الأراضي المحتلة/ وكالات
تواصلت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي صباح أمس الأربعاء، وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجراح، وعشرات آخرmk بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وشرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة وقعت المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، إثر قيام قوة عسكرية إسرائيلية بتأمين دخول حافلات إسرائيلية تنقل عشرات المستوطنين لـ”قبر يوسف”، لأداء “صلوات دينية”، وفق شهود عيان. واندلعت المواجهات في منطقة بلاطة وشارع عمان شرق نابلس.
وبحسب مصادر طبية فلسطينية، بأن طواقم طبية قدمت العلاج لثلاثة مصابين بجراح إثر إصابتهم بالرصاص الحي والمطاطي، مضيفة أن حالة المصابين بين متوسطة وخطيرة.
وذكر مسعفون ميدانيون إنهم قدموا الإسعاف لعشرات المصابين بحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي والمطاطي بحسب ما أكده شهود، وقنابل الغاز تجاه الشبان، الذين رشقوا القوات بالحجارة والعبوات الفارغة، وأشعلوا النيران في إطارات المركبات الفارغة.
وكان المئات من الشبان قد تواجدوا في ساعات الليل في الشوارع المحيطة بقبر يوسف، للتصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين الذين كانوا يستعدون لاقتحام القبر.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، والليلة الماضية، 17 فلسطينيا من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، بينهم فتاة.
ومن بين المعتقلين أسيران محرران، من مدينة نابلس وبلدة تل شمال الضفة الغربية المحتلة.
يشار إلى أن المواجهات مستمرة للأسبوع الثاني على التوالي، منذ قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس المحتلة “عاصمة لإسرائيل”، الأمر الذي أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وتنديدا دوليا.
من جهة أخرى حذّرت سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة “نيكي هايلي” بأسلوب يملؤه التهديد والتخويف البعيد عن الدبلوماسية الدولية، من انها ستبلغ الرئيس دونالد ترامب بأسماء الدول التي ستدعم مشروع قرار مطروح للتصويت عليه الخميس في الجمعية العامة يرفض إعلان واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
من جانبها دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الى التصويت أمس على مشروع قرار يدين اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبلغة التهديد والوعيد قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة في رسالة وجهتها الى سفراء عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة واطلعت عليها وكالة فرانس برس: ان الرئيس (دونالد ترامب) سيراقب هذا التصويت بشكل دقيق وطلب ان أبلغه عن البلدان التي ستصوت ضده، وأضافت هايلي محذرة سنسجل كل تصويت حول هذه القضية.
ودوّنت هايلي في تغريدة على تويتر: ان الولايات المتحدة ستسجل الأسماء خلال التصويت في الجمعية العامة التي تضم 193 بلدا.
وكانت قد طلبت كل من اليمن وتركيا عقد الجلسة الطارئة للجمعية العامة التي تضم 193 دولة باسم كتلة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. ووزع البلدان مسودة قرار الثلاثاء تعكس ما ورد في النص الذي عرض على مجلس الأمن الدولي وعطلت واشنطن تبنيه.
يشار الى أن المشروع الذي عرض على مجلس الأمن وحصل على تأييد دوله باستثناء الولايات المتحدة التي استخدمت حق النقض (الفيتو)، يعتبر أن أي قرار حول وضع القدس لا قيمة قانونية له ويجب ان يلغى.
وعلى غرار مشروع القرار الذي تقدمت به مصر، لا تذكر المسودة التي تم توزيعها في الجمعية العامة قرار ترامب لكنها تعرب عن الأسف العميق حول القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس.
وفي خطوة عدوانية جديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي حيث قام بافتتاح كنيس جديد في رواق داخل الأنفاق المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، وتحديدا قبالة قبة الصخرة التي يزعم اليهود أنها أقيمت مكان هيكلهم المزعوم.
واستغلت جماعات يهودية بحسب مصادر في السنوات الأخيرة زوايا مختلفة من هذه الأنفاق لإقامة كنس صغيرة وأماكن لأداء الصلوات اليهودية، وأغلبها تتبع تيارات يهودية ترفض اقتحامات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى من منطلقات عقائدية.
جدير بالذكر أن افتتاح الكنيس جاء بعد أعمال حفريات وتدعيم للرواق استمرت نحو 12 عاما.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، أنها وضعت إداراتها وسفاراتها في الخارج، في حالة استنفار دبلوماسي، بهدف حشد وتعزيز التأييد الدولي للجهد دفاعا عن القدس.
وصرح مصدر مسؤول في الخارجية، في بيان حصلت “RT” على نسخة منه: بأنه “في إطار المعركة المصيرية، التي يخوضها الرئيس محمود عباس دفاعا عن حقوق شعبنا العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة”، تواصل الوزارة بكل مكوناتها حالة الاستنفار الدبلوماسي الهادفة إلى حشد وتعزيز التأييد الدولي للجهد الذي يبذله محمود عباس دفاعا عن القدس وقضيتها ومقدساتها.
وأضاف المصدر أن الوزارة عممت على سفارات دولة فلسطين وممثلياتها وبعثاتها بضرورة تكثيف تحركاتها ولقاءاتها واتصالاتها مع دوائر صنع القرار في الدول المضيفة، من أجل ضمان أكبر وأوسع حضور أممي في الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي سيعقد صباح الغد بتوقيت نيويورك.
وأوضحت الوزارة أن “الهدف هو الحصول على موقف دولي جماعي لصالح مشروع القرار نفسه الذي تقدمت به دولة فلسطين إلى مجلس الأمن، والذي أجهضته أمريكا عبر لجوئها إلى استغلال واستعمال الفيتو ضده”.
وتابع المصدر، أن “الحصول على أكبر وأوسع تأييد دولي لمشروع هذا القرار يبقي الأمل في فرصة تحقيق السلام قائمة، ويساهم في توجيه رسالة قوية إلى الإدارة الأمريكية بضرورة مراجعة قرارها الأخير والتراجع عنه، ويبعث برسالة رفض دولية لما تقوم به إسرائيل من انتهاكات وإجراءات تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة، ويطالب سلطات الاحتلال بضرورة الانصياع للشرعية الدولية وقراراتها، ولإرادة السلام الدولية ومرجعياتها، وفي مقدمتها القرارات التي تؤكد على أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهي عاصمة دولة فلسطين الأبدية”.
Prev Post