتّغطية وتبرير ضرب إسرائيل للجنوب اللبناني بمبرّر يشبه مبرّرهم في حرب وعدوان تحالف أكثر من ستّ عشرة دولة على اليمن ، فكان المعتدون و مَن يتآمر ويتحالف ويغطّي لهم جرائمهم في لبنان كالثّعابين تخرج من وكر واحد حفره ثالوث الشّر السّعوصهيوأمريكي ، وهناك وبدلا من أن يقف العرب وقفة رجل واحد مع سيّد المقاومة السّيّد ( حسن نصر اللّه )، ويجرّموا إسرائيل ، وما كان مطلوبا منهم سوى الشّجب والتّنديد ؛ فهم العاجزون عن تحريك ساكن ، ولكنّه أضعف الإيمان ، وما حصل هو العكس فقد وجّهوا أصابع الاتهام لحزب اللّه ، وبكى السّنيورة : رئيس وزراء لبنان آنذاك بدموع سعودية ، متآمرة لكسب تأييد وتضليل الرأي العام ، ولفت الانتباه إلى أنّه يخاف على لبنان من الضّربة الإسرائيليّة ، ويبرّر حرب إسرائيل على بلده بأنّ قلبه على لبنان ؛ فيناشد السّيّد (حسن نصر اللّه) بألاّ يرد على اسرائيل ، ويسلّم سلاح المقاومة اللبنانية حتّى يعمّ السّلام في لبنان ، وتأتي قوات دوليّة تحفظ أمن لبنان ،، ولكنّ ( نصر اللّه ) يرفض و يأبى أن يكون ظهيرا للعملاء ، والمجرمين ، ويخون وطنه عقيدته التي استقاها من القرآن بأنّه : ” من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ” ، وبأنّه : “لا عدوان إلّا على الظّالمين “،، فانطلق بجناح فريد ، نهض كصقر جريح في أحد جناحيه ، مضى يدافع عن لبنان الكبرياء بثقة كبيرة بالنّصر مراهنا على اللّه وحده ، وعلى رجال تخرّجوا من مدرسته الحيدريّة الكرّارة غير الفرّارة ،،
مضى يدافع عن لبنان وحيدا مؤمنا بقضيته ، وقد أعطى حكّام العرب العملاء وأدار لهم ظهره الشّريف ، وحينها لقّن إسرائيل درسا قاسيا لم تستطع نسيانه إلى اليوم ؛ فقد قصم ظهر (أمريكا )في مدلّلتها (إسرائيل) ، و قطع على الإسرائيليين حلما في شرق أوسط جديد ، يبدأ بكسر جناح المقاومة اللبنانيّة فتتداعى بعده جناحات أي حركة مقاومة لوجود الكيان العنصري الإسرائيلي، ولكنّ (نصر اللّه ) أحال حلمهم الوردي كابوسا أسود ، و كسر شوكة إسرائيل ، وقهر الجيش الذي ظن يوما أنّه لن يقهر ،،
نعم انتصر ( نصر اللّه) في غير انتظار للعملاء أن يدعموا المقاومة بحرف صادق فقط ، وتمرّ السّنون ليراود إسرائيل حلمها الذي غيّرت وجهته صوب قلعة شموخ أخرى ترفض كيانها المأفون ، وجّهت إسرائيل وجهة حلمها إلى بلاد قائد يصرخ من خلف الصّحارى والبحار أن:
الموت لإسرائيل ،
وهنا وبعد هزيمتها في لبنان ؛ ولجغرافية وطبيعة اليمن ، وبحكم بُعد إسرائيل حدوديّا مع اليمن مايجعل هجومها المباشر على اليمن شيئا غير مستساغ ، وغير مبرّر ، وغير منطقي فقد حرّكت أذنابها من أعراب الجزيرة ، ولوّحت براياتها الحمراء كعربيدة الزّمان ، لوّحت لأذنابها من بني سعود ، والخليجيين لضرب اليمن فهم جيران اليمن ، وأقرب منها ، وستدعمهم لوجستيا واستخباراتيا ، وتخطيطا ، ولأنّهم بقرتها الحلوب وتحت زنانيرهم مليارات الأموال والذهب ، والكنوز المكدّسة من فريضة الحجّ وضرائب الحجّاج ، ومن تجارة النّفط فلا يجوز كنز الذّهب والفضّة ويجب انفاقها على حلم إسرائيل حتّى لا تكوى جباههم بها في نار جهنم لو هم كنزوها ،، ولهذا أنفقت المملكة الوهابيّة السعوديّة حدّ الفقر لحربها على جارتها اليمن ، وما بقي من كنوزها أهدته لترامب وعقيلته وابنته حين تكرّم ترامب وزار بلاد الحرمين ، وأسدل ستار عهد جديد ، ومدّ البساط الأحمر من دم اليمانيين القاني لتحقيق حلم إسرائيل في تمدّدها اللا محدود ،، زار ترامب مملكة الوهابية وشرّفها بزيارته في خطوات تشجيعيّة للبقرة الحلوب بالاستمرار في قصف اليمن بدعوى القضاء على التّمدّد الإيراني ، فكان سلمان وابنه كجحا حين حمل الحمار على ظهره بغباء وجهل وكلّه لعيون إسرائيل التي تمّ التطبع معها علنيا وجهارا نهارا ،كاسرين حاجز الرّهبة الذي كان في السّابق من التّطبع بل السّجود لنتنياهو وترامب ما يجعل إسرائيليا يدوس طهر مسجد الرّسول الأعظم في جو أريحي يتقبّله كلّ العبيد والعملاء ، وفوق هذا ما يجعل ترامب يصارح بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ، وثعابين العرب خانعون ، بائعون لمسرى نبيّهم ، ما يجعل من رجل يماني استشهد على يد المخابرات السعوصهيو أمريكيّة حين فضح مشروعهم في التّمدّد الإسرائيلي لجعل القدس عاصمة لبني إسرائيل ،، نعم استشهد القائد السيّد اليماني / حسين بدر الدّين الحوثي مفتديا بروحه ودمه حريّته ، واستشرافه للمستقبل الأخطر لو دخلت أمريكا اليمن ، فقدّم حجّته ، وبلّغ استبصاراته في محاضراته التي جُمعت في ملازم ، وبلغ أمره عبر عملاء أمريكا وإسرائيل ، بلغ شأنه وأمره إلى تلك الكيانات الاستعماريّة فجيّشت الجيوش وحاربته لفكره وربّانيّته و تولّيه للّه ورسوله وآله (عليهم السّلام أجمعين )
حاربوا رجولته وحريته ؛ خوفا من صرخته التي أقضّت مضاجعهم وكشفت خباياهم حين صرخ بـ:
اللّه أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
الّلعنة على اليهود
النّصر للإسلام
وحوربت صعدة ستة حروب من 2004 إلى 2010م بسلاح إسرائيلي أمريكي و بأذرع أحمريّة وهابيّة ، لتكميم حريته وثورته الصّادقة ، الصّارخة في وجوههم أن لامكان لكم في وطن الأنصار ،، فقتلته أذرعهم الاستخباراتيّة حرّا مجاهدا بعد مقاومة منه ومن رجاله شديدة البأس ، ورغم وضع ومعاملة تلك الأذرع الوهابيّة لصعدة كمستعمرة ،
نعم عاملت الحكومة اليمنية (آنذاك ) صعدة كأرض محتلة ، ولكن باستشهاده سقط الظالمون وسقط حلم إسرائيل معهم ؛ فقد كان استشهاد الشهيد القائد السّيد / حسين بدر الدّين الحوثي شرارة ثورة ربانيّة باركها اللّه ، فنهضت بوجعها ، وجراحها وانتصر دمها على سيوف الثّعابين الذين تآمروا من جديد مع ولاة أمرهم من بني سعود والخلاوجة و كبيرتهم التي علّمتهم البغي( إسرائيل وأمريكا) ، اجتمعوا معا لوأد تلك الثّورة التي أكمل مشوارها القائد الفذّ الشّجاع السّيّد / عبدالملك بدر الدّين الحوثي، الذي جاهدهم وإلى اليوم في حين مضت البقرة الحلوب وجمعت من الثعابين المستعربة ما جمعت في ضربها لليمن ، و بقناع وصورة واستراتيجية أوسع ، فقد حوربت اليمن كلّ اليمن ،، فما أشبه موقف قائدنا وحيدرنا وكرّارنا السّيّد المغوار / عبدالملك بن البدر الحوثي ، الذي يُعامل كما عّومل سيّد المقاومة ، السيد (حسن نصر اللّه) بقسوة العرب وعمالتهم ، وانبطاحهم وخسّتهم ، وانحنائهم لأمريكا وإسرائيل ، وربّما عومل قائدنا ووطننا اليمن بأشد صلافة حين لم يكتفْ العرب المنبطحون بالصّمت تجاه العدوان علينا ، بل شاركوا بأموال وسلاح ورجال هم أشبه بالكباش ، وكما فعل سيّد المقاومة اللبنانية فعل سيّد النّصر اليماني حين أدار ظهره الشّريف للعملاء ، والمنافقين ، والمرتزقة الذين برّروا للعدوان على وطنهم بوجود أنصار الله وسلاح أنصار اللّه وطالبوه بنفس ما طالبوا (نصر اللّه ) بأن يلقي السّلاح ،
ولو كان ذلك فعدن والجنوب ألقوا سلاحهم ، فهل ينعمون الآن إلّا بمستعمر بريطاني أمريكي صهيوني بعقال وعباية إماراتيّة ،،
ولكنّه ديدن أشباه الرّجال حين يردّدون ، ويجعلون من أنفسهم أحذية ، ويبسطون مبادئهم كسجاد يمشي عليه الغزاة المحتلّون ،،
ولكنّه ابن حيدر اليماني الحوثي لها ، وقد جاهد ولازال يجاهد بما يمليه عليه نهج جدّه محمّد وبخطى إمامه عليّ وثقافة الحسين وانتصار زيد بن علي يمضي قائد المسيرة القرآنيّة ليحطّم أصنام العمالة ، والارتزاق واحدا تلو الآخر، غير مهتم بفقاعات المنافقين الذين ما خرجوا من قمقم الانبطاح ، وكم رأيناهم يتخبّطون كمن يتخبّطه الشّيطان الأكبر من المسّ ، في ترّهات ما أنزل اللّه بها من سلطان ، ولامعنى لها ولا يترجمها إلا قوله (عزّ وجل ): ولن ترضى عنك اليهود، ولا النّصارى حتّى تتبع ملّتهم ”
فليعملوا جهدهم ، فقد خيّبهم اللّه على مدار ثلاث سنوات لم يجنوا خلالها سوى الهزيمة ، والفشل أمام رجال اللّه خريجي مدرسة الكهف المرّاني ، الذي لم تستطع ( أمينة : عبد ربه هادي ) بتحالف الثعابين الإرهابي أن تضع العَلَم السعوإماراتي فيه ، بل ظلّ علم اليمن ، وسيظل علم اليمن كلّ اليمن، هو المرفرف على جبال اليمن الشّامخة ، فعهد قائد المسيرة القرآنية وإيمانه وعقيدته بـ:
” أن لا ترى الدّنيا على أرضي وصيّا “..

 

 

قد يعجبك ايضا