حرب الألف يوم غيرت المعادلات وقلبت موازين القوى
محمد صالح حاتم
1000يوم منذ أن بدأ تحالف العدوان حربه ضد أبناء الشعب اليمني ،هذه الفترة والتي تعتبر فترة زمنية طويلة،بالنسبة لتحالف القتل والدمار ،فهذا التحالف الإجرامي والذي تقوده مملكة بني سعود يضم في عضويته كبريات وأقوى الدول العالمية فهو يضم أكثر من 17دولة وعلى رأسها أمريكا زعيمة العالم ،وبريطانيا التي حكمت معظم دول العالم ،وإسرائيل اكبر منظمة متطرفة ومتحكمة في اغلب الأنظمة العالمية ،ومملكة بني سعود أغناء دولة نفطية في العالم ،دويلة عيال زايد مركز الاستشراق الصهيوني في المنطقة ،ومصر أكبر دولة عربية وافريقية ،والكثير من الدول .
وطبعا هذا التحالف يمتلك اكبر قوة عسكرية من حيث التسليح حداثة وفتكا،ًوتقنية ،وعددا ومالا ،فهو يمتلك أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الاتصالات والتجسس والرصد ،يمتلك أحدث أنواع الطائرات الهجومية والصواريخ والقنابل الذكية والموجهة عن بعد ،وأقوى أنواع الدبابات والمدرعات الهجومية والقتالية ،يعني تحالفاً قوياً ومتطوراً ،ومن يخططون للمعركة خبراء ذات كفائة عالية ،خاضوا عدة معارك وخططوا لعدة حروب عالمية ،وكذلك هذا التحالف لديه عملاء ومرتزقة وخونة من الداخل كانوا في مصدر صنع القرار ،وعندهم كافة الأسرار العسكرية ويعرفون كل شيء عن القدرات العسكرية للجيش لليمني ،ويعرفون مخازن الأسلحة، ورغم هذا كله ما أن بدأ العدو بشن غاراته على اليمن ،والتي كانت مفاجأة لأغلب اليمنيين ،والذي استطاع أن يمتص الضربة ،وان يتمالك قواه ،وذلك بفضل الله،ووجود قيادة حكيمة ،تعرف كيف تدير المعركة الدفاعية ،والتي فعلا بعد أن أعلن ناطق العدوان المدعو احمد عسيري أن طيران العدوان دمر ما نسبته 80 %من مخزون الأسلحة اليمنية بما فيها الصواريخ البالستية ،وان المعركة لن تستغرق أكثر من أيام معدودة وان قوات التحالف داخل العاصمة صنعاء ،وهو ما أكده في حينه نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني ،أن الملك سلمان وعد اوباما أن حربه على اليمن لن تطول ،وان المعركة لن تستغرق وقتا طويلا ،وان قواته بعد أيام ستكون داخل صنعاء،فهم كانوا يعتبرون حربهم وعدوانهم على اليمن وكأنها نزهة سياحية .
ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث في أرض الإيمان والحكمة ،فبعد أيام من العدوان والذي فتح عدة جبهات في داخل اليمن وذلك عبر مرتزقته في الداخل وكذلك المرتزقة الذين جلبهم معه من البلاك ووتر والجنجويد والسنغاليين والكولمبيين وغيرهم الذين لقوا محرقتهم في ارض العزة (اليمن) ،مقبرة كل من غزاها ،واستطاعت قيادتنا إدارة سير المعركة حسب ما تريد،وليس كما يخطط لها العدو ،وبفضل الله أصبح جنودنا داخل العمق السعودي وسيطروا على الربوعة والخوبة وعدة قرى ومواقع عسكرية سعودية ،وهنا تغير سير المعركة ،فبعد أن كنا في موقف الدفاع أصبحنا من نبادر للهجوم والعدو هو من يدافع ،وكذلك رغم الحصار الذي رافق الحرب والذي نتج عنه أزمة اقتصادية كبيرة حيث فقد ملايين العمال أعمالهم واصبحوا عاطلين عن العمل ،ولايوجد لديهم دخل يعول أسرهم وهو ما كان يعول عليه العدو بحيث ينزح الملايين إلى دول الجوار،ويصبح الشعب اليمني عبارة عن لاجئين ومشردين ،ولكن حصل العكس فأغلب المواطنين الذين كانوا خارج البلاد وقت شن العدوان على اليمن إما للعمل أو للدراسة أو للعلاج وغيرها فقد طالبوا بعودتهم إلى اليمن وهو ما أذهل العالم ،وكذلك رغم أن العدو فرض حصارا بريا وبحريا وجويا ،بدعوى تهريب الأسلحة ،إلا إننا والحمدلله ،رغم الحرب والحصار ،فقد أصبحنا نصنع الأسلحة،والتي بدأناها بصواريخ الصرخة وزلزال واحد واثنين وكذلك ثلاثة ،وبعدها الصواريخ طويلة المدى قاهر وبركان،والتي تم تطويرها بأيد يمنية 100 %،وأخيرا صاروخ كروز ،وغيرها من الأسلحة وقطع الغيار للأسلحة الموجودة ،وهذا بحد ذاته انجاز عظيم ،لا يقوم به إلا شعب عظيم .
وما إن بدأ العدو يشعر بالفشل والخيبة في حربه حتى بدأت قواتنا الصاروخية تدك معسكرات وقواعد العدو ابتداء بقاعدة خميس مشيط وقاعدة السليل حتى ينبع وقاعدة الملك خالد بالرياض عاصمة قرن الشيطان وهو ما جن جنون العدو،بعد هذه المدة ورغم امتلاكه للردع الصاروخي أو منظومة الباتريوت،والتي فشلت أمام صواريخنا اليمانية لدرجة انه أصبح بمقدور صواريخنا أن تصل إلى أي مكان ،فقد وصلت إلى عاصمة دويلة عيال زايد أبو ظبي ،فصمودنا هو ما غير من معادلات القوى ،وابطل النظريات العسكرية التي تقول إن من يملك القوة العسكرية الحديثة والمتطورة،ومن يسيطر على الجو فهو من يكسب المعركة ،فهذا أبطله وغير من صحة هذه النظريات صمود واستبسال شعبنا اليمني وتضحيات جيشه ولجانه الشعبية .
وكذلك حرب الألف يوم على شعبنا اليمني قلبت موازين القوى ،فبفضل صمود شعبنا واستبساله انكشف زيف وكذب تحالف العدوان،والذي بدأ يتفكك داخليا وخارجيا ،فعلى مستوى التحالف خارجيا بدأت الانسحابات من هذا التحالف بدءاً بلاك ووتر والسنغال ،وبعدها بدأ الخلاف بين قطر والسعودية ومصر والإمارات ،حتى كادت أن تندلع بينهم الحرب ،وأصبحت قطر وإعلامها ممثلا في الجزيرة ،ضد تحالف بني سعود ،وأصبح كل واحد يكيل التهم للآخر ويكشف عن ما لديه من وثائق ضد الآخر وارتباط كلا منهم بالإرهاب وداعش ،والمشروع الصهيوني في المنطقة ،وهذا بفضل صمود وتضحيات شعبنا العظيم ،الذي افشل مخطط تحالف قوى العدوان في اليمن ،وبعدها أصبحت الأزمة داخل مملكة بني سعود بسبب معارضة بعض أمراء الأسرة الحاكمة للحرب على اليمن ،وكذلك معارضتهم لتولي بن سلمان ولاية العهد ،والذي بسبب الحرب أصبحت المملكة في أزمة اقتصادية بسبب نفقات شرء أسلحة والتي كان من ضمنها صفقة شراء أسلحة بمبلغ 460مليار دولار ،والتي جراء التوقيع عليها عند زيارة ترامب للسعودية في شهر آيار 2017،واجتماعه القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض ،والتي بايعت محمد بن سلمان ملكا على السعودية مقابل إتمام الصفقة ،وبعد هذه الصفقة أصبح بن سلمان هو الحاكم الفعلي والذي قام باعتقال من يعارضه في الحرب على اليمن ومن يعارض توليه عرش المملكة ،فقام باعتقال العشرات من الأمراء والوزراء والقيادات العسكرية تحت ذريعة محاربة الفساد ،وهذا كله بسبب فشل تحالف بن سلمان في حربه على اليمن.
والآن وبعد ألف يوم من العدوان على اليمن ،فقد ظهرت قوى جديدة ممثلة في تحالف السعودية والإمارات ومصر ومعها البحرين والسودان وتدعمه أمريكا وإسرائيل وتخطط له بريطانيا ،وتحالف تركيا وقطر، وهذا تحالف تعارضه ظاهريا أمريكا بسبب التقارب مع إيران .
فالحرب على اليمن كشفت الوجه الحقيقي لمملكة بني سعود وعلاقتها بالإرهاب وداعش وإنها من تقوم بتمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية وان الفكر الوهابي والاخواني المتشدد،هو فكر القتل والتدمير العالمي ،وان كل ما حدث ويحدث في العالم العربي والإسلامي من قتل ودمار وانقلابات وحروب وراءه السعودية ،وان السبب في الوضع الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية من تفكك وانحطاط وذل وهوان ،وان الصراعات الموجودة في داخل الأنظمة العربية وراءه السعودية ،وان السبب في احتلال فلسطين وبقاء إسرائيل محتلة للأراضي العربية ،بسبب علاقتها الوثيقة بالكيان الصهيوني ،فالحرب على اليمن كشفت الوجه الحقيقي لمملكة بني سعود ،وعلاقتها بالكيان الصهيوني الغاصب ،وهو ما ظهر جليا في المراسلات الأخيرة بين الكيانين الصهيوني والسعودي مؤخرا ،وأصبحت معروفة لدى الجميع باعتراف إسرائيل والسعودية.
فالحرب تحالف العدوان على اليمن وفشله في تحقيق أهدافه المزعومة وذلك بفضل الله سبحانه وتماسك الجبهة الداخلية وصمود واستبسال شعبنا اليمني وجيشه ولجانه الشعبية ،وهو ما افشل تحالفهم وعرى سوءتهم وكشف حقيقة تحالفهم فعدوانهم سيكون وبالا عليهم ،ودماء شهداءنا وتضحيات رجال الرجال هو ما سيعجل بزوال مملكة القتل والإرهاب ،وتخليص العالم من شرورهم ،وإنقاذ الإسلام من تآمرهم عليه .
وعاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء .